افتتحت وزارة الثقافة والاتصال، أول أمس السبت 20 أبريل 2019 بالعرائش، وفي إطار احتفالية شهر التراث الذي انطلقت فعالياته من 18 أبريل إلى غاية 18 ماي 2019، محافظة موقع ليكسوس الأثري، والذي يحتل مكانة متميزة في مشهد المغرب القديم، لكونه أعرق حاضرة بالمغرب وبغرب البحر الابيض المتوسط امتد تعميرها على فترة تناهز 22 قرنا . الاحتفالية شهدت أيضا إقامة معرض هو الأول من نوعه حول موقع ليكسوس، يسعى الى التعريف بالموقع وتعميق إلمام الزوار بالأهمية التاريخية والثراء الأركيولوجي، والدينامية الاقتصادية التي انفتحت على المحاور التجارية المتوسطية ما مكن من التفاعل مع الثقافات والحضارات المتعددة، حيث يمنح هذا المعرض للزائر فرصة الاطلاع على وثائق مادية كالنقائش الجنائزية والنقش على الخزف والنقود والمدافن واللقى والحلي التي تبرز الثقافة المحلية القوية لأهل ليكسوس. محمد الأعرج ، وزير الثقافة والاتصال قدم في كلمة له بالمناسبة، لمحة تاريخية مقتضبة عن هذا الموقع المرتب في عداد الاثار الوطنية منذ 2001 والممتد على مساحة 62 هكتارا، مضيفا أنه « يحمل كل مكونات ومؤهلات التراث العالمي»، ومؤكدا أن هذا « يضعنا أمام مسؤولية وطنية جسيمة تستدعي استنهاض الهمم وإحكام المقاربة لحفظه على أصالته للأجيال القادمة، ورد الاعتبار له و التعريف به ضمن مشروع يروم تهيئة جديدة ومندمجة ويؤسس لبداية مرحلة مختلفة من إدارة وتدبير المواقع الأركيولوجية. مرحلة ارتأيناها بعد سنتين من التشخيص والمعاينة الميدانية لواقع حال المواقع الأثرية التابعة لقطاع الثقافة ، والتي تبين لنا من خلالها أن مجهودات الحفظ لضرورة الصيانة واحترام الماضي فقط دون الحرص على ربطها بمنافع يستفيد منها المجتمع والاقتصاد المحلي والوطني، أصبح أمرا متجاوزا لن يفضي في النهاية سوى لفوائد محدودة قياسا بالمال و الجهد المستثمرين" . ولفت الأعرج في كلمته الى أن العمل بهذا الموقع لن ينتهي بافتتاح هذه المحافظة، لأن "مكونات الموقع الأركيولوجية ومؤهلاته الإقتصادية يمكن أن تبوئه بيسر تتويجا عالميا من قبل اليونيسكو"، مشيرا الى أن الوزارة بصدد إطلاق برامج تنقيب أثري سنوية بالموقع ستخصص لها ميزانية قارة للكشف عن أجزائه الهامة ولتسليط الضوء على جوانب من تاريخ الموقع و المنطقة»، بالإضافة الى إحداث مدخل جديد لتسهيل الولوج عبر الطريق السيار . وقد شهد حفل الافتتاح تقديم عروض فنية عادت بالحاضرين الى عوالم التراث وعبق الحضارات التي مرت بتاريخ المغرب، حضارات يكاد يلفها النسيان والاهمال دون أن تستثمر لصالح التنمية المجالية المحلية والوطنية .