تلقى المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بألم كبير، نبأ رحيل المناضل والمقاوم محمد بنحمو الكاملي أمس بالدار البيضاء، بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج، وبهده المناسبة الأليمة يتقدم المكتب السياسي باسم الاتحاديين والاتحاديات بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى زوجته وأبنائه وإلى أسرة المقاومة وجيش التحرير، راجيا من العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم الأسرة الصبر والسلوان. والمرحوم محمد بن حمو الكاملي هو أحد قادة المقاومة التاريخيين ويعتبر أحد أبناء الشاوية (قرية اولاد سعيد) انخرط في صفوف الحركة الوطنية إبان الاستعمار الفرنسي، ويعد من المؤسسين للمقاومة بمدينة الدارالبيضاء وضواحيها(خلية أسود التحرير) إلى جانب مقاومين كبار من طينة الزرقطوني وعلال بنعبد الله وإبراهيم الروداني وعبد الله المسعدي، وغيرهم. كما كان أيضا من مؤسسي جيش التحرير، وحكم عليه بالإعدام رفقة الشهيد المهدي بن بركة، وإبان بداية الاستقلال تشبث الراحل بفكرة بناء ديمقراطية حقيقية، فأدى ثمن هذه القناعة، حيث حكم عليه بالإعدام، ثم اعتقل حيث ظل صامدا في زنزانته لمدة 15 سنة إلى ان أطلق سراحه. تعرض الراحل لأزمات صحية وظل صامدا يواجهها بصرامة المقاومين وإيمان الوطنيين الكبار، ونظرا لمكانة الراحل في النسيج الوطني المقاوم فقد تكلف جلالة الملك بمصاريف علاجه بأحد المستشفيات الخاصة بالدار البيضاء. وللرجل تاريخ حافل بالعطاء النضالي، سواء في مقاومة الاستعمار بمشاركته في عمليات بطولية عجلت برحيله، حيث نشط ضمن منظمة “اليد السوداء ” التي كانت تعرف أيضا باسم “مجموعة سينما ريو التي تصدت للمستعمر وقدمت في سبيل دلك شهداء وسجناء أعطوا حياتهم من أجل استقلال البلاد من الطغمة الاستعمارية الفرنسية ، وظل بنحمو وفيا لنهجه الوطني عبر حضوره الدائم في كافة الفعاليات النقابية والحزبية. رحم الله الفقيد وإنا لله وإنا إليه راجعون.