أربك الإغلاق المتتالي للملاعب الوطنية، خلال الشهر الجاري، حالة السير العادي لبطولة هذا الموسم، حيث سيفرض على العديد من الأندية البحث عن ملاعب لخوض مبارياتها، كما سيضاعف الضغط على ملاعب بعينها وسيعرضها للضرر، طالما أن الفرق المعنية بالأمر تتجاوز الأربعة. فمع انطلاق الموسم وجد فريقا مولودية وجدة وشباب الريف الحسيمي نفسيهما مجبرين على طرق الأبواب والتنقل بين المدن، قبل أن ينضاف إليهما الكوكب المراكشي وحسنية أكادير والوداد والرجاء البيضاويين، اللذين سيكونان مضطرين إلى إنهاء الموسم خارج مركب محمد الخامس. وكان من الممكن أن تمر العملية بسلاسة لو أن الساهرين على إصلاح وتدبير هذه الملاعب اعتمدوا نظام التناوب، ولو حصل تنسيق عال بين الفرق ولجنة البرمجة ولو اختير توقيت الإغلاق بشكل دقيق، تراعى فيه مصلحة الفرق والرياضة الوطنية بشكل عام، باعتبار أن أغلب الأندية التي لا تتوفر على ملاعب حتى الآن تخوض استحقاقات عربية وإفريقية ومحلية، ثم هناك طرح آخر ذهب بعيدا من خلال دعوته إلى إشراك الفرق في تدبير هذه الملاعب، طالما أنها هي المعنية الأولى بها، وطالما أن لجنها التقنية تتوفر على تصورات عملية يمكن الرجوع إليها عند أي وضع من هذا القبيل. غير أن السؤال العريض الذي سيظل بدون جواب، هو لماذا لا يحدث اتصال بين إدارات الملاعب ولجنتي البرمجة بالجامعة والعصبة الاحترافية لكرة القدم من أجل تسطير برنامج دقيق، يراعي حتمية إغلاق الملاعب لصيانة العشب في شهري دجنبر ويناير، وبالتالي يتم تخصيص مساحة زمنية بين شطري الذهاب والإياب يمكن فيها إعادة تأهيل أرضيات الملاعب، ثم لما يبرز هذا الإشكال فقط في البطولة الوطنية، وليس في الدوريات الأوربية، التي لا تغلق ملاعبها، وتتم صيانتها على طول العام. وفضلا عن العشب سيخضع ملعبا الدارالبيضاء وفاس لإعادة تأهيل واسعة، حيث ستهم الإصلاحات المداخل والمرافق الداخلية والإنارة وهي أشغال كان يمكن تأجيلها إلى نهاية الموسم، مع العلم بأن هذا الموسم سيكون استثنائيا، وسيتقلص عمر التنافس فيه إلى 21 أسبوعا، بالنظر إلى ضرورة إنهاء الموسم قبل 15 ماي من أجل فسح المجال أمام المنتخب الوطني للاستعداد لنهائيات أمم إفريقيا، المقررة بداية من منتصف يونيو المقبل، كما أن الاتحاد الإفريقي يعتبر هذه السنة خاصة، حيث سيليها نظام جديد للمنافسات القارية، يتلاءم مع النظام الأوروبي، وهذا ما جعل الأجندة مضغوطة بالمباريات. في هذا الملف نحاول أن نحيط بالإشكال من مختلف جوانبه، حيث سنفتح الباب أمام مختلف الفاعلين والمعنيين بالقرار، بغاية الخروج برؤية موحدة، تغنينا عن تكرار المشكل مستقبلا.
بسبب إغلاق مركب محمد الخامس الناصري يحمل المسؤولية لمجلس المدينة ويقدر كلفة الترحال بأزيد من مليار سنتيم محمد الجواهري يعتبر أن الإصلاح ضروري حرصا على سلامة المتفرجين
لاشك أن إغلاق مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء إلى أجل غير مسمى ستكون له تأثيرات جانبية على الأداء العام لفريقي الرجاء والوداد البيضاويين، ويمكن له أن يحد من طموحاتهما،محليا وقاريا وعربيا، نظرا لما يشكله هذا الملعب من حافز معنوي للاعبين في الاستحقاقات التي يخوضونها. وستهم عملية الإصلاح، بالإضافة إلى الأرضية، كافة المرافق التي يحتويها هذا المركب، الأمر الذي قد يطيل مدة الإغلاق. واعتبر أنيس محفوظ، الكاتب العام لفريق الرجاء البيضاوي، أن قرار الإغلاق لم يكن منتظرا، لأنه سيفرض «علينا البحث عن ملعب لخوض لقاءاتنا العربية والقارية والمحلية، وهذا سيزيد متاعب الفريق ويضاعفها»، مشيرا ، في اتصال هاتفي، إلى أن «عدم اللعب بمركب محمد الخامس ستكون له تداعيات سلبية على المجموعة الرجاوية، ماديا ومعنويا.» وذهب سعيد الناصري، رئيس فريق الوداد البيضاوي، أبعد، حيث حمل مسؤولية إغلاق المركب لمجلس المدينة، الذي أحدث شركات التنمية المحلية ومنحها صلاحيات واسعة، فكانت أغلب قراراتها غير مستقيمة، ومعاكسة لطموحات الفريقين البيضاويين. وأضاف الناصري، في اتصال هاتفي، أن الوداد والرجاء دأبا، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، على الترحال والبحث عن ملاعب، بفعل توالي إغلاق المركب، متكبدين في الآن ذاته متاعب نفسية ومالية. وقال الناصري بنبرة تملؤها الحسرة إن «مجرد التفكير في هذا الأمر يشعرني بالإحباط، لأن المعاناة ستصبح مضاعفة، حيث سنكون مجبرين على «الاستجداء والسعاية»، وهذا أمر غير مقبول في زمن الاحتراف». وقدر الناصري كلفة اللعب خارج الدارالبيضاء إلى نهاية الموسم بأزيد من مليار سنتيم، حيث ستقل مداخيل المباريات، «لأنه في أحسن الأحوال سيدخل 10000 مناصر، ومداخيلها لن تكفي حتى لتغطية مصاريف التنظيم والنقل والإيواء». وسيجد الفريقان البيضاويان نفسيهما في وضع حرج للغاية، بالنظر إلى إغلاق ملاعب مراكش وفاس وأكادير، يضاف إليها احتمال إغلاق مجمع الأمير مولاي عبد الله، الأمر الذي سيحد من الخيارات المتاحة أمام الرجاء والوداد، اللذين كثيرا ما ووجهت طلباتهما بالرفض بسبب ما تعتبره السلطات المحلية دواعي أمنية. واستنكر محبو الفريقين في أغلب تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي قرار الإغلاق، الذي يحتمل أن يستمر إلى نهاية الموسم. وتوقع محمد الجواهري، مدير شركة»كازا إيفنت»، والذي خصنا بتصريح هاتفي، أن تستمر الأشغال إلى نهاية الموسم، مبديا في الآن نفسه تضامنه مع الفريقين البيضاويين، غير أن قرار الإغلاق – بنظره – بات ضرورة حتمية، لأن الأوراش المفتوحة بالملعب تهدد سلامة المتفرجين، وبالتالي ارتأى مسؤولو شركة الدارالبيضاء للتهيئة أن يغلقوا الملعب إلى حين انتهاء الأشغال. واعتبر محبو الفريقين أن قرار الإغلاق كان مزاجيا، لأنه جاء في توقيت غير مقبول، وكان حريا بالمسؤولين أن يختاروا الزمن بعناية، وبشكل يضمن مصلحة الرجاء والوداد، ولما فيه خدمة الرياضة الوطنية، باعتبار الحضور الدولي للفريقين.
عبد اللطيف أديب رئيس جمعية التواصل لمحبي الوداد البيضاوي شركة «كازا إيفنت» والمنتخبون يتحملون مسؤولية الإغلاق
عبر عبد اللطيف أديب، رئيس جمعية التواصل لمحبي الوداد البيضاوي، عن امتعاضه من إغلاق المركب الرياضي محمد الخامس مرة أخرى، معتبرا أن هذا القرار ليس وليد اليوم، بل هو إشكالية أصبحت تتكرر كل موسم. وأضاف أنه من غير المعقول، وفي زمن الاحتراف، نواجه مثل هدا المشكل الذي يرهق ميزانية فريقي الدارالبيضاء بشكل كبير. وألمح أديب إلى أن تداعيات إغلاق المركب كثيرة، تبتدئ من الإضرار بحق الجمهور في متابعة فريقه في ظروف جيدة، لأن نقل مباريات الفرق المتضررة تزيد من معاناة الجماهير ماديا ومعنويا، ناهيك عن مخاطر التنقل عبر الطرقات، لاسيما وأن جماهير البيضاء تعد بالآلاف، وهو ما قد يضاعف التخوف الأمني لدى سلطات المدن المستقبلة للرجاء والوداد. وألقى أديب باللوم على شركة «كازا إيفنت»، التي دأبت ومنذ توليها الإشراف على المركب على اتخاذ قرارات الإغلاق دون دراسة مسبقة أو مراعاة للفرق المتبارية أو الجماهير العريضة التي تتحمل أعباء التنقل إلى ملاعب أخرى. وأضاف أن الإصلاح الذي تشرف عليه الشركة يبدو غير ناجع لتماديها في مباشرة الإصلاحات بصفة مستمرة، مما يؤكد أن سياسة الترقيع هي شعار هذه الشركة، هذا دون نسيان مسؤولية المنتخبين ومجلس المدينة، الذين لا يتحملون مسؤولية إصلاح الملعب بشكل نهائي، مع العلم، يقول أديب، بأن ملاعب أوربية تستقبل مباريات أكثر ولا تخضع لإصلاحات مستمرة، مما يطرح التساؤل حول جدوى هذه الإصلاحات المتكررة لمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء والذي تصرف عليه الملايير. وطالب المحب الودادي السلطات الوصية بإيجاد حل ناجع ونهائي لهذا العبث، الذي يضر بقاطرة رياضة كرة القدم بالبلاد، خاصة وأن كلا من الوداد والرجاء يمثلان المغرب في كل التظاهرات الإفريقية والعالمية، ومن العيب أن تنتقل هذه الفرق وجمهورها للتباري في ملاعب أخرى.
عبد الإله خيار من فصيل ولاد درب السلطان: إغلاق المركب يحرج الرجاء أمام خصومها الأجانب
أبدى عبد الإله خيار ، أحد محبي فريق الرجاء البيضاوي والمنتمي لفصيل ولاد درب السلطان، استياءه من الطريقة التي تتعامل بها الشركة، التي أصبحت تشرف على المركب، والتي تتهاون في إصلاح المركب بشكل نهائي، رغم أن الميزانية التي صرفت وتصرف على هذه الأشغال تقدر بالملايير، وهي أموال الشعب مشددا على القيام بافتحاص جدي للميزانية التي تخصص لهذه الأشغال ونجاعتها. وأضاف خيار أن قرار إغلاق المركب له انعكاسات وخيمة على نفسية اللاعبين وكذا الجماهير، التي تتحمل متاعب التنقل وكل ما يواكب ذلك من معاناة، ناهيك عما تتعرض له من مضايقات مقصودة من طرف بعض السلطات الأمنية لبعض المدن. واعتبر خيار أن قرار الإغلاق يضر بالفريق ويزيد من متاعبه المالية، خاصة في هذه الآونة، كما يحرجه أمام الفرق المنافسة في الاستحقاقات القارية والعربية، داعيا السلطات المختصة مراجعة هذا القرار، معلنا أن فصائل مشجعي الفريق قد تقوم بوقفات احتجاجية للتراجع عن إغلاق الملعب .
عبد المالك الكحيلي، نائب رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء إغلاق مركب محمد الخامس قرار عاملي
قال عبد المالك الكحيلي، نائب رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء، المكلف بالشؤون الرياضية والثقافية والاجتماعية، إن مركب محمد الخامس يحتاج مرتين في السنة لصيانة العشب، مشددا على أن احتضان الملعب في الآونة الأخيرة لمباريات مهمة، سواء بالنسبة للمنتخب الوطني أو الرجاء والوداد، جعل الأرضية تحت ضغط كبير. وأضاف أن قرار الإغلاق عاملي، تم اتخاذه من طرف الوالي، الذي هو في الآن نفسه رئيس مجلس إدارة شركة الدارالبيضاء للتهيئة، التي تشرف على عملية إعادة تهيئة واسعة للمركب، نافيا أي مسؤولية لمجلس المدينة في هذا الباب، لأنه أحدث شركة عهد إليها بتدبير المرافق والتجهيزات الرياضية، وهي التي تتخذ التدابير اللازمة لضمان حسن سير هذه المنشآت. وأشار الكحيلي إلى أن فريقي الرجاء والوداد يقومان بعمل كبير على مستوى تنشيط وخلق ديناميكية رياضية كل أسبوع على مستوى الدارالبيضاء، وأنهما سيجدان نفسيهما مضطرين إلى البحث عن ملاعب بديلة، مع ما سيترتب عن ذلك من تبعات، لكن ما باليد حيلة، لأن الدارالبيضاء تتوفر على ملعب واحد يمكن له أن يلبي احتياجاتهما.