في تحد لمقررات الأممالمتحدة، دشن الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، صباح اليوم الاثنين، موازاة مع المناورات العسكرية في منطقة أمهيريز، "مجمعات إدارية بالناحية العسكرية الرابعة"، تضم مقرات إدارات جهوية تابعة للعسكر الانفصالي، "ستكون مقرا للأفراد، كما ستوفر الأمن والإمداد وإمكانية الإشارة"، وفق معطيات نقلتها وكالة أنباء البوليساريو. المصدر ذاته قال إن "الافتتاح يأتي بغية تقريب الإدارة من المقاتلين تنفيذا لتعليمات هيئة الأركان العامة للجيش التي أعطت هذه السنة أولوية للإدارة والتسيير"، مشيرا إلى أن التدشين صاحبته زيارة قام بها عبد لحبيب، وزير ما يسمى ب"الدفاع الوطني"، إلى المنطقة وأبدى خلالها دعمه للعديد من الأنشطة التي تقام في المنطقة، وعلى رأسها زراعة الخضر والفواكه. واقتحمت جبهة البوليساريو مناطق أمهيريز العازلة المشمولة بوقف إطلاق النار تحت رعاية الأممالمتحدة، وأجرت مناورة مسلحة بالذخيرة الحية، نفذتها وحدات من مقاتلي الناحية العسكرية الرابعة من مشاة محمولة، ووحدات الدفاع الجوي والهندسة، ووحدات الإمداد والإسناد المختلفة للجبهة. وفي هذا الصدد، قال كريم عايش، عضو مركز الرباط للدراسات الاستراتيجية، إنه "لا يمكن أن يمر يوم دون أن تحاول جبهة البوليساريو إثبات تحديها لمقررات مجلس الأمن ولعبها بالنار في منطقة حساسة، مدعومة في ذلك من طرف جنرالات الجزائر الذين يوفرون غطاءا عسكريا ودعما معنويا لكيان مهزوز". وأضاف عايش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "يظهر لأي متتبع مدى هشاشة الأهداف التي تتبعها البوليساريو واعتمادها كليا على المكون العسكري كواجهة لتغطية النهب والفساد والبروز بمظهر القوة والرقم الصعب ضمن المعادلة الجيو-استراتيجية للمنطقة"، لافتا إلى أنه "لا صلاحية قانونية لها في إصدار أي وثائق ذات صبغة إدارية طالما لا اعترافا دوليا بها، مما يدل على أن الغرض الأساسي هو التشويش على المغرب". وأردف المتحدث أن "ما يجري يُبرز عدم جدية الجبهة كشريك أساسي في عملية إيجاد الحل الذي ترعاه الأممالمتحدة ومحاولتها إرباك كولر واستفزاز جون بولطون لكي يصبح الملف أكثر إثارة وغير متوقع النهاية؛ إذ تنحو نحو التمسك بخياراتها التي يعرفها المستشار الأمريكي لضرب التقدم الحاصل في معالجة الملف بإرجاعه إلى نقطة الصفر". وأوضح الباحث في العلوم السياسية أن "ما أقدم عليه قياديو البوليساريو هو شغب وتشويش بائس بتشجيع من الجزائر التي مع الأسف لم تستفد من دروس التاريخ، وخاصة في جانبه المرتبط بنهاية الأنظمة الراعية للانفصاليين والمليشيات، وانعكاس ذلك على مواقعها الجيو-استراتيجية ومآلها".