أكد مصدر مسؤول بوزارة الصحة، أن التحقيقات التي تباشرها المصالح المختصة تحت إشراف النيابة العامة بشأن واقعة مستشفى الليمون أو ما بات يعرف بملف الرضع، تتواصل على قدم وساق، من أجل الكشف عن ملابسات الحادث الذي أدى بكل أسف إلى وفاة رضيع، الذي تتقدم إلى أسرته بكامل التعزية في مصابها، وإصابة خمسة آخرين بمضاعفات صحية، حتمت تدخل مصالح الوزارة من أجل إنقاذهم ومنحهم العناية اللازمة حتى يستقر وضعهم الصحي وتتحسن حالتهم. وأكد مصدر الجريدة، أنه بالموازاة مع التحقيق المذكور، فإن اللقاح الذي تم به تلقيح الرضع، قد تم إخضاعه للتحاليل المخبرية، شأنه في ذلك شأن اللقاح الذي يخص التهاب الكبد الفيروسي، هذا في الوقت الذي تم فيه إخضاع جثة الرضيع للتشريح الطبي، مشددا على أن هذه الخطوات كلها ستمكّن من تقديم صورة واضحة عن حقيقة ما جرى، وتحديد المسؤوليات، إن كان الأمر يتعلّق حقا بخطأ طبي أو بعامل آخر، ستكشف الأيام المقبلة عن طبيعته في حال وجوده. وأوضح مصدر الجريدة، أن الوزارة تتعامل بكل جدية مع هذا الموضوع، على غرار كل القضايا التي تهم صحة المواطنات والمواطنين، داعيا كل الفاعلين، وعلى رأسهم مهنيو الصحة إلى المساهمة الإيجابية في تطوير المنظومة الصحية كل من موقعه بما يسهم في ضمان ولوج المواطن إلى الخدمة الصحية وإلى العلاجات بشكل سلس، مؤكدا أن هذا الأمر ليس بالأمر الهين، بالنظر لوجود عدد من الإكراهات التي هي ليست مقتصرة على المغرب، وإنما تعرفها كل دول العالم، لأن موضوع الصحة ، موضوع حساس وبالغ الأهمية، ويرتبط بحياة الأفراد، ويشكل أحد أبرز انشغالاتهم واهتماماتهم. وكان مهنيون للصحة بمستشفى الليمون بالرباط، قد حملوا وزارة الصحة كامل المسؤولية بخصوص واقعة الرضع التي طفت على سطح الشأن الصحي خلال هذا الأسبوع، التي خلّفت تداعيات مؤلمة تمثلت في وفاة رضيع، وفقا للتأكيد الرسمي للوزارة، وإصابة 5 بمضاعفات صحية مختلفة، في الوقت الذي تتحدث فيه مصادر صحية عن كون التبعات هي أكبر مما تم التصريح به رسميا. وانتقد مهنيون الظروف غير السليمة التي يمارس فيها الأطباء والممرضون وكل العاملين مهامهم بمستشفى الليمون، مؤكدين أنه على الرغم من أن مصلحة الأم والطفل بهذه المؤسسة الصحية العمومية هي مستقلة بشكل كلي عن المصلحة الأم بمستشفى السويسي، إلا أن هذا المرفق الصحي هو يعاني حيفا بشريا ولوجستيكيا، وضغطا كبيرا بسبب الإقبال الكثيف للمواطنين، الأمر الذي يرفع من هامش الخطأ، الذي يبقى واردا في الممارسة المهنية الصحية، منبّيهن إلى أن مستشفى من هذا القبيل هو يفتقد لمصلحة إنعاش متخصصة في طب المواليد، ولا يتوفر على حاضنات، ويعاني من ضعف الموارد البشرية خاصة على مستوى الأطقم المتخصصة، إذ أنه لا يوجد سوى طبيبين متخصصين في الإنعاش، وغيرها من الإكراهات والمعيقات التي ترفع من مستوى الأعباء والضغط أثناء المزاولة المهنية.