سبتة ترفض مقترحا لحزب "فوكس" يستهدف المهاجرين والقاصرين    اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية    فتح تحقيق في محاولة تصفية مدير مستشفى سانية الرمل تطوان    الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل سيدخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء    الأمن يحبط عملية بيع حيوانات وزواحف من بينها 13 أفعى من نوع كوبرا في الناظور ومراكش    العلمانية والإسلام.. هل ضرب وزير الأوقاف التوازن الذي لطالما كان ميزة استثنائية للمغرب    عصبة الأبطال.. الجيش الملكي يهزم الرجاء بعقر داره في افتتاح مباريات دور المجموعات    الملك محمد السادس يوجه رسالة إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف    إسرائيل توافق على وقف إطلاق النار في لبنان بدءا من يوم غدٍ الأربعاء    المغرب يستعد لإطلاق عملة رقمية وطنية لتعزيز الابتكار المالي وضمان الاستقرار الاقتصادي    لجنة الحماية الاجتماعية تجتمع بالرباط        تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.. وفد من القوات المسلحة الملكية يزور حاملة الطائرات الأمريكية بساحل الحسيمة    بنسعيد: "تيك توك" توافق على فتح حوار بخصوص المحتوى مع المغرب        هيئة حقوقية تنادي بحماية النساء البائعات في الفضاءات العامة    وفاة أكبر رجل معمر في العالم عن 112 عاما    "نعطيو الكلمة للطفل" شعار احتفالية بوزان باليوم العالمي للطفل    الجنائية الدولية :نعم ثم نعم … ولكن! 1 القرار تتويج تاريخي ل15 سنة من الترافع القانوني الفلسطيني    لحظة ملكية دافئة في شوارع باريس    سعد لمجرد يصدر أغنيته الهندية الجديدة «هوما دول»        توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    دين الخزينة يبلغ 1.071,5 مليار درهم بارتفاع 7,2 في المائة    معاملات "الفوسفاط" 69 مليار درهم    المغرب جزء منها.. زعيم المعارضة بإسرائيل يعرض خطته لإنهاء الحرب في غزة ولبنان    الجزائر و "الريف المغربي" خطوة استفزازية أم تكتيك دفاعي؟    في حلقة اليوم من برنامج "مدارات" : عبد المجيد بن جلون : رائد الأدب القصصي والسيرة الروائية في الثقافة المغربية الحديثة    التوفيق: قلت لوزير الداخلية الفرنسي إننا "علمانيون" والمغرب دائما مع الاعتدال والحرية    نزاع بالمحطة الطرقية بابن جرير ينتهي باعتقال 6 أشخاص بينهم قاصر    الجديدة مهرجان دكالة في دورته 16 يحتفي بالثقافة الفرنسية    توهج مغربي في منافسة كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي بأكادير    اللحوم المستوردة تُحدث تراجعا طفيفا على الأسعار    مسرح البدوي يواصل جولته بمسرحية "في انتظار القطار"    شيرين اللجمي تطلق أولى أغانيها باللهجة المغربية        الأمم المتحدة.. انتخاب هلال رئيسا للمؤتمر السادس لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    برقية شكر من الملك محمد السادس إلى رئيس بنما على إثر قرار بلاده بخصوص القضية الوطنية الأولى للمملكة    القنيطرة.. تعزيز الخدمات الشرطية بإحداث قاعة للقيادة والتنسيق من الجيل الجديد (صور)    توقيف فرنسي من أصول جزائرية بمراكش لهذا السبب    اتحاد طنجة يكشف عن مداخيل مباراة "ديربي الشمال"    غوارديولا قبل مواجهة فينورد: "أنا لا أستسلم ولدي شعور أننا سنحقق نتيجة إيجابية"    مواجهة مغربية بين الرجاء والجيش الملكي في دور مجموعات دوري أبطال أفريقيا    حوار مع جني : لقاء !    المناظرة الوطنية الثانية للفنون التشكيلية والبصرية تبلور أهدافها    الدولار يرتفع بعد تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا والصين    تزايد معدلات اكتئاب ما بعد الولادة بالولايات المتحدة خلال العقد الماضي    ملتقى النقل السياحي بمراكش نحو رؤية جديدة لتعزيز التنمية المستدامة والابتكار    إطلاق شراكة استراتيجية بين البريد بنك وGuichet.com    الرباط.. انطلاق الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية    منظمة الصحة: التعرض للضوضاء يصيب الإنسان بأمراض مزمنة    تدابير للتخلص من الرطوبة في السيارة خلال فصل الشتاء    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة        لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البؤر الملتهبة في العالم خلال العام القادم
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 27 - 12 - 2014

انطلاقا من السياق العالمي الراهن و من الأهداف الاستراتيجية للقوى العسكرية المنخرطة في الصراعات، دولا كانت أو منظمات إرهابية، فإنه من الممكن، بالنسبة للخبراء، مقدما تحديد المناطق القابلة للانفجار خلال سنة 2015 .
في هذه النظرة الاستشرافية يقوم «ألان رودييه» الباحث في المركز الفرنسي للدراسات حول المخابرات، و «جون-فانسون بريسيه» الجنرال في سلاح الجو الفرنسي و مدير الأبحاث بالمدرسة العليا للحرب الجوية، و هما متخصصان و صاحبا كتب عديدة في مجال اختصاصهما، بتقديم توقعاتهما للبؤر الملتهبة في العالم خلال العام 2015 .
روسيا-أوكرانيا:
ألان برودييه: على الصعيد الاقتصادي فإن ما يجري حاليا كنتيجة للأزمة الأوكرانية، يعتبر كارثة حقيقية. فنحن أمام منطق «خاسر-خاسر» باستثناء الولايات المتحدة التي لا تتوقف بشكل كبير ،عكس أوربا الغربية ،على روسيا. فواشنطن تعتقد أن الحماية التي يقدمها حلف الأطلسي التي تعد أول مُساهم فيه، تستحق من «المحميين» تقديم بعض التضحيات.
فإذا كانت أهداف واشنطن (إسقاط بوتين و إجبار روسيا على الرجوع إلى مصاف القوى المتوسطة) و أهداف موسكو (الإفلات من الخناق الأمريكي و من العقوبات الاقتصادية) واضحة، فإن أهداف الدول الأوربية أقل وضوحا. حقا إن بولونيا و دول البلطيق لديها نزاع تاريخي عميق مع موسكو منذ اتفاق يالطا الذي قسم العالم إلى شطرين. من جهة العالم الشيوعي , مع جميع أنواع الحرمان على الصعيد الاقتصادي و على صعيد الحريات الفردية , الذي تنتمي له دول البلطيق و بولونيا و ألمانيا الشرقية، و من جهة ثانية العالم الحر.
إذن فمن اليسير فهم مشاعر شعوب هذه الدول و حكامها التي تتجاوز بكثير مصالحها الحالية. فروسيا تظل في نظرهم «العدو» المهدد لهم، خاصة بعد اكتشاف شبكات التجسس الروسية ( ورثة الكا جي بي) في عدد من دول أوربا الغربية..
و لمحاولة فهم الوضع في أوكرانيا، ينبغي العودة إلى بعض المحددات الأساسية:
- لن تتخلى موسكو أبدا عن القرم التي تعتبرها حيوية على المستوى الاستراتيجي بسبب تخوفها من التطويق و بسبب هاجس روسيا للوصول إلى المياه الدافئة. أما المبررات «التاريخية» المقدمة فليست ذات مصداقية.
- حوض «الدونباس» النفطي بين روسيا و أوكرانيا يمكن التفاوض حوله، لكن المفاوضات ستكون صعبة و طويلة، خاصة بالنسبة للسكان المحليين.
- لا يمكن الحصول على أي تقدم في مسارح خارجية (سوريا العراق أو إيران) بدون روسيا.
- الخاسرون الكبار، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي و لكن أيضا على المستوى السياسي، هي الدول الأوربية التي اصطفت إلى جانب واشنطن.
دول البلطيق-روسيا-آسيا الوسطى:
الحوادث الجوية لا تعدو كونها حركات بهلوانية (من الجانبين) تستهدف التأثير على الرأي العام (تم التصدي هذه السنة ل 400 طائرة روسية في سماء ليتونيا و كازاخستان و مولدافياوإستونيا). بيد أن هذه الطلعات كلما تضاعفت كلما زاد خطر حصول حوادث غير محسوبة العواقب. فإذا حدث مثل هذا الأمر ، و تم إسقاط بوتين ,ذي التجربة الدولية الكبيرة و الرؤى الواسعة- فمن المحتمل جدا أن يحل محله قومي أكثر تشددا و أكثر عدوانية منه.
عواقب انهيار الروبل (بسبب تخفيض سعر النفط إلى حد ما):
انهيار الروبل كارثي. فالرئيس بوتين متفائل جدا حين يتحدث عن «سنتين» لتجاوز الأزمنة الصعبة. لكنه يقوم بدوره ك»حام» للشعب الروسي. ومع ذلك يتوجب تقديم الملاحظات التالية:
- انخفاض سعر البترول هو نتيجة لإرادة المملكة العربية السعودية وحلفائها الخليجيين.
- يقوم آل سعود بذلك نكاية في أمريكا التي أهملت المملكة، ربما لصالح طهران، و لذلك فهم يسعون إلى تخريب استغلال الغاز الإيراني الذي من شأنه إعطاءهم استقلالا طاقيا كبيرا.
- هذا القرار السعودي يستهدف روسيا أيضا بسبب دعمها الثابت للنظامين الشيعيين في بغداد و دمشق. و هذا ما يُسعد واشنطن لكنها مخطئة لأنها لا تقدر مساندة الشعب الروسي لحكامه.
- أخيرا، فإن إيران الخصم الرئيسي للرياض، تعاني أيضا من انخفاض وارداتها النفطية و تفاقم أزمتها الاقتصادية، لكن الملاحظة نفسها تنطبق على الشعب الإيراني مع حكامه.
وللتلخيص، فإن رجال السياسة الفرنسيين و نساءها، الذين يعتبرون دائما الجنرال دوغول مرجعية ومثالا لهم، رغم انتمائهم الروحي لأشد المعارضين شراسة لدوغول، عليهم دراسة التاريخ المعاصر. فالاستقلال الوطني، على الأقل في السياسة الخارجية، هو الركن الركين لرفعة و تقدم بلدنا. فعبارة «الوطن في خطر» التي رفعت كشعار خلال الثورة، لا زالت معاصرة اليوم.
جزر دياو-سنكاكو، النزاع الأبدي بين الصين و اليابان:
جون فانسن بريسيه: الهدف الرئيسي للنزاع البحري ليس هو سنكاكو، و لكنه بحر الصين الجنوبي. فهذا الأخير يضم عدة بلدان، و يعطي بكين خصوصا إمكانيات القضم و التوسع غير العنيف و بعيدا عن الإدانة الدولية. أما في ما يخص سنكاكو فهو نزاع ثنائي و يحظى بتأييد شعبي كبير في الصين التي يصبح الرأي العام فيها ملتهبا حين يتعلق الأمر باليابان.
غير أن هذا لا يحول دون تفاقم النزاع حول جزر بحر الصين الشرقي .فطالما أن الصين لا تعرف مشكلات داخلية كبرى,فإنها لن تسعى إلى اختلاق مواجهات حقيقية مع اليابان. فقبل بضعة عقود من الآن، اكتشف «دنغ سياو بنغ» إمكانية السباحة فوق هذا النزاع، إلا أن براغماتيته جعلته يتراجع عن استعمال هذا المبرر. حكام الصين اليوم قادرون أيضا على تدبير هذه المطالب و عدم رفع سقفها. إلا أن الصعوبة هو غياب إمكانية تدبير التواجد الصيني ، بطريقة دقيقة و«مهنية» ، بحيث لا يتسبب في حوادث أو مناوشات. فالجنود البحارة الصينيون ووكالات الدولة و الصيادون الموجودون بالجزر أبانوا في السابق بأنهم لا يملكون الكفاءة المهنية والتجهيزات التي تمكنهم من الضغط دون الوصول إلى الانزلاقات، فقد حصل في السابق اصطدامات و اعتقالات لليابانيين كما حصل إطلاق نار وقتلى، لكن انزلاقا بعواقب غير محسوبة لا زال أمرا واردا.
النزاع بين الصين وفيتنام ،
الفلبين وماليزيا:
جون فانسون بريسيه : 40 بالمائة من التجارة العالمية تمر عبر بحر الصين الجنوبي. و أي نزاع في هذا البحر ستكون له آثار على العالم أجمع. لكن لا الصين و لا أي من البلدان المشاطئة تسعى إلى تحويل الخلافات إلى نزاع مفتوح. بيد أن مخاطر الانزلاق المذكورة قبل الآن واردة بجدية أكثر مع هذه الدول منها مع اليابان.
فاستراتيجية بكين تتمثل في التواجد الهادئ، بتصريحها أن المنطقة كلها ملكها مع تكثيف تواجدها. و في هذا السياق تقوم بوضع صُوات (بورنات) لتحديد سيادتها و ببناء جزر اصطناعية و إرسال «صيادين» إلى السواحل المتاخمة للدول المجاورة. أمام هذه «القوة الهادئة»، تحاول الدول المجاورة أن تنظم نفسها لكنها لم تفلح في التوصل إلى رد مشترك . فالدبلوماسية الصينية تمتاز في العلاقات الثنائية مع الدول الأصغر، في حين أنها تلقى صعوبة في الإقناع حين يتعلق الأمر بمنابر المنظمات متعددة الأطراف، التي تبذل الجهود الكبيرة كي تشتتها باستثمار العلاقات الخاصة مع الحلقة الأضعف. وهكذا كونت تواطؤات داخل منظمة «آسيان» (كمبوديا خصوصا) مكنتها من تخريب كافة محاولات الدول المعنية طرح المشكل داخل المنظمة. كما لا تجد هذه الدول وسيلة للدفاع عن نفسها من خلال المنظمات الدولية، التي بالرغم من الشكايات المتعددة لا تعرض دولة بحجم الصين أمام العدالة الدولية.
وسواء تعلق الأمر بشرق أو بجنوب بحر الصين، فإن «اعتداءات» بكين تدفع الدول المعتدى عليها و التي تعتبر نفسها مهددة إلى البحث عن مساعدات خارجية، خاصة من الولايات المتحدة. التي ترنو بدورها إلى إعادة نفوذها للمنطقة. لكن مشاكل الصين مع جيرانها المباشرين لا تقف عند بحري الصين، فروح الثأر من «المعاهدات غير العادلة» مازالت في انتظار تغيير في موازين القوى . فهناك مطالب بعدة ملايين من الكيلومترات في روسيا و في معظم الدول الأربعة عشر المجاورة للصين، وإذا كان خطر اندلاع النزاع غير مرئي على المديين المتوسط والقصير، إلا أن إرادة الاسترداد منغرسة بعمق في روح القادة كما في ثقافة البلاد نفسها.
إمكانية انفجار النظام
الكوري الشمالي:
جون فانسون بريسيه: تقديم يقينيات حول مستقبل نظام كوريا الشمالية لا يمت إلى الجغرافيا السياسية الجادة بصلة. لكننا نُخمن ببساطة أن قيادة البلاد تتم من طرف جماعات تتنازع دوما حول السلطة و حول المصالح المشتركة.
فمنذ ستين سنة، و المزايدات حول صحة القادة، خاصة صحة كيم الجد و الأب و الحفيد، تشكل الخبز اليومي لأجهزة المخابرات الكورية الجنوبية (و الأمريكية) كما أن ظهور القادة في الإعلام تعود إلى أسباب طبية أكثر منها لتدبير النزاع داخل جماعات الضغط الداخلية.
كانت وفاة كيم إيل سونغ مفاجئة نسبيا كما أن خلافة ابنه له كقائد مطلق كانت سريعة و غير جيدة التحضير.ف»جونغ أون» جمع بسرعة مقاليد الحكم في يده بقوة، و كما لم نكن نعلم بأنه هو الخليفة المعين، لا نعرف الآن ما إذا كان قد اختار و أعد خليفة له أم لا. فكل الاحتمالات تظل واردة إذا ما اختفى فجأة. إما وضع خلف له من عائلته أو انقلاب -عنيف أو أقل عنفا- لجماعة على حساب الأخريات، أو قيادة جماعية تضع مصالحها فوق الخلافات... كل شيء وارد. في الوضع الحالي للاستعباد البدني و الذهني للسكان، لا يمكن التنبؤ بمرور نحو الدمقراطية بل المتوقع هو انفجار كامل للنظام يتبعه خراب.
العراق-سوريا:
ألان رودييه: تبدو الوضعية على الجبهة السورية-العراقية جامدة منذ بضعة أسابيع. و قوات «داعش» لم تعد قادرة على التقدم لعدة أسباب منها:
- وصول قواتها إلى حدود أقاليم مأهولة في أغلبها بالسنة، و أصبح من العسير عيها التوغل أكثر داخل الأراضي الكردية و الشيعية لأنها، و إن حصدت معارك عسكرية، غير قادرة على تسيير المناطق المحتلة لأن عديد «داعش» ?المقدر ما بين 30 و 40 ألف مقاتل- ليس كافيا للقيام بتمشيط فعال للمنطقة.
- قصف قوات التحالف تمنع قوات «داعش» من التجمع للقيام بعمليات واسعة. فقوافل السيارات الرباعية الدفع تعتبر هدفا سهلا للطيران, كما أن قوات التحالف تهاجم لوجستيك الحركة مما يسحب منها عنصر قوتها: القدرة على التحرك السريع.
- ظهور علامات «الامتعاض» داخل صفوف السكان الخاضعين لاحتلال «داعش».كما أن تواجد الجهاديين الأجانب بدأ يخلق بعض التبرم خاصة في سوريا,حيث يعتبر جزء كبير من الشعب حركة «داعش» أجنبية قادمة من الخارج (و هو أمر صحيح بما أن داعش تكونت في العراق سنة 2006 ). ففي البداية حاولت داعش «كسب قلوب و عقول» السكان السنة بتقديم تربية (إسلامية) مع بعض اللوازم الضرورية للعيش و التطبيب و الأمن (معاقبة المنحرفين كالشواذ و الزناة والمنتمين للمذاهب الأخرى عقابا شديدا). فالحركة نشرت الرعب و الإرهاب ليس فقط ضد أعدائها بل ضد هؤلاء الذين قد يشكلون خطرا عليها مثل الموظفين السابقين في الإدارات وعناصر قوات الأمن الذين يتم اعتقالهم وتعذيبهم وفي بعض الأحيان اغتيالهم.
وفي المقابل فإن «جبهة النصرة»، الذراع المسلح للقاعدة انتقل إلى الهجوم. فهذه الجبهة في طريقها نحو إقامة «خلافة» خاصة بها في شمال غرب سوريا.و هي نشيطة في الجنوب على الحدود اللبنانية و فوق هضبة الجولان.و في الوقت الراهن فإن قوات «داعش» شبه غائبة عن هذه المناطق (باستثناء جماعات تعلن ولاءها للخليفة إبراهيم). فداعش توجد في مواجهة مفتوحة مع جبهة النصرة لكن هذه المواجهة قد لا تدوم طويلا، إذ أن التعاون والتنسيق قد بدأ بين قادة محليين من الجانبين. ومن جهة أخرى فإن «القاعدة -القناة التاريخية» تصر على فكرتها في التفاوض حول هدنة بل «حلف مقدس» ضد قوى «الكفرة والمرتدين». فبالرغم من أن داعش قد قتلت مبعوثي أيمن الظواهري فإنه ليس من المستبعد في المستقبل، خاصة إذا شعرت «داعش» بتراجع قوتها، أن يحصل اتفاق بين الجانبين. و هنا سيصبح التهديد مضاعفا، لكننا لم نصل بعد إلى ذلك. فمنطق المواجهة بين الظواهري و أبو بكر البغدادي هو السائد حاليا.
اليمن:
ألان رودييه: اليمن في طريقه إلى الانقسام نصفين: في الشمال الغربي حيث يسيطر الحوثيون (الشيعة) المدعومون من إيران، و في الجنوب حيث السنة مسنودة من طرف جهاديي «القاعدة -القناة التاريخية». ينبغي التذكير أن «داعش» لا تتواجد في الوقت الراهن بعدُ في المنطقة، كما أن «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» هي الأكثر وفاء لأيمن الظواهري. و في المقابل تراقب السعودية تطور الأوضاع بقلق. فالواقع أن عدوين لها يتواجهان: الحوثيون الممثلون للمصالح الإيرانية من جهة و «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» التي تسعى لبسط سيطرتها على المملكة من جهة ثانية.
من الممكن للجهاديين الذين قاتلوا في سوريا و العراق لعب دور كبير في زعزعة استقرار العائلة الملكية انطلاقا من قواعدهم الخلفية المزروعة في اليمن.
أما فيما يخص الحكومة اليمنية المدعومة من الرياض و واشنطن، فهي مضطرة للتفاوض مع الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء. فهنا كما على الجبهة السورية-العراقية، فإن الأمريكيين يوجدون في نفس الخندق مع الإيرانيين من أجل «كسر» الإسلام الجهادي (داعش و «القاعدة -القناة التاريخية «) تحت النظرات القلقة (و المشاركة الرمزية في سوريا) لآل سعود...
أفغانستان-باكستان:
ألان رودييه: شكل رحيل قوات الحلف الأطلسي في نهاية 2014 (سيترك الأمريكيون حوالي عشرة آلاف «مستشار») الحدث الهام الذي ينتظره الطالبان الأفغان منذ أمد طويل. فما أن يمر فصل الشتاء، سيتحرك الطالبان الأفغان للهجوم على النظام القائم في كابول. لن يصمد الجيش ولا الشرطة الأفغانيان طويلا إلا إذا تراجع الأمريكيون وعادوا كما حصل في العراق. وللتذكير فإن المقاتلين الأفغان قد استغرقوا سنتين فقط للقضاء على نظام الرئيس نجيب الله الشيوعي بعد مغادرة السوفييت سنة 1979 . و هي فترة قد تكون أقصر حاليا, خاصة و أن الأمريكيين لن يتركوا سوى 5000 مستشار سنة 2015 و صفر مستشار سنة 2016 .
في المقابل تساند الأجهزة السرية الباكستانية الطالبان الأفغان لأن هدفهم هو طرد النظام القائم في كابول لأنه قريب جدا من العدو رقم واحد لباكستان وهو الهند. أكثر من هذا فإن الجيش الباكستاني يعتبر تقليديا أفغانستان «عمقه الاستراتيجي» في حالة حصول حرب مع الهند. بيد أن الأجهزة الأمنية الباكستانية مشغولة بمكافحة عناصر الطالبان الباكستانيين الذين يسعون إلى إقامة حكم إسلامي راديكالي في باكستان.
لهذا فإن سياسة التعامل مع الطالباني الجيد (الأفغاني) والطالباني الشرير (الباكستاني) تؤدي إلى عكس المتوخى منها و تنعكس على صاحبها. مما يستتبع عمليات إرهابية كبرى يتوقع أن تدوم خلال سنة 2015 . هذا مع العلم أن الطالبان الباكستانيين لهم أيضا مشاكلهم الداخلية. فأمير طالبان باكستان مولانا فضل الله لا زال وفيا للملا عمر (الزعيم الروحي للطالبان الأفغان - القاعدة) في حين أن الكثير من مرؤوسيه انشقوا عنه و أعلنوا بيعتهم للخليفة إبراهيم (داعش). هذا الانشقاق الداخلي يؤدي إلى تنافس في الرعب و تسابق على الأهداف: كنائس ، مساجد شيعية، مدارس، مستشفيات، إدارات، ثكنات...
إسرائيل-فلسطين:
ألان رودييه: قد يتم تجاوز السلطة الفلسطينية وحماس من طرف نُشطاء فلسطينيين عيل صبرهم من «جمود» قيادتهم.هذه التنظيمات الصغيرة الموجودة حاليا، خاصة في قطاع غزة (المسنودة من طرف جند الإسلام) و في سيناء تعلن انتماءها لداعش. في قطاع غزة تبدو الإشكالية معقدة. فحماس تترك الحبل على الغارب لقيام الآخرين بعمليات ضد الدولة العبرية عدوها اللدود، و ضد نظام السيسي الذي أطاح بمساندهم الكبير محمد مرسي. و حماس في هذا لا تلقى العون إلا من قطر و تركيا في وقت تحاول فيه البحث عن سند من إيران إلا أن القادة الإيرانيين لا زالوا غاضبين على الحركة التي أعلنت مساندتها للمعارضة السورية سنة 2011 . أما التنظيمات الصغيرة فبإمكانها القيام بعمليات إرهابية كما قد يقوم بها أفراد منعزلون بتعليمات من داعش التي تدعو إلى استخدام الوسائل المتوفرة للضرب حيثما كان.
و شخصيا لا أعتقد أن انتفاضة ثالثة قد يتم شنها ، لأن القادة الفلسطينيين لا يملكون حاليا القدرة على تعبئة الجماهير. إلا أن تظاهرات تلقائية و متفرقة قد تحصل محليا.
إسرائيل-إيران:
ألان رودييه: لا أعتقد نهائيا في إمكانية حصول ضربات جوية إسرائيلية ضد إيران، لكن الإسرائيليين قد يفاجئون العالم. فعلى الصعيد التكتيكي، فإن إسرائيل - رغم قوتها- لا تملك القدرات العسكرية لتدمير مجموع البنيات التحتية النووية لإيران. خاصة و أن عددا من القنابل ستنفجر في الفراغ لأن كثيرا من الأهداف المسجلة عن طريق الصور الجوية هي أهداف خادعة ليس إلا. و أفضل ما يمكن أن تقوم به هو تأخير البرنامج النووي الإيراني و ليس القضاء عليه. كما أن عملية بمثل هذه المسافات الطويلة هي عمليات محفوفة بالمخاطر. و كل القادة العسكريين الإسرائيليين يعرفون و يؤمنون بهذا.
أما المفاوضات حول النووي الإيراني فهي تسمح خصوصا للغرب «بالحديث» مع النظام الثيوقراطي بطهران. فليس من المستبعد قيام واشنطن بما قامت به مع كوبا: إعادة فتح العلاقات الدبلوماسية مع طهران. فإذا تم ذلك فإن إمكانية الضربة الإسرائيلية لإيران تصبح شبه مستحيلة. أما بخصوص «القنبلة» التي تريدها طهران فإني أعتقد أن الإيرانيين -حتى المعارضين منهم للنظام- يتمنون حيازة بلدهم لهذه القنبلة على غرار باكستان. إلا أن القادة الإيرانيين براغماتيون فهم يعرفون المخاطر و يقدرونها لهذا فإن أقصى طموحهم هو الوصول إلى العتبة النووية (التوفر على القدرات العلمية و التقنية لصناعة قنبلة نووية) دون تجاوز «الخط الأحمر».
الساحل:
ألان رودييه: سرطان الإسلام الراديكالي بالساحل يعرف انتشارا مقلقا جدا. ففي الوقت الحالي هناك ثلاث بؤر: ليبيا وشمال شرق نيجيريا والصومال. وانطلاقا من هذه القواعد الخلفية الآمنة يتوجه الجهاديون إلى مجموع إفريقيا مستغلين بؤس السكان وضعف الدول (و فساد كثير من المسؤولين) و صعوبة تعاونها مع بعضها البعض. يمكن مقارنة إفريقيا بساحة رمال متحركة غرق فيها الغزاة، الدول الاستعمارية ثم السوفييت فيما بعد و من الممكن حصول ذلك أيضا للهجمات الاقتصادية الصينية.
تمكن الإسلاميون من الذوبان التدريجي في إفريقيا العميقة, لذا فإن الفكرة الأساسية هي أن الأمن هو شأن الشعوب الإفريقية و قادتها، الذين قد يلجأون لمساعدة الغرب (مساعدة فقط) محدودة في الزمان و في المكان
نيجيريا:
ألان رودييه: أعلن عن شمال شرق نيجيريا «خلافة» إسلامية و بدأ تزعزع الأمن في البلدان المجاورة حول بحيرة التشاد. في سنة 2015 سيظل الأمر كما هو مع توقع نشاط مكثف لبوكو حرام التي ستستغل فترة الانتخابات النيجيرية، و ذلك في سياسة الهروب للأمام إلا أن لا أحد قادر على إيقافهم في الوقت الراهن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.