مهرجان موازين يطفىء شمعته الثانية عشر مساء اليوم مساء اليوم تختتم الدورة الثانية عشر لمهرجان موازين وان كانت برمجة الدورة عرفت بعض التعديلات التي مست المشاركة المغربية حيث كانت جيدة سواء على مستوى الأسماء المشاركة و تأرجحت بين مختلف الألوان الموسيقية المغربية من راب وشعبي وعصري، مشاركة قدرها بلاغ المنظمين ب نسبة خمسين في المائة من مجموع المشاركات، وقد تم اختيار مطرب الأجيال الأستاذ عبد الوهاب الدكالي لإحياء حفل ختامي بمسرح محمد الخامس، سيبقى كعلامة مضيئة في ذاكرة المهرجان الموسيقي الكبير. وقد اقتحم عبد الوهاب الدكالي أو الأيقونة الوطنية عالم الغناء في ريعان شبابه، ومن لا يذكر الريبرطوار الغني لهذا الفنان الكبير وضمنه أغنيته الرائعة «ما أنا إلا بشر» التي تناوب على أداءها فيما بعد حوالي 50 فنانا عبر العالم، وقد منح عبد الوهاب الدكالي للخزانة الموسيقية الوطنية أكثر من 100 لحن لا زالت تتداول عبر الأجيال، من جهة اخرى يتضمن برنامج اليوم مشاركة فنانين مغاربة آخرين في ألوان غنائية مختلفة مثل سعيد موسكير الذي يقدم عرضه رفقة طارق لعميرات على منصة سلا، بينما ستتألق ليلى المغربية على منصة النهضة. اما بالنسبة لبرنامج الخميس الماضي فقد أشعلت، مجموعة الهارد روك البريطانية الأسطورية ديب بوربل، النار في جنبات منصة السويسي، وبعد حفل كبير شهد متابعة 80 إلف مشاهد، ألهب أعضاء الفرقة المكونة من الشيوخ حماس الجمهور المتذوق لهذا النوع الموسيقي، في أول عرض في المغرب، هذه المجموعة التي باعت أكثر من 100 مليون ألبوم فاقت كل التوقعات من خلال حضور أنيق فوق المنصة الذي و إن دل فإنما يدل على خبرة و حنكة في مجال الهارد روك، أدت المجموعة خلال عرض امتد لمدة ساعة و نصف عدة أغاني رائعة كالأغنية الخالدة «سموك أون ذو ووتر» (دخان فوق الماء) التي ردد كلماتها الجمهور الحاضر من كل الأعمار، والذي استمتع بدوره بعرض لايضاهى، كما عزف عازف البيانو النشيد الوطني المغربي أذهل به الحضور، و على منصة أبي رقراق ضرب الجمهور موعدا أخر مع مجموعة أخرى و هي كناوة ديفيزيون التي أطربت الحضور بموسيقى مناضلة و حماس بديع و كذا كلمات متنوعة، هذه المجموعة التي يتقدمها أمازيغ كاتب أتحفت الجمهور بأغاني ممزوجة بين أسلوب كناوة و الشعبي و الروك و كذا أسلوب الريكي، هذا و احتفلت المجموعة بعيد ميلادها العشرين على المنصة، و قبل هذا استقبل الجمهور على نفس المنصة مجموعة أفريكا يونايتد التي تتكون من موسيقيين مغاربة وآخرين ينتمون لجزر القمر، حيث قدمت أغاني رائعة تمزج بين الموسيقى المغربية والموسيقى الإفريقية رقص على إيقاعها الحضور. هذا و عرف عرض الفنانة أحلام، التي ظهرت مرتدية قفطانا جميلا، حضور معجبيها الذين استمتعوا بأغاني شاعرية و رومنسية و هم يحملون صورها، بأداء أغنية «الراية الحمراء»، وتعد هذه الأغنية، التي تمجد بلدا ترتبط به أحلام بمحبة خاصة٬ جزءا من مشروع يضم أربع أغاني مغربية٬ كما كشفت عن ذلك في ندوة صحافية قبيل الحفل الذي احتضنه منصة الأغنية الشرقية بالنهضة. وزكت أحلام٬ أمسية الوفاء والمحبة بأداء مقطع من أغنية «العيون عيني» لجيل جيلالة٬ القطعة التي تخلد تمسك الشعب المغربي بصحرائه. وفضلا عن ذلك٬ لم تبخل سيدة الغناء الخليجي على الجمهور الحاشد بباقة من أشهر أغانيها، وفي التفاتة راقية منها٬ استضافت على المنصة الفنانة المغربية الشابة يسرى سعوف التي شاركت في النسخة الحالية من برنامج «آراب آيدل»٬ لتشاركها أداء أغنيتها الشهيرة «أكثر من الأول أحبك»، وانتشت أحلام بتفاعل جمهور «موازين» الذي وصفته بأنه «أعظم جمهور أقف أمامه طيلة مسيرتي الفنية»،. فالفنانة أحلام ذات صيت عالمي حيث تم اختيارها مؤخرا عضوا بلجنة تحكيم برنامج» أراب آيدول»، و أعربت عن سعادتها قائلة:»أنا جد سعيدة بتواجد معكم فالجمهور المغربي أحسن جمهور التقيت منذ أن بدأت الموسيقى»، كما رقص الجمهور في نفس المنصة على إيقاع الفنانة الفائزة بالدورة الرابعة لمسابقة ستار أكاديمي شدى حسون التي غنت العديد من الأغاني التي لاقت نجاحا كبيرا كأغاني خليجية وعراقية، و استقبلت منصة سلا الوفية للفنانين المغاربة كل من رشيد لمريني المشهور بصوته العذب أطرب من خلاله المعجبين بالفن الشعبي، و حجيب الذي أمتع الجمهور بأغاني تنتمي لفن العيطة كأغنية «هاه تاني» و «هايلي بابا» و «ولد مو»، و أخيرا أدت الأركسترا بنموسى برئاسة الفنان لطفي بنموسى أغاني تنتمي للتراث العربي الأندلسي المغربي، و خلال هذا الوقت استمتع جمهور قاعة لارونيسنس مع الفنان جهاد عقل عازف الكمان من خلال ألحان موسيقية صفق لها الكل ، كما ابتهج جمهور مسرح محمد الخامس من خلال إيقاعات الفنانة الكاميرونية ساندرا نكاك عاشقة فن الساول والفانك والريتم ان بلوز، و أثناء عرضها التحفت الفنانة بالعلم المغربي و شكرت الجمهور على دعمهم و قالت «أعدكم أنني سأعود»، كما هتف الجمهور المتنوع في شالة لمجموعة زابيت نابيزاد أحد أكبر المحافظين على تقليد موسيقى «مقام»، حيث تم إدراج موسيقاها الهادئة في إطار التراث الثقافي اللامادي للإنسانية لليونسكو منذ 2003، و كان جمهور مدينة الرباط على موعد مع الفرجة في الشوارع من خلال مجموعات الفانفار حيث قدمت مجموعة أزالاي عرضا متنقلا ومبدعا مستوحى من القوافل التجارية التي كانت تعبر القارة الإفريقية، كما أبهرت مجموعة المسرح الرحال الحضور برقصات بهلوانية و بدماه عملاقة بألوان مغربية، و في نفس الوقت و في مجال الموسيقى ، أدت مجموعة الطبول برئاسة الفنان طافا نداي إيقاعات استمتعت لها الأذان، كما استمتع الجمهور مع مجموعة « فانفار ب4» من خلال رقص و موسيقى يونانية وتركية و بلغارية، الموسيقى المغربية إلى الواجهة وسجل اليوم السادس هيمنة للأغنية والموسيقى المغربيتين حيث تألق عازفا العود الحاج يونس والكمان أمير علي اضافة الى رشيد زروال وقدم هذا الثلاثي المحنك٬ الذي انضم إليه عازف الإيقاع طارق وحسن مكرم على الدف٬ وصلات موسيقية جالت بذائقة جمهور٬ بدا متعطشا إلى رحلة استكشافية فنية فريدة٬ عبر نصوص مغربية وعربية٬ وقطع تراثية وعصرية٬ وروائع عاطفية ووطنية. في هذه الأمسية التي احتضنتها قاعة (رونيسانس) ضمن فعاليات الدورة 12 لمهرجان «موازين ،، إيقاعات العالم» بين فنانين يحوز كل منهم مسارا فنيا متألقا على الصعيد الوطني والعربي٬ تبلورت سريعا كيمياء التكامل والتفاعل الحدسي بين آلات وترية وهوائية وإيقاعية٬ في توزيع فني فسح المجال أمام كل من الأقطاب الثلاثة لإمتاع الجمهور بوصلات من العزف المنفرد٬ وسمها الارتجال المتمكن والاندماج في حماس اللحظة ونضج ممارسة فنية طولية. كان عود الحاج يونس يهتز بكهرباء ذات فنية متوترة وقلقة٬ وكمان أمير علي يزهو في الاستعراض والتجريب وناي رشيد زروال يغمس أنفاسه في روحانيات صوفية عميقة وشجية،. استهل الثلاثي الحفل بزيارة جديدة للتراث الأندلسي٬ من خلال أداء قطع ألفها رشيد زروال تضع «حدائق الأندلس» في قوالب حديثة على غرار البلوز، تجربة تكشف خلود هذه الذاكرة الفنية الحضارية وقابليتها للتجديد والانخراط في حواريات إبداعية مع أكثر الألوان الموسيقية حداثة، وقاد الحاج يونس الثلاثي في أداء قطع تنهل من الرصيد النفيس لأستاذه الروحي في العزف على العود٬ التركي جميل بك طمبوري الذي رحل عام 1916٬ من خلال قطعة أخذت من الفنان العود المغربي العالمي رحلة إلى الديار التركية للحصول على تسجيلها الأصلي والاشتغال عليه، أما أمير علي٬ فاستحضر بكمان استعراضي راقص قطعا من الزمن الجميل٬ على غرار «جانا الهوى» و»حبك نار» لعبد الحليم حافظ و»الحب كده» لأم كلثوم٬ بلمسات تجديدة ساحرة. وعرج الثلاثي على اختيارات كلاسيكية عربية أصيلة من بستان عميد الموسيقى العربية محمد عبد الوهاب٬ ورائد الأغنية المغربية العصرية الراحل أحمد البيضاوي ومنوعات أخرى ليتوج الثلاثي عبوره اللامع في موازين بأداء رائعة «رقصة الأطلس» للملحن الراحل عبد القادر الراشدي،، أبرز ممثلي الراب المغربي وشهدت نفس الأمسية على منصة سلا حفل راب صاخب أحيته نخبة من نجوم هذا اللون الموسيقي في المغرب٬ «الشحت مان» ومجموعة «آش كاين» و»دون بيغ»٬ سهرة متميزة في إطار فعاليات الدورة 12 من مهرجان «موازين،،إيقاعات العالم»، واستمتع الجمهور الحاضر٬ الذي تشكل في معظمه من الشباب٬ بحفل متميز احتفى بإيقاعات وأنغام الموسيقى الحضرية ذات الشعبية المتنامية في المغرب،وأعطى «الشحت مان» إشارة انطلاقة الحفل٬ برقصات مثيرة صاحبتها كلمات أغان ملتزمة، وتعرف الجمهور على هذا الفنان حين كان عضوا في فرقة «كازا كرو» قبل أن ينطلق في مشوار فني خاص به سنة 2010٬ حيث لقي ألبومه الأول»الثوري» صدى طيبا لدى الجمهور ومنحه شهرة واسعة على الصعيد الوطني. ويتميز «الشحت مان»٬ الذي يعد مرجعا في الراب الملتزم بالمغرب٬ بشكله الذي يكسر الصور النمطية السائدة حول مظهر مغني الراب، ويواصل الراقص البارع شق طريق النجاح من خلال إصدار أغاني جديدة ضمنها رغبته في مواصلة مسيرة التألق. وإثر ذلك٬ جاء الدور على مجموعة «أش كاين»٬ المكونة من خمسة أفراد ينحدرون من مدينة مكناس، وأهدت المجموعة٬ الحائزة على الجائزة الأولى في مسابقة البولفار سنة 2003٬ والتي تستعد لإطفاء شمعتها العاشرة٬ الجمهور الحاضر باقة من أشهر أغانيها٬ التي تمزج الأنغام الفولكلورية بالموسيقى الإلكترونية، وتدعو المجموعة من خلال أغانيها٬ «كلنا مغاربة» و»كولشي خوت» و»سمعني»٬ جمهورها الشبابي إلى التشبث بالأمل وعدم الاستسلام لدعوات العدمية. وكان مسك ختام السهرة٬ اعتلاء «دون بيغ»٬ الذي اشتهر بكلماته الصادمة وأغانيه الجادة٬ منصة سلا، وألهب أيقونة موسيقي الراب بالمغرب حماس عشاق فنه الذين حجوا بالآلاف للقائه على ضفة نهر أبي رقراق، وتحظى أغاني البيغ٬ لاسيما «مغاربة تالموت» و»بيض وكحل»٬ بتقدير كبير لدى عشاق الراب المغربي٬ حيث يرون فيها انعكاسا لانشغالات قطاع واسع من الشباب المغاربة. يذكر أن الدورة 12 من مهرجان «موازين،،إيقاعات العالم» التي تختتم اليوم قد استقبلت 1500 فنان من جميع بقاع العالم٬ كما عرفت تنظيم أكثر من 125 عرضا موزعا على سبع فضاءات فنية٬ ترضي مختلف الأذواق الفنية.