مرض التهاب الكبد الفيروسي هو عبارة عن التهاب يصيب خلايا الكبد، وهو داء يدخل ضمن خانة الأمراض الصامتة، الذي يمكن الشفاء منه بشكل تلقائي، كما يمكن للحالة أن تتطور إلى تليف وتشمع الكبد. وتعتبر فيروسات التهاب الكبد من الأسباب الرئيسية في العالم لهذا المرض، لكن هناك أيضا إصابات أخرى ناجمة عن استعمال مواد سامة كتناول الكحول أو أحد أنواع المخدرات، فضلا عن كون أمراض المناعة الذاتية تعد هي الأخرى أحد أسباب الإصابة بهذا الداء. ويعتبر التهاب الكبد الفيروسي من نوع «ب» و «س» الأكثر انتشارا في المغرب، فبالنسبة للنوع الأول تنتقل الإصابة عبر الاتصال الجنسي، وأيضا من خلال الدم «تحاقن الدم بطريقة لا تراعي المعايير، إبر غير معقمة، خاصة عند المدمنين على المخدرات أو خلال الوشم ... «، ونادرا من الأم إلى مولودها خلال الوضع، وهذا النمط من الإصابات يعتبر رئيسيا بالدول الضعيفة اقتصاديا. ولابد من إدراك أن التهاب الكبد الفيروسي «ب» يعتبر معديا أكثر من فيروسي السيدا وفيروس التهاب الكبد الفيروسي «س «. أما بخصوص النوع الثاني فتنتقل عدوى هذا الفيروس عموما من خلال الدم، عبر عملية تحاقن الدم التي لا تحترم المعايير المعمول بها، أو استعمال المخدرات عن طريق الحقن، أو خلال القيام بعمليات علاجية، أو في ظل غياب شروط النظافة، وذلك عبر التنظير، الوخز بالإبر، ، الوشم، وشفرات الحلاقة ...، كما يبقى معدل انتقال هذا الفيروس من الأم إلى مولودها خلال الوضع ضعيفا ، وأخيرا، تكون الإصابة بالفيروس ذاته ضعيفة عبر الاتصال الجنسي. ويصيب مرض التهاب الكبد الفيروسي بمختلف أنواعه «أ، ب ، س...» 500 مليون شخص عبر العالم، أي ما يعادل 10 مرات عدد الأشخاص المصابين بفيروس السيدا، ويبلغ عدد الوفيات مليون ونصف حالة نتيجة الإصابة بداء التهاب الكبد الفيروسي «أ» و»ب» . وبالمغرب هناك 3 ملايين شخص يعانون من مرض التهاب الكبد الفيروسي، خاصة «ب» و»س»، وهذان النوعان من هذا المرض يعتبران مشكلا مستعجلا صحيا بالنسبة ل 80 في المئة من 135 بلدا تم إحصاؤها من قبل المنظمة العالمية للصحة.