مكتب وجدة: سميرة البوشاوني احتضن مؤخرا القطب الفلاحي بالجماعة القروية مداغ بإقليم بركان، يوما تواصليا يعتبر الأول ضمن سلسلة أيام تشاورية وإخبارية جهوية تنظمها مديرية التعليم والتكوين والبحث بوزارة الفلاحة حول الرؤية الاستراتيجية للتكوين المهني الفلاحي. ويهدف اللقاء، الذي نظمته المديرية المذكورة بشراكة مع المديرية الجهوية للفلاحة بالجهة الشرقية، إلى بلورة منظومة طموحة للتكوين المهني الفلاحي بالجهة الشرقية ضمن استراتيجية وطنية للتكوين تواكب مخطط المغرب الأخضر، وذلك من أجل تكوين يد عاملة مؤهلة تساهم بفعالية في تطوير السلاسل الإنتاجية النباتية والحيوانية وتثمينها وتسويقها وتدبير المعدات والتجهيزات الهيدروفلاحية بالمقاولات ووحدات الإنتاج الفلاحية. وقد قدم جواد باحجي، مدير التعليم والتكوين والبحث، في اللقاء الذي حضره متدخلون وفاعلون في المجال الفلاحي إلى جانب عدد من المستثمرين وطلبة معهد «الزرايب» للتكوين في المجال الفلاحي ببركان، (قدم) عرضا حول الاستراتيجية الوطنية لمنظومة التكوين والبحث الزراعي في المغرب والتي سيتم في إطارها تكوين 100 ألف متدرب ومتدربة في أفق 2020، مبرزا بأنها تروم عصرنة وتدبير منظومة التعليم والتكوين التي تهم مؤسسة البحث والتعليم العالي الفلاحي، والمعهد الوطني للبحث الزراعي، وكذا مراكز التكوين المهني الفلاحي التي يبلغ عددها 52 مركزا على المستوى الوطني منها خمسة بالجهة الشرقية. وفيما يتعلق بالجهة الشرقية، أشار مدير التعليم والتكوين والبحث إلى أن الاستراتيجية تهدف إلى تقوية عطاء مراكز التكوين المهني الفلاحي الخمسة لتواكب المخطط الجهوي الفلاحي، وكذا وضع طريقة جديدة للتدبير والعمل المشترك فيما بين هذه المراكز، وبينها وبين المهنيين والقطاع الخاص بخصوص تأهيل العنصر البشري. أما المدير الجهوي للفلاحة بالجهة الشرقية، فقد أكد على أهمية التكوين المهني في المجال الفلاحي، مشيرا إلى أن الدراسة التي قامت بها مديرية التعليم والتكوين والبحث لتشخيص وضعية التكوين بالجهة الشرقية، بينت بأن هذه الأخيرة بحاجة إلى حوالي 9000 من اليد العاملة المؤهلة لمواكبة وتتبع النشاط الفلاحي كزراعة الأشجار المثمرة وإنتاج الخضروات وتدبير مياه السقي وتربية الماشية والمكننة الفلاحية، فيما أبرز رئيس الغرفة الفلاحية بالجهة الشرقية، أن تأهيل وتكوين العنصر البشري في المجال الفلاحي يتطلب تعزيز إسهام اليد العاملة في هذا المجال، وتنمية الصناعات الغذائية مع رفع كفاءة النظام التسويقي وتطوير الأداء المؤسساتي إلى جانب توفير الأعداد الكافية من الكوادر الجهوية المؤهلة. ومن جهة أخرى أكد محمد حدادي، رئيس مجلس «الإتقان» بالجهة الشرقية، على أن الاهتمام بالعنصر البشري وتأهيله يشكل دعامة أساسية لمواكبة المخطط الأخضر وتحقيق أهدافه، مبرزا بأنه على الوزارة الوصية إعطاء أهمية قصوى للميزانية المخصصة للبحث العلمي والتقني والتكنولوجي في المجال الفلاحي. وأشار إلى أن الجهة الشرقية، التي تتوفر على 65 ألف هكتار مسقية وخاصة بإقليم بركان، بحاجة إلى 77 مهندسا و200 تقني في المجال الفلاحي، وحث الفلاحين والمستثمرين على تشغيل المهندسين والتقنيين بضيعاتهم للاستفادة من الخبرات التي راكموها في هذا المجال، مع إعطائهم أهمية كبيرة من الناحية المادية والمعنوية. وقد تم التأكيد خلال هذا اللقاء على أهمية المساهمة الفعالة لجميع الشركاء المؤسساتيين من غرفة فلاحية وجمعيات وتعاونيات، في منظومة التكوين المهني الفلاحي بالجهة الشرقية، وذلك من خلال المساهمة في بلورة ومراجعة البرامج والمناهج التكوينية، وكذا المساهمة في التكوين التطبيقي الذي يمثل ما بين 50 و80 %من المدة المخصصة للتكوين بالمقاولات ووحدات الإنتاج الفلاحية، بالإضافة إلى تقويم نتائج ومنجزات المتدربين، مع المساهمة في تحديد المستفيدين من التكوين وبالخصوص التكوين بالتدرج، والمساهمة أيضا في إدماج خريجي مؤسسات التكوين المهني الفلاحي بالجهة الشرقية في الحياة المهنية بالمقاولات ووحدات الإنتاج الفلاحية، وتمكين أبناء وبنات الفلاحين من اكتساب المهارات والكفاءات اللازمة لتعزيز اندماجهم في الحياة المهنية.