أكد المشاركون في ورشة اختتام «مشروع دعم وتحسين التنافسية لسلسة الإنتاج الخاصة بنبتة إكليل الجبل أو ما يعرف بالأزير بجهة الشرق»، «أن إشراك السكان المحليين، لاسيما المرأة، وتطوير القدرة التنافسية واستدامة هذا المورد الطبيعي، يعد أهم إنجازات مشروع «أزير الشرق». وفي هذا الإطار، أبرز مدير التنمية الغابوية بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، جمال الدين أوشقيف، «أن إشراك الساكنة المحلية وقاطفي هذه النبتة في التعاونيات يشكل الهدف الأول لمشروع أزير- الشرق»، موضحا « أن استراتيجية المندوبية لتطوير قطاع النباتات العطرية والطبية، والتي تم من خلالها إطلاق هذا المشروع، تدمج أهداف النمو الاقتصادي مع العدالة الاجتماعية واحترام البيئة.» من جانبه، قال بنيامين فري، رئيس مصلحة التعاون بسفارة سويسرا في الرباط، إن مشروع أزير- الشرق، الذي يندرج في إطار «التنمية الاقتصادية والتشغيل» الذي يشتغل عليه التعاون، تمكن من تسجيل «نتائج مهمة» من حيث القدرة التنافسية للتعاونيات، وكذا على مستوى استدامة هذا المورد الطبيعي، والذي تميز «بنتائج رائعة». من جانبها، عبرت حنان هانزاز، ممثلة منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، عن «ارتياحها الخاص» حيال النتائج الهامة التي حققها مشروع آزير-الشرق من حيث إشراك النساء في سلسلة القيمة لإكليل الجبل، والتي تبدو أكثر وضوحا في مهام التصفية والتجفيف. وعن اختيار المنطقة الشرقية كهدف، قالت هانزاز، «إن الدافع هو أن هذه المنطقة وحدها تنتج أزيد من 60 في المائة من الإنتاج الوطني من إكليل الجبل البري»، وذلك «لا يمثل فقط موردا رئيسيا في السياسة الغابوية بالمنطقة، بل يمثل أيضا موردا اقتصاديا مهما للساكنة المحلية». بدوره، استعرض المنسق الوطني لمشروع أزير- الشرق، عبد الرحيم بوطالب، الآفاق الواعدة التي توفرها سلسلة قيمة إكليل الجبل، لاسيما من حيث تحسين سبل العيش وإحداث فرص الشغل والنهوض بالتنمية الاقتصادية المحلية المستدامة والشاملة. وسلط الضوء على إنجازات المشروع، بما في ذلك الإنجاز الأول المتعلق بتحسين مستوى القدرة التنافسية للتعاونيات وقاطفي إكليل الجبل، والإنجاز الثاني المرتبط بتحسين استدامة مورد إكليل الجبل. وأشار إلى أنه في التعاونيات القائمة والجديدة، «هناك تحسن في الحكامة والإنصاف والشفافية لصالح القاطفين»، مضيفا « أن المشروع منح للتعاونيات ولوجا أفضل إلى التسويق من خلال تحسين جودة المنتجات والعلاقات التجارية مع الشركات». وأكد المتحدث « أن هذه التعاونيات استفادت، أيضا، من تدخلات رئيسية، والتي أدت إلى زيادة في القيمة المضافة وتنويع منتجاتها»، مشيرا إلى « أن الإكراهات في المجالين التنظيمي والمالي، تمت معالجتها». كما أشار إلى أن تنفيذ تصورات البرامج البيئية للمندوبية حقق تقدما، وأن آثار الجفاف على نبتة إكليل الجبل في الجهة الشرقية كانت محدودة من خلال دعم تجديد النباتات، وذلك عبر التكوين حول تقنيات الاستنساخ وزراعة إكليل الجبل وإعداد دليل باللغتين الفرنسية والعربية حول تكاثر النباتات وتجديد مناطق هذه النبتة. وقد تم تمويل هذا المشروع، الذي جرى تفعيله بداية شهر يناير 2016 وإلى حدود مارس 2019، بتنسيق مع منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية، بشكل مشترك، وذلك بقيمة تصل إلى نحو 1.4 مليون أورو، أي ما يعادل 15 مليون درهم من طرف التعاون السويسري بالمغرب، وبنحو 10 ملايين درهم من طرف المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر والشركاء الوطنيين الآخرين. و»تم تنفيذ هذا المشروع في إطار العديد من المشاريع المصممة لدعم الجهود التي قامت بها المندوبية لتنفيذ استراتيجيتها لتطوير قطاع النباتات العطرية والطبية، بهدف تعزيز آليات التدبير المستدام لفائدة الساكنة المحلية، ولكن أيضا لتوعية وتثقيف وتعزيز القدرات التقنية والتنظيمية للشركاء، لاسيما التعاونيات».