يلقب نفوذها الترابي ب «الكويت»، والبعض الآخر يستهويه أن يصفها ب «الامارات»، تعددت التسميات والصورة واحدة، وهي أن هذه الملحقة الإدارية التابعة لعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بقلب الدارالبيضاء، قادرة على منح من يرأسونها «إمكانيات» جدّ مهمة ومغرية إن هم لم يقوموا بواجبهم كما تمليه عليه مسؤولياتهم، ووفقا للقوانين، خاصة بعد انتشار جرائم تعميرية بالمنطقة بالجملة، فضلا عن احتضانها للعديد من المراكز التجارية والقيساريات، التي تسيل لعاب البعض ممن تعاقبوا على رأس السلطة المحلية، بكل أسف؟ وضعية الملحقة الإدارية 17 اليوم، تطرح أكثر من تساؤل في ظل رئيسها الذي قطع مدة ليست بالهينة، كانت كافية ليصبح حديث الألسن، بل وأشهر من نار على علم، في الجانب المرافق لعلامات الاستفهام والاستغراب على حدّ سواء، حول أداء الرجل البعيد كل البعد عن كل المفاهيم التي تؤطر لها وزارة الداخلية والتي حث عليها عامل العمالة خلال جلسة تنصيبه رفقة رجال ونساء السلطة الجدد. فالقائد الذي قدم من منطقة لاتزال «فتوحاته» فيها لم تنس بعد، حاول خلال أيامه الأولى إعطاء صورة مخالفة لتلك التي ترافق سيرته الذاتية، وشرع بالفعل في التعامل مع جملة الاختلالات بنوع من الجدية والحزم، سرعان ما غابا بعدما تأكد المتتبعون أن الغاية كانت هي تسويق صورة أخرى خلافا لتلك المرجوة من تدخلاته، مما فسح المجال لمجموعة من الممارسات الشائنة، إن على مستوى السلوك، أو على مستوى تطبيق القانون في جانب التعمير، والملك العام، والباعة الجائلين، بل والذي أصبح يتدخل حتى في حركة السير والجولان وتوفر أصحاب الدراجات النارية على الخوذات من عدمها، ومنح نفسه صفة «قائد دولي» متجاوزا نفوذه الترابي إلى نفوذ آخر، سعيا وراء غايات خاصة لا علاقة للإدارة بها!؟ تدخلات القائد التي تعود إلى زمن آخر اتضحت بعض تفاصيلها خلال فترة عيد الأضحى المبارك، والتي أكد فيها بعض التجار تعرضهم للابتزاز من لدنه، وهي الواقعة التي تم التشكيك فيها بالنظر إلى ما أبداه من تعامل في البداية اعتبره البعض قد يكون تكفيرا عمّا سبق، لكن توالي الأيام أكد أن المعني بالأمر حنّ إلى عاداته القديمة، مصرّا على أن يتغنى على معاناة المواطنين، ويرقص على إيقاعات أنينهم في «لقاءاته الخاصة»؟