يختتم المهرجان الدولي "مدريد سور"، فعالياته يومي السبت والأحد، بمسارح "بويرو باييخو"، و"خوسيب كاريراس دي فوينالابرادا" بعرضين مغربيين. احتفى المهرجان الدولي 'مدريد سور' بالمغرب كضيف شرف وسيسدل الستار على هذه التظاهرة الفنية، التي تنظمها مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي، بشراكة مع عدة مدن إسبانية، و كذلك، مع مسرح محمد الخامس، وكلية الآداب بالرباط، وجمعية محبي الموسيقى الأندلسية، بحفلين فنيين، سيطبعان اختتام هذا العرس الفني، إذ ستكون السوبرانو المغربية، سميرة القادري، مرفوقة بمغنية الفلامينكو، روسيو ماركيث، وأوركسترا الموسيقى الأندلسية بفاس. أشرف على إنتاج العرض الفني المزدوج للقادري وروسيو مهرجانا "أليغريا شمالية"، بمدينة شفشاون، و"مدريد سور". وجرى افتتاح المهرجان الدولي بحفل فني أحيته الفنانة المغربية، للا رحوم البقالي، رفقة مجموعتها الغنائية، التي تتكون من عشرين صوتا نسائيا، أتين من مدينة شفشاون، ليعزفن على إيقاعات التراث الصوفي لهذه المنطقة. وكانت بعثة تتكون من 75 مشاركا مغربيا، ينتمون لمختلف القطاعات الاجتماعية، والمهنية، وجمعية أصدقاء محبي الموسيقى الأندلسية، على موعد مع 59 عرضا مسرحيا، بالإضافة إلى العديد من العروض الموسيقية، بسبع مدن بالجهة الجنوبية للعاصمة الإسبانية. ويتعلق الأمر بمدن ألكوركون، وفوينالابرادا، وخيتافي، وأرانخويز، وليغانيس، وريباس فاسيا مدريد، إذ كانت هذه المدن ، طيلة أربعة أسابيع، مسرحا لاستقبال نجوم الغناء المغربي والإسباني. وبموازاة مع هذه التظاهرة، التي نظمت هذه السنة على شرف المغرب، أقيمت العديد من الورشات والندوات. للإشارة، فقد عرف هذا المهرجان، منذ تأسيسه، حضورا دائما للثقافة المغربية، حيث شهدت الدورات السابقة مشاركة العديد من الفنانين المغاربة مثل ثوريا جبران، والطيب الصديقي، وفوزي بنسعيدي، وشقارة، ومجموعة دركة، ومجموعة هوبا هوبا سبيريت، وإلهام لوليدي، إذ يعد مهرجان "مدريد سور" رائدا في ترويج الثقافة المغربية بإسبانيا. وبإطفائه شمعته الخامسة عشرة، يكون المهرجان الدولي "مدريد سور" حقق نجاحات كبيرة، فسنة تلو أخرى، تتعدد أنشطته، التي تشمل كل الأطياف الفنية، من مسرح، ورقص، وورشات، وحفلات غنائية، ولقاءات فنية وثقافية. فالمهرجان يسعى إلى جعل الثقافة فضاء للخلق والإبداع، يستفيد منه الجميع. وتميز الأسبوع الأول من المهرجان بمشاركة مغربية إسبانية، أحيتها مجموعة رحوم البقالي للحضرة الشفشاونية، من المغرب، إلى جانب تقديم عروض مسرحية إسبانية، شارك فيها شباب إسبان، ينتمون لسبع مدن إسبانية. وكان الأسبوع الثاني إسبانيا بامتياز، إذ شهد تقديم أكثر من 10 عروض مسرحية إسبانية. وكان الجمهور على موعد في الأسبوع الثالث مع برمجة متنوعة، شملت ورشات المسرح، والرقص، ليختتم المهرجان بمشاركة مغربية. يشار إلى أن السوبرانو سميرة القادري، تعد من الفنانات المغربيات، اللائي لهن حضور قوي في التظاهرات الفنية والثقافية، التي تجمع المغرب وإسبانيا، فهي تحتل مكانة متميزة في عالم الموسيقى الغنائية، سواء بمزاياها الفنية أو بالتزاماتها العميقة لفائدة مشاطرة الموسيقى، باعتبارها لغة عالمية. كما أن هذه السوبرانو تعد، بموهبتها الرفيعة وملكاتها الفنية العالية، رمزا للمتوسط، الذي يجمع بين رجال ونساء من ثقافات مختلفة عديدة. وتجد سميرة القادري نفسها محظوظة، بفضل تأسيس فرقة أرابيسك سنة 2005، التي تعتمد داخل الفرقة على التفسير والشرح للجمهور، وتأطير الحضور، من خلال تقديم فكرة حول اللون الموسيقي الذي ستقدمه، جاعلة كل من يحضر حفلاتها يبحث في التراث. تخرجت سميرة القادري من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط - قسم المسرح. وترأس حاليا (جمعية المبادلات الثقافية بالمتوسط)، وهي مديرة المهرجان الدولي أصوات النساء، بتطوان. تعد المرأة العربية الأولى التي انتخبت المرأة المبدعة 2007 من اللوبي الأوروبي للنساء. وفي دجنبر 2008، سلمتها اللجنة الوطنية للموسيقى بالمغرب "جائزة الفارابي للموسيقى العريقة", التي يمنحها المجلس الدولي للموسيقى باليونسكو, احتفاء باليوم العالمي للموسيقى، تقديرا لجهودها في تطوير الموسيقى التراثية العربية.