يتعاون الفنان المغربي عزيز سحماوي في ألبومه الجديد «ما زال»، مع مجموعته «جامعة كناوة». مجموعة تنهل من إرث الإيقاعات الموسيقى المغاربية والأفريقية ممزوجة بآلات موسيقية غربية. «ما زال» التي تعني في العامية المغربية «لا يزال»، هو العنوان الذي يلخص وضعية الفنان. هو وإن كان يقيم في باريس منذ ثلاثين سنة، لا يزال قلبه وجذوره في أفريقيا الأم. إيقاعات القارة السمراء تسري في سحماوي الذي يعني اسمه «شديد السواد.وبهذا يكون ألبوم «ما زال» خطوة جديدة ترسخ مكانة الفنان كواحد من أكثر الأصوات المغاربية ابتكاراً. بقدر ما يعود للحفر في التراث الموسيقي وإيقاعات الموسيقى الشعبية، ينحت لها أشكالاً جديدة عبر مزجها بإيقاعات معاصرة وآلات كالبيانو والغيتار وإيقاعات الروك. المغني لا يكتفي بالعمل على الإيقاع وإنما يعيد غناء قصائد تراثية مغاربية، تظل لها راهنيتها في واقع عربي معاصر مضطرب. كلمات الألبوم تغني المحبة والتحرر والأخوة الإنسانية. يصرّ سحماوي على هذه الأخوة التي تعبر المجالات الترابية، من أفريقيا جنوب الصحراء التي ينتمي جزء من موسيقيي المجموعة إليها، إلى المغرب وفرنسا مروراً بالجزائر وتونس وموريتانيا. كلمات الألبوم تغني المحبة والتحرر والأخوة الإنسانية.. يتكون الألبوم من 12 عنواناً، تجعل الأغنية «قرية صغيرة» تتلاقح فيها إيقاعات العالم. وهي استمرارية لمسار موسيقي طويل بدأه سحماوي مع مجموعة «أوركسترا باريس الوطنية» المغامرة التي انطلقت عام 1995 ومثلت واحدة من أبرز التجارب الموسيقية في فرنسا، وأبرزت جزءاً من غنى ثقافات الهجرة موسيقياً، إذ عمدت إلى مزج الموسيقى المغاربية مع الروك والفانك. تجربة انتهى منها الفنان عام 2002، قبل أن يعود عبر مشروع آخر هذه المرة في 2005 إلى جانب The Zawinul Syndicate . وهي المجموعة التي أسسها مع عازف البيانو النمساوي جوزيف زاوينول الذي عمل إلى جانب كبار موسيقيي الجاز والبلوز مثل مايلز ديفيس. وكانت هذه المجموعة انطلقت منذ الثمانينيات من القرن الماضي، لكن التجربة ستنتهي مع وفاة زاوينول عام 2007.