اختار المعهد الفرنسي بالدارالبيضاء إطلاق موسمه الثقافي الجديد، بعروض موسيقية، فبعد حفل”أندا لوتز” الذي احتضنه فضاء مقر جهة الدارالبيضاء-سطات مساء يوم الخميس 4 أبريل الجاري، شهدت إحدى قاعات مقر المعهد أيضا يوم الجمعة الموالي سهرة فنية لفرقة”ألشيميست” وذلك مباشرة بعد اللقاء الصحفي الذي أعد لهذا الغرض. ولعل اللقاء الصحفي الذي أقامته إدارة المعهد الفرنسي بمقر غرفة جهة أوكسيتانيا بيريني الفرنسية، المتواجد على بعد خطوات من المعهد، كان الهدف منه إلقاء الضوء على العلاقة والشراكة التي جمعت بين الطرفين(المعهد الثقافي الفرنسي بالدارالبيضاء وجهة أوكسيتانيا بيريني)، خلال هذا الموسم الثقافي الذي يحمل عنوان “حصة الإخر”. وفي هذا الصدد فقد صرح مارتان شينو، مدير المعهد الفرنسي، بأنه سعيد بهذا التعاون، وأضاف بأن الفكرة تطلبت منهما مايقارب السنتين لكي تظهر للوجود، تضمنت اتصالات وتنقلات ما بين فرنسا والمغرب.. وهذا الاتفاق، استطرد شينو، انطلق من إيمانهما بالاختلاف وبضرورة معرفة هذا الأخر المختلف وبضرورة التبادل الثقافي، وهذا ما حاول أن يعكسه البرنامج الذي تم إغناؤه بعروض موسيقية وفنية وثقافية تمزج ما بين مبدعين من الضفتين. نفس السعادة عبرت عنها ممثلة جهة أوكسيتانيا التي صرحت بأن هذه التظاهرة تعبر عن رغبة منطقتها، تقديم شيء متميز، المتمثل في منتوج فني ثقافي مشترك ما بين المركز الفرنسي وجهة اوكسيتانيا بيريني على أرض المغرب، كما عبرت عن رغبتها، كممثلة للجهة، بالتعاون أكثر مع هذا الأخير مستقبلا وفي مجالات مختلفة تخص ليس فقط الموسيقى، كما كان الحال بالنسبة لحفل “أندالوتز” الذي نوهت به، ودعت المبدعين من كلتا الضفتين للخلق من أجل منح تظاهرات تحمل نفس التصور وليس فقط في أرض المغرب ولكن، لهم أمل كجهة أوكسيتانيا استضافة المبدعين في تظاهرات ومهرجانات تنتمي لمنطقة الأوكسيتاني ابتداء من سنة 2020. وقد تم أيضا خلال التظاهرة عرض البرنامج الذي يتضمن حفلات وندوات ثقافية وعروض سينمائية ومعارض فنية، ومن بين ما يميز هذا الموسم الذي يتزامن مع حلول شهر رمضان والفترة الربيعية، حيث يمتد من أبريل إلى بداية شهر يوليوز، عرض لأفلام كوميدية، وعروض سينمائية في الهواء الطلق ستحتضنها حديقة المعهد الفرنسي، وأيضا فيلم قصير حول بريد الطيران والذي تم تصويره ما بين مدينتي الدارالبيضاء وتولوز التي تنتمي للمنطقة الاوكسيتانية. من بين اهتمام برنامج المعهد الفرنسي،كذلك، التوجه للفئة الناشئة وأصر المدير على الإشارة بأن المعهد استقبل أكثر من 9000 شخص من هاته الفئة العمرية بالسنة الماضية. من جهة أخرى فقد تمت دعوة شركة تعمل في مجال تصنيع العرائس للإقامة بالدارالبيضاء، وذلك رغبة من إدارة المعهد للتعريف بفن العرائس هنا بالمغرب، مع فكرة خلق موعد قار للإحتفال بهذا الفن، يتضمن ورشات ودروس تدريبية. علاوة على هذا فسيتم الاحتفاظ بالمواعيد التي لقيت نجاحا لدى رواد هاته المؤسسة، والتي تهم محاور متعددة كالهندسة المعمارية والعلوم واللقاءات الأدبية مع الكتاب وغيرها.. فضلا عن كل هذا، سيحتضن المعهد لقاءات فنية وثقافية متعددة تدخل في إطار الشراكات التي تجمعه مع مختلف التظاهرات التي تعرفها مدينة الدارالبيضاء في هاته الفترة، مثل مهرجان جازابلانكا والمهرجان الدولي لفن الفيديو.. اللقاء الصحفي فسح المجال للتعريف بالفرقة الموسيقية”ألشيميكس” التي أحيت حفلها مباشرة بعد اللقاء الصحفي تحت مبنى المعهد الفرنسي، والتي تتميز بكون أفرادها ينتمون بشكل من الاشكال سواء للمغرب أو لمنطقة أوكسيتانيا أو كلاهما، و لقد اغتنمت الجريدة مناسبة تواجدها خلال اللقاء الصحفي لتجري حديثا مع بعض من أفرادها. وألشيميكس فرقة موسيقية تأسست سنة 2014 عندما التقى كل من”تيو بوازات”الذي يعزف على “الغامبارد والألة الموسيقية”هانغ” أو الشنق بالعربية” و”سليم سامي” الذي يغني ويعزف على “الغنبري” و”ميك لي” الذي يتقن العزف على”هيومن بيت بوكسر”الألة التي تمكن من إصدار أصوات الآلات الموسيقي من خلال الفم، بحيث عكست نوعا من التمازج الموسيقي الجديد، مما نتج عنها خلطة متجانسة مابين الآلات الموسيقية التي يستعملونها كل على حدى. وافتتحت الجريدة الحديث القصير مع الفنان سليم سامي، الذي صرح بأن”ألشيميكس”، كما يدل على ذلك اسمها باللاتيني،المركب من كلمتين”ألشيمي” و”ميكس”يعني تمازج كيميائي، الذي تعكسه الموسيقى التي يؤدونها، كما يعكس ذلك الاختلاف الثقافي الذي يجمع بينهم، وعرج الفنان الشاب على تقديم عناصر الفرقة وأبرز بأن كل واحد منهم ينتمي لأبوين من أصول مختلفة ف”تيو بوازات”، من أم فرنسية وأب ينتمي للطائفة اليهودية بتونس، و”ميك لي”والدته فرنسية ووالده من أصل مارتينيكي، أما سليم فهو بدوره من أب مغربي من دمنات وأم فرنسية تنتمي لمنطقة الأوكسيتاني، وقد سافر بعد حصوله على البكالوريا لإكمال دراسته بكلية الرياضة قبل أن يقرر دراسة علم النفس، حيث أصبح الآن طبيب كلينيكي، ودكتور باحث في موضوع العلاقة بين الموسيقى وعلم النفس. من جهته أضاف”تيو بوازات”صاحب المبادرة لخلق الفرقة، بأن”ألشيميكس”يرافقها “أرابيسك”،المهرجان الشهير بمدينة “مون بولييه الفرنسية، وتدعمها جمعية “أونيسون” التي مكنتهم من التواصل مع منظمي هاته التظاهرة هنا بالمغرب.