عاش عدد من المواطنين ومن مرتادي المقاهي الكائنة بشارع 2 مارس بالدارالبيضاء، خلال يومي السبت والأحد الماضيين، على إيقاع تفاصيل «غزوة» أقدم عليها قائد الملحقة الإدارية 2 مارس مرفوقا بأعوان السلطة، من أجل مطاردة بعض الباعة الجائلين الذين يعملون على بيع الفواكه وبعض الخضروات على متن عربات مجرورة، وذلك من النفوذ الترابي المسؤول عنه، إلى غاية النفوذ الترابي لعمالة مقاطعات الدارالبيضاء آنفا، والذي يقع ضمن المسؤولية المباشرة للسلطة المحلية بالملحقة الإدارية أنوال !؟ الخطوة التي عرفت مواجهة حادة، لقيت قبولا في وسط عدد من المواطنين الذين عاينوا الواقعة، مقابل استنكار عدد آخر، حيث برّر الفريق الأول الأمر بكون جحافل الباعة انتقلت لأول مرة ومنذ سنوات من تراب ملحقة أنوال إلى تراب ملحقة 2 مارس، حيث يفصل بينهما شارع 2 مارس، وذلك على إثر حملة غير مسبوقة بتراب آنفا والتي تم الاكتفاء فيها بطرد الباعة نحو تراب الفداء! وهو الأمر الذي يعد غير مقبول، ترتب عنه تدخل السلطة المحلية للمحافظة على «تطهير» الشارع العام من المطرودين، إلا أن هذه الغاية ولتحقيقها تم القفز على القانون وعلى الاختصاص الترابي، وهو ما فطن له أحد الباعة الذي واجه القائد ومعاونيه بالقول «آش بغيتي عندنا، راه سنين وحنا هنا بعاد عليك وكاع ماكنوصلوك، ودابا مللي جراو علينا راه تخبّينا تمّا شوية وحنا راجعين»!؟ القائد الذي فعّل المثل القائل «الغاية تبرر الوسيلة»، جرّ عليه انتقاد فئة من المواطنين الذين رأوا في خطوته عدم احترام للقوانين المؤطرة للعمل، والتي من شأن التغاضي عنها فتح الباب للقفز على صلاحيات مسؤولين آخرين، وإن تحولت عدد من الفضاءات المجاورة التابعة لتراب آنفا بالفعل إلى «سويقات»، سواء أمام أحد الأسواق التجارية الخاصة الكائنة بشارع 2 مارس، أو بالزقاق المؤدي صوب بوابة مستشفى 20 غشت، أو بجنبات مستشفى مولاي ادريس! داعين إلى إيجاد حل حقيقي لهذه المعضلة، وعدم تصديرها إلى مناطق أخرى، او اعتماد سياسة الكر والفر في مواجهتها.