بعد الخطوات التصعيدية التي أقدمت عليها جبهة البوليساريو الانفصالية بالمناطق العازلة، نهاية الأسبوع الماضي، شرع المغرب في تحركات دبلوماسية واسعة لفضح التوغل العسكري والإداري بمنطقة أمهيريز، المشمولة باتفاق وقف إطلاق النار. وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصادرها الخاصة، أن المغرب أرسل ملفا متكاملاً موثقاً بالصور إلى مجلس الأمن الدولي، يرصد تحركات البوليساريو بأمهيريز، بعدما رصد "القمر الصناعي المغربي محمد السادس" جميع تحركات وتنقلات الجبهة بالمنطقة العازلة. وراسل السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، الأمانة العامة للأمم المتحدة، ورئاسة مجلس الأمن وأعضاءه، للتنبيه إلى الخطوات الاستفزازية التي تقوم بها البوليساريو رغم قرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة التي حذرت من القيام بأي ممارسات غير قانونية بالمناطق المشمولة بوقف إطلاق النار. وأضافت مصادر هسبريس أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، أجرى بدوره اتصالات هاتفية مع كل من المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، ووزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو؛ وذلك للتحذير من خطورة مناورات الانفصاليين وتأثيرها على مسلسل المباحثات الذي دشنته الأممالمتحدة من خلال لقاءات جنيف. ويرتقب أن يوجه مجلس الأمن الدولي، في الجلسة المخصصة لمناقشة ملف الصحراء نهاية الشهر الحالي، تحذيرات إلى جبهة البوليساريو، خصوصا أن ما تقوم به من استفزازات واضحة يضع المجهودات التي يقوم بها المبعوث الأممي على المحك، ويضرب عرض الحائط خلاصات مائدة جنيف الأولى التي مرت في أجواء إيجابية، بالإضافة إلى تأثيرها على الاجتماع المرتقب في الربع الأول من السنة الحالية. وكانت البوليساريو، في تحد لمقررات الأممالمتحدة، دشنت موازاة مع المناورات العسكرية في منطقة أمهيريز "مجمعات إدارية بالناحية العسكرية الرابعة"، تضم مقرات إدارات جهوية تابعة للعسكر الانفصالي، "ستكون مقرا للأفراد، كما ستوفر الأمن والإمداد وإمكانية الإشارة". وقال الانفصاليون إن "الخطوة تأتي بغية تقريب الإدارة من المقاتلين، تنفيذا لتعليمات هيئة الأركان العامة للجيش التي أعطت هذه السنة أولوية للإدارة والتسيير"؛ كما عمدوا إلى القيام بمناورات عسكرية نفذتها وحدات من مقاتلي الناحية العسكرية الرابعة من مشاة محمولة، ووحدات الدفاع الجوي والهندسة، ووحدات الإمداد والإسناد المختلفة لميليشيات التنظيم الانفصالي. وسبق للمغرب أن أكد، في أبريل 2018، أنه يحتفظ بحقه في الدفاع عن تيفاريتي وبير لحلو والمحبس، بعد تحركات خطيرة قامت بها البوليساريو، تهدف من خلالها إلى تغيير الوضع الفعلي والتاريخي والقانوني لهذه المناطق.