من المنتظر أن تجري وحدات من القوات المسلحة الملكية المغربية، قبل متم الشهر الجاري مناورات عسكرية بمحاذاة الجدار الدفاعي بالصحراء المغربية، مناورات تأتي بعد التحركات الاستفزازية، التي قامت بها مرتزقة البوليساريو بالمنطقة العازلة قبل أيام، في تحد صارخ للقرارات الأممية المشددة على الالتزام بالاتفاقيات العسكرية المتعلقة بوقف اطلاق النار. تحركات جبهة البوليساريو بالمنطقة العازلة، اعتبرها المتتبعون مناورة للفت الانتباه بالتزامن مع جلسة مجلس الأمن الدولي المقررة يوم 29، يناير الجاري حيث من المرتقب أن يقدم خلالها « هوست كوهلر » المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، تقريراً حول خلاصات المائدة المستديرة التي عقدت في جنيف الأسبوع الأول من شهر دجنبر الماضي، تمهيداً لتقديم أفكار تعيد الروح للتسوية السياسية للنزاع المفتعل بالصحراء المغربية. تسوية لاوجود لمقترح الاستفتاء فيها على اعتبار أن المغرب يعتبر هذا المطلب من الماضي، فقد نقلت صحيفة «نيويوركر» الأمريكية عن سفير المغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، أن الاستفتاء فى الصحراء المغربية قد مات، وأكد الدبلوماسي المغربي أن المشكلة الحقيقية قائمة بين المغرب والجزائر. ووفقا لمصادر متطابقة، فإن القمر الصناعي العسكري، الذي أطلقه المغرب مؤخرا، تمكن من رصد صور تحركات عسكرية أجرتها جبهة البوليساريو الانفصالية بمنطقة امهيريز، مشيرة إلى أن استنفار الجيش المغربي يأتي في سياق الرد على هذه الاستفزازات. وبحسب نفس المصادر، فقد تم توجيه تعليمات إلى وحدات الجيش بإعلان التعبئة من طرف القوات المسلحة الملكية على الحدود الجنوبية للمملكة للتصدي لأي تحركات لمرتزقة البوليساريو مستقبلا مالم تتحمل الأممالمتحدة مسؤوليتها. ووفقا لنفس المصادر، فإن الجيش المغربي يستعد لإجراء مناورات كبيرة، ستقام على مقربة من الجدار الأمني العازل من الجهة الغربية، وستشارك فيها أسلحة ثقيلة وطائرات حربية. يذكر أن المغرب، أبلغ الأممالمتحدة غير ما مرة أنه لن يسمح لجبهة الانفصاليين بأن تجد لها موطئ قدم في المنطقة العازلة، مؤكدا في الآن نفسه على كون مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به، يعتبر الأكثر نجاعة، وأن عددا من الدول تعتبره حلا جديا وذا مصداقية. وقد سبق للوزير المنتدب لدى وزير الداخلية نور الدين بوطيب خلال استعراضه مستجدات الوضع في المنطقة العازلة، والتحركات التي يقوم بها الانفصاليون، أن أكد على أن المغرب مستعد لكل الاحتمالات، ولن يقبل بسياسة فرض الأمر الواقع.