ينظم النادي السينمائي لسيدي عثمان بالدارالبيضاء عرضا ومناقشة لفيلم « وليدات كازا « بحضور مخرجه القيدوم عبد الكريم الدرقاوي وعناصر من طاقميه الفني والتقني ، وذلك يوم الجمعة 26 دجنبر الجاري بالمركب الثقافي مولاي رشيد (عمالة مقاطعات مولاي رشيد) ابتداء من السابعة ليلا . وسيختتم هذا الحفل السينمائي بتكريم لمخرج الفيلم والحاضرين من طاقمه ، كما جرت عادة النادي السينمائي ، الذي يترأسه الأستاذ عبد الحق المبشور ، الكاتب العام للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب ، مع مبدعين سينمائيين آخرين . ومعلوم أن « وليدات كازا « (2009) ، الذي صور كاملا بالعاصمة الإقتصادية للمملكة ، هو آخر الأفلام السينمائية الروائية الطويلة لعبد الكريم الدرقاوي ، وتتمحور أحداث قصته حول الشاب عبد الله القادم من أروبا ، بعد حصوله على شهادة عليا في التسويق والتسيير ، إلى الدارالبيضاء لإدارة مقاولة والده وما سيواجهه في محيطه من مشاكل بسبب الأفكار الجديدة التي حملها معه من الغرب والتي لا تتماشى مع عقليات لا تؤمن سوى بمنطق الربح والخسارة داخل المقاولة التي يديرها وخارجها . الفيلم ، ومدته 83 دقيقة ، من بطولة مراد الزاوي وليلى الحديوي والمطرب حاتم إدار ونيلة كيلاني وكريم السعيدي ، بالإضافة إلى مصطفى الزعري وأحمد الجعيدي ومحمد نعيمان وحميد نجاح وأحمد الرداني وآخرين ... ، أدار تصويره كمال الدرقاوي وهندس صوته نجيب الشليح وركبه جوليان فوري وكتب سيناريوه وحيد نور الدين وعبد الكريم الدرقاوي . عبد الكريم الدرقاوي في سطور : عبد الكريم محمد الدرقاوي ، الملقب بكريمو عند أصدقائه المقربين ، من مواليد 29 مارس 1945 بوجدة . ألم تمتعنا كاميراته طيلة نصف قرن من الزمان بصور سينمائية وتلفزيونية جميلة ومعبرة في جل أفلام شقيقه المخرج المبدع مصطفى الدرقاوي (شافاه الله) بدء اً بفيلم « أحداث بلا دلالة « (1974) وانتهاءاً بفيلم «الدارالبيضاء داي لايت « (2004)، وفي أفلام غيره من المخرجين المغاربة، أمثال: محمد الركاب وآخرين (رماد الزريبة) والجيلالي فرحاتي (عرائس من قصب) ومومن السميحي (44 أو أسطورة الليل / العايل / الطفولة المتمردة) و الراحل أحمد ياشفين (كابوس / خفايا) وحكيم نوري (المطرقة والسندان) وحسن بنجلون (عرس الآخرين) وعبد القادر لقطع (حب في الدارالبيضاء / ياسمين والرجال) وسعد الشرايبي (أيام من حياة عادية) وإيمان المصباحي (جنة الفقراء) وكمال كمال (طيف نزار) ومحمد العبازي (ايطو تثريت) وعبد الحي العراقي (ريح البحر) ومحمد زين الدين (يقظة) وعبد الله المصباحي (القدس باب المغاربة)...؟ ألم يكن حصده للعديد من الجوائز، كمدير تصوير، خصوصا في الدورات الأولى للمهرجان الوطني للفيلم بالرباط سنة 1982 والبيضاء سنة 1984 ومكناس سنة 1991 وطنجة سنة 1995، بمثابة اعتراف واضح بكفاءته وإبداعيته على مستويات الصورة السينمائية؟ ويمكن اختزال المراحل الأساسية لتجربة كريمو الدرقاوي المهنية والفنية في المحطات التالية : التكوين النظري والعملي ببولونيا (1965 - 1972)، الاشتغال بالمركز السينمائي المغربي (1973 - 1975)، الاشتغال بالتلفزة المغربية (1976 - 1978)، التدريس والتأطير بمعاهد خاصة وعمومية (1979 - 1992)، الإشتغال لحسابه الخاص بعد تأسيس شركته للإنتاج »سيني سين أنترناسيونال« سنة 1994، فبعد حصوله على البكالوريا الأدبية (تخصص:فلسفة) سنة 1965 سافر رفقة شقيقه مصطفى إلى الديار البولونية لمتابعة دراستهما الجامعية من 1965 إلى 1972 بالمدرسة الوطنية العليا للسينما والمسرح والتلفزيون بمدينة لودز، التي تخرج منها بثلاث دبلومات: الماجيستر في الفن و دبلوم في إدارة التصوير وآخر في الإخراج التلفزيوني . بعد العودة إلى أرض الوطن، التحق كموظف بالمركز السينمائي المغربي من 1973 إلى 1975، وفي هذه المرحلة من حياته المهنية أنجز، لفائدة هذه المؤسسة العمومية، العديد من الأعمال السينمائية على شكل أنباء مصورة ومجلات وروبورتاجات وأفلام قصيرة وغيرها؛ وعندما انتقل إلى التلفزيون، صور لفائدته مجموعة من الأعمال الدرامية (أفلام، سلسلات، مسرحيات ...) والبرامج الثقافية والفنية وغيرها. لقد شكل الاشتغال في القطاع العمومي (المركز السينمائي المغربي والتلفزة المغربية) بالنسبة لكريمو الدرقاوي فضاء مناسبا للتمرس على التعبير بالأدوات السمعية البصرية واكتساب الخبرة الميدانية اللازمة لارتياد عالم المهن الحرة المرتبطة بالتواصل السينمائي والتلفزيوني، وما الطلب المتزايد على خدماته إلا دليل على كفاءته وقدراته العالية في مجال الصورة الفوتوغرافية والسينمائية والتلفزيونية. لقد انطلقت تجربته السينمائية سنة 1964 من خلال الفيلم القصير »الجدران الأربعة«، الذي صوره وعمره 19 سنة رفقة شقيقه مصطفى، واستمرت بحضوره القوي على مستويات إدارة التصوير والإخراج والإنتاج وتنفيذ الإنتاج في ما لا يقل عن 60 فيلما سينمائيا وتلفزيونيا مغربيا وأجنبيا والعديد من المواد الإخبارية والبرامج والمجلات والأعمال الدرامية التي أنجزها لفائدة المركز السينمائي والتلفزة المغربية في السبعينات من القرن الماضي .