أشرف وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، مساء اليوم السبت، على التدشين الرسمي لمحافظة الموقع الأثري “ليكسوس” الأثري الواقع قرب مدينة العرائش، والذي يضم أثارا حية لأقدم مدينة في تاريخ المغرب، بلغت فترة تعميرها إلى حوالي 22 قرنا، وعمَّرتها 4 حضارات عظمى في مسار الإنسانية. مدينة “ليكسوس” التاريخية التي يمتد موقعها على مساحة 62 هكتارا، كانت قد صُنفت في عداد الآثار الوطنية بموجب مرسوم صدر في فبراير 2001، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن التجار الفينيقيين هم من أسسوها قي القرن الثامن قبل الميلاد ضمن الفترة الفينية، ثم المرحلة المورية، مرورا بالحقبة الرومانية، ثم الحضارة الإسلامية، مما يجعل منها أقدم حاضرة بالمغرب وبغرب البحر الأبيض المتوسط. وزير الثقافة أوضح في تصريح له خلال زيارة مرافق الموقع، إن هذا التدشين يأتي في إطار الاحتفال بشهر التراث، وذلك ضمن “تنزيل لمخطط عمل الوزارة في مجال تثمين وصوت التراث الثقافي والتعريف به وتكريس لمجهودات القطاع في النهوض بالتراث الوطني وتأهيله والترويج له وتقريبه من عموم المواطنين، بما يجعله رافعة لتحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة، وخلق وجهة ثقافية سياحية محلية وجهوية ووطنية”. ومبنى محافظة مدينة “ليكسوس” الذي تم تدشينه، يحتوي على عدة مرافقة علمية وسياحية، عبارة عن مخازن ومختبر وقاعة للعروض والمحاضرات وقاعة الورشات والمكاتب الإدارية ، إضافة إلى فضاءات العروض التي تضم جميع معطيات موقع “ليكسوس” من تاريخ وأهمية البنيات الأركيولوجية والميتولوجية، وعدد من القطع الأثرية التاريخية التي تم العثور عليها بعين المكان. هشام حسيني محافظ موقع ليكسوس الأثري، أوضح في تصريح لجريدة “العمق”، أن التدشين الرسمي للمحافظة جاء بعد الانتهاء من مشروع إعادة الاعتبار وتهيئة الموقع التاريخي، لافتا إلى أن هذا الموقع يُعد من الناحية التاريخية والميتولوجية أقدم مدينة في المغرب، مشيرا إلى أن الحفريات بدأت منذ أواخر القرن ال19 ومازالت مستمرة الآن بنسبة أقل. وأشار حسيني إلى أن مدينة “ليكسوس” تميزها مكونات أركيولوجية مهمة جدا، من ضمنها المسرح الروماني الدائري، ومعمل تصدير السمك، والقصر الملكي، إضافة إلى الأسطورة التي توثق للتاريخ الثقافي للموقع، لافتا إلى أن “ليكسوس” معروفة بالدرجة الأولى بأسطورة قطف التفاحات الذهبية من طرف هيرقل في حدائق “الهيسبيريس”. وشدد المتحدث على أنه كان من الضروري إنشاء بنية تحية بعين المكان لتدبير هذا الموقع وحمايته، ومن أجل مساعدة الزوار المغاربة والأجانب على التعرف على خبايا المدينة في ظروف مناسبة وواضحة، من خلال تحديد مسار واضح للزيارة، مضيفا أن المحافظة ستكون لها إضافة نوعية في المشهد الثقافي والتاريخي للمملكة. فطيلة 22 قرنا، نبضت أرض ليكسوس بالحياة دون انقطاع مع الحضارات الأربع، إلى غاية القرن الرابع عشر الميلادي حيث هجر الإنسان المدينة في اتجاه العرائش حاليا ضمن الفترة الإسلامية، لتظل المآثر والقطع الأثرية والثراء الأركيولوجي شواهد على واحدة من أعرق المدن في العالم وأقدمها في المغرب وغرب البحر المتوسط، عرفت خلالها استقرارا ونشاطا إنسانيا واقتصاديا ملفتا.