عقدت قرابة 30 جمعية بالإضافة إلى مديري مؤسسات تعليمية ورؤساء جمعية آباء وأمهات التلاميذ، اجتماعا بمقر مقاطعة مرس السلطان زوال يوم الخميس 10 أبريل الجاري دام قرابة 3 ساعات، ترأسه رئيس دائرة مرس السلطان بحضور قائد رئيس الملحقة الإدارية 2 مارس والملحقة الإدارية 19، وعرف مشاركة العميد المركزي بالمنطقة الأمنية الفداء مرس السلطان، إلى جانب كل من رئيس دائرة مرس السلطان، ورئيس دائرة درب الكبير، ومسؤولي القوات المساعدة. في البداية ذكّر رئيس الدائرة بسياقات انعقاد هذا اللقاء ودوافعه، داعيا إلى المساهمة الجماعية في استتباب الأمن والزيادة في الطمأنينة، مركزا على مظاهر و تجليات انعدامه، مشددا على أن الأولوية هي لأمن المواطن ولسكينته ، وهي الغاية التي لا يمكن تحقيقها بدون مقاربة تشاركية. من جهته العميد المركزي قدم مجموعة من المعطيات حول الوضعية الأمنية بالمنطقة، وطبيعة التدخلات، مركزا على القضاء على العديد من المظاهر الشائنة التي كانت تتمركز ببعض النقاط السوداء، مشددا على تحول المنطقة إلى قطب تجاري يعرف عبور كمّ كبير من المواطنين، الراجلين منهم ومستعملي الطريق، وما يعني ذلك من أنشطة غير قانونية يكون الأمن مستعدا لمواجهتها. بعد ذلك بسط ممثلو المجتمع المدني وباقي المشاركين جملة الملاحظات المرتبطة بالنقاط السوداء والممارسات الشائنة، داعين إلى إعادة النظر في المساطر القانونية المؤطرة لتدخل رجال الأمن واستعمال سلاحهم الوظيفي، وقنوات الإيقاف انطلاقا من المراكز الأمنية، مرورا بالنيابات العامة وصولا إلى السجون وتحولها إلى فضاءات لتكوين المعتقلين في مجالات إجرامية أكبر، مؤكدين على ضرورة تعزيز المؤسسات الأمنية بالموارد البشرية واللوجيستيكية، مشددين على أهمية اعتماد ثنائية الحقوق والواجبات مع ما يعنيه ذلك من عدم تكريس للشطط، تعزيزا لمسار الدمقرطة وحقوق الإنسان من جهة، لكن مع عدم استغلال هذا التوجه الحقوقي لترويع المواطنين واستهداف أمنهم وممتلكاتهم، مستنكرين ابتعاد بعض الجمعيات عن دورها التأطيري التربوي والثقافي لليافعين والشباب، وتحول مسؤوليها إلى متخصصين في الاستفادة من أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشددين على مسؤولية بعض المنتخبين الذين يكونون في طليعة المتدخلين والمدافعين عن المنحرفين والمجرمين وممتهني الدعارة لكونهم يشكلون زادا انتخابيا لهم. وطالب المشاركون أيضا بالقيام بحملات استباقية، متسائلين عن السر في إيقاف تجربة شرطة القرب ومخافرها التي أحدثت، والتي كان لها حضور إيجابي من أجل تعزيز الشعور بالأمن عند المواطنين، داعين إلى بذل مزيد من الجهود لتحقيق هذه الغاية، معبرين عن انخراطهم الكامل للمساهمة في هذا البرنامج والذي عبروا عن آمالهم في ألا يكون موسميا وأن يتسم بالاستمرارية.