185ألف متفرجا في حفل دافيد كيطا و370 ألف اكتسحوا منصات المهرجان اعتاد عشاق موازين، أن يحتضن فضاء شالة ليال يرحلون فيها إلى عوالم تراثية قديمة كموسيقى دول «طريق تجارة الحرير»، حيث استمتعوا هذه الدورة بعروض قدمتها فرق يابانية وصينية وتركية وهندية تؤرخ لتاريخ هذه التجارة العريقة ومساهمتها في التلاحق الحضاري بين دول الشرق الأقصى كما اعتادوا على متابعة الأسماء الكبيرة في مجال الموسيقى والغناء، عالميا إفريقيا ومغاربيا، واعتادوا أيضا على عروض الشارع وكرنفالات موسيقية صاخبة تحييها فرق متخصصة وقد عرفت هذه الدروة مشاركة عدة فرق استعراضية جوالة، جعلت من شوارع الرباط مسرحا لعروض بهلوانية وأخرى راقصة تستقطب كل مساء مئات المعجبين. من بينها فرقة «فانفاراي» القادمة من الجزائر، والتي يعطي حضورها لمثل هذا المهرجان العالمي، بعدا ثقافيا متميزا لطبيعة العلاقات الثقافية والتاريخية القوية بين البلدان المغاربية. وعليه فان الدورة الحالية لم تحد عما عود المهرجان جمهوره عليه، من فقرات ممتعة، غير أن الجديد هو المشاركة المغربية التي بلغت خمسين بالمائة من برمجة المهرجان، اضافة الى تخصيص منصة للموسيقى والإيقاعات الإفريقية انسجاما مع انتماء المغرب الجغرافي والثقافي. بخصوص المشارركة المغربية القوية أحيى الفنان المغربي فتاح النكادي٬ مساء الاثنين بسينما النهضة بالرباط٬ حفلا فنيا في إطار الدورة 12 لمهرجان»موازين..إيقاعات العالم»٬ شكل مناسبة لتعريف جمهور الرباط بأسلوبه الموسيقي التجديدي الذي ميز مسيرته الفنية. وتجاوب الجمهور٬ الذي ضم فئة من المكفوفين٬ مع القطع المختارة بعناية التي أداها الفنان النكادي٬ الذي تعرف عليه الجمهور المغربي من خلال تأليفه لموسيقى المسلسل المغربي الشهير « وجع التراب». وتألق عازف الأورغ والملحن النكادي في تقديم وصلات موسيقية بالعربية والأمازيغية٬ سواء من رصيده الشخصي أو من روائع فنانين آخرين٬ على غرار «عليك لمان» و «اش سويت أنا وياك» و «المجروح» و « ماما إفريقيا» و «البحر» و « ناس ايناس» فضلا عن أغنية مهداة إلى المرأة المغربية تحت عنوان « فاطمة» التي لقيت استحسانا خاصا من لدن الجمهور. كما شكلت الأمسية الغنائية التي أحيتها المجموعة الامازيغية ازنزارن عبد الهادي نفس اليوم ٬ مناسبة للجمهور الغفير الذي حضر الحفل للاستمتاع بباقة من الأغاني الخالدة التي أدتها المجموعة. كما تميزت هذه الامسية بمشاركة مجموعتي «نومديا « من الحسيمة و «ملال» من ورزازات اللتين أديتا مجموعة من أغانيهما الرائعة التي تجاوب معها الجمهور الذي حج بكثرة الى منصة سلا. وبمجرد ظهور مجموعة ازنزارن على المنصة تعالت هتافات الجمهور لتحية أعضائها الذين برعوا في أداء باقة من الاغاني الخالدة للمجموعة منها « واد اتمودون» (الذي يسافر) و»غساد ازري» (انتهى اليوم) و» مايتعنيت» (كيف حالك) ‹وامي حنا» (أمي الحنون» و» والزين» (الجمال) .ونجح عبد الهادي ايكوت في شد انتباه الجمهور بصوته وعزفه على أوتار آلة البانجو مما جعل الحضور غير مبال ببرودة أحوال الطقس على شاطىء سلا. وتعتمد مجموعة ازنزارن التي يعود تأسيسها الى أزيد من 40 سنة في كلماتها على نصوص مجموعة من اشهر الشعراء الامازيغيين وكذا على ما تجود به قريحة أعضاء هذه الفرقة الغنائية العريقة. أما يوم الاربعاء الماضي وحسب بلاغ للمنظمين فانه قدشهد حضورا تاريخيا لمهرجان موازين إيقاعات العالم من خلال جمهور قدر ب370 ألف متفرج اكتسحوا منصات المهرجان في يومه السادس، جمهور من كل الفئات العمرية قدموا للاحتفاء بألمع النجوم الوطنية و العالمية، و من ضمنهم دافيد كيطا الذي يعتبر من بين «الديجهات» القليلين الذين أصبحون نجوم البوب، بحيث أنجز العديد من الأقراص الذهبية و أقام عدة حفلات أمام الألاف و هذا ما حصل اليوم في منصة السويسي حيث حضر جمهور من كل الأصناف قدر ب185 ألف متفرج، دافيد كيطا ذو الجنسية الفرنسية أدى أجمل أغانيه سحرت مشاعر المعجبين بموسيقى البوب والموسيقى الإلكترونية كما أكد خلال حفله «أنا جد مندهش حيث لم أتوقع هذا الحضور الجماهيري الكبير». فلمدة ساعة و نصف متتالية مزج الفنان عدة الأغاني خلفت ورائها صدى مفعم بالحيوية لدى الجمهور. أدى الفقرة الأولى الثنائي المغربي «فانك اطلس» مفاجئة الدورة الثانية عشر لمهرجان موازين و الذي اكتشف في 2010 في المسابقة الموسيقية لمهرجان موازين، كما اغتنم الثنائي هيثم سبيلا و عبد الحق هساك الفرصة لتقديم للجمهور الحاضر أغاني رائعة من إنتاج جمعية مغرب الثقافات. كما اهتز جمهور منصة سلا الذي قدر ب 105 ألف على إيقاع الراب المغربي مع الفنان دون بيغ الذي صرح قبل السهرة قائلا «أتي لموازين وكأني قادم للبيت»، حيث يعد أحد أبرز موسيقيي الراب بالمغرب و اشتهر بكلمات صادمة كالتي تضمنتها أغنيتاه «مغاربة تالموت» و»بيض وكحل»، وهي الكلمات التي تعكس انشغالات الشبان المغاربة. و بمشاركة جمعية مغرب الثقافات اغتنم دون بيغ الفرصة لكي يقدم مغنيي الراب ك ديجي فان و ماسطا فلو، أسماء تبحث عن ترسيخ شهرة أكثر في الساحة الفنية. و في نفس السياق، استقبلت منصة سلا كذلك أسماء أخرى لامعة في موسيقى الراب كالفنان شحتمان الذي كان عضوا في فرقة «كازا كرو» قبل أن ينطلق في مشوار فني خاص به سنة 2010، إلى جانب مجموعة اشكاين الفائزة بالجائزة الأولى لمسابقة البولفار سنة 2003 و صاحبة أول ألبوم راب في تاريخ المغرب و التي احتفلت بعيد ميلادها العاشر من خلال كعكة عيد ميلاد أهدوها إلى كل معجبيهم. و على منصة النهضة كان الإهتمام منصب حول الفنان اللبناني عاصي الحلاني الذي ألهب الجمهور المقدر ب 65 ألف متفرج، فمن خلال تشكيلة من الأغاني أكد من جديد على علو كعبه و رنانة صوته، و صرح قائلا «انا جد سعيد لحضوركم الكثيف». كما كانت الأغنية المغربية حاضرة على منصة النهضة ممثلة من طرف الفنان زكرياء الغفولي الذي اكتشف خلال برنامج «استوديو دوزيم». هذا و ضرب الجمهور موعدا خاص في قاعة لارونيسونس مع الثلاثي الحاج يونس عازف العود و رشيد زروال عازف الناي و كذا أمير علي عازف الكمان بحيث أمام جمهور من كل الفئات العمرية أدى الثلاثي عرضا ترجم مواهبهم الفذة. و في نفس الوقت، استقبل مسرح محمد الخامس الفنانة أنا مورا و هي واحدة من بين أبرز مطربات «الفادو» الشابات، فعن سن يناهز 33 سنة استطاعت أنا مورا فرض نفسها كإحدى أحسن الأصوات البرتغالية بحيث تعاملت مع أسماء كبيرة في فن الروك مثل «الرولينغ ستونز» أو»برينس». كما حضر الجمهور لشالة من أجل اكتشاف الفنانة الأوزبكية يولدوز توردييفا النجمة الصاعدة للموسيقى الكلاسيكية الأوزبكية التي قدمت أغاني صعبة و متنوعة صفق لها الحضور. و على منصة أبي رقراق، احتفى الجمهور المقدر ب15 ألف متفرج بمجموعة أوسيبيسا التي أنشات بلندن و التي تعتبر من بين أولى المجموعات التي روّجت لموسيقى العالم، حيث قدمت خلال الحفل مزيج موسيقي قوي و روحي يجمع بين الموسيقى الإفريقية وموسيقى جزر الكارايبي والجاز والروك وإيقاعات اللاتينو والآر اند بي. كما كان الجمهور الرباطي على موعد مع الفرجة في الشوارع من خلال مجموعات الفانفار حيث قدمت مجموعة « فانفار ب4» من خلال طاقة موسيقييها وراقصاتها الثمانية عرضا مدهشا للجمهور الحاضر الذي استمتع بالموسيقى اليونانية والتركية والبلغارية إضافة إلى الرقصات ذات التأثيرات المصرية والهندية، هذا و أدت مجموعة الطبول برئاسة الفنان طافا نداي غوز إيقاعات استمتعت لها الأذان . كما ابهرت مجموعة المسرح الرحال الحضور برقصات بهلوانية و بدماه عملاقة بألوان مغربية دفعت الجمهور إلى التأمل في موضوع الهجرة والسفر انطلاقا من صورة اللقلاق. و في نفس الوقت أدت مجموعة أزالاي عرضا متنقلا ومبدعا مستوحى من القوافل التجارية التي كانت تعبر القارة الإفريقية، عرض فتح شهية الحضور للسفر و الإكتشاف.