أمام هذه اللحظة التاريخية، أمام هذه الصورة تتعطل لغة الكلام؛ إنها لحظة قصور اللغة وعجزها عن الإحاطة بهذه اللحظة، والكشف عن مغزاها العميق وأبعادها الإنسانية والاجتماعية، الثقافية والسياسية … التجربة الوجدانية تعاش ولا توصف، وهذه اللحظة لحظة العاطفة والوجدان، لحظة العقل والبرهان …إنها لحظة لا يتذوقها إلا العارفون … هذه اللحظة/الصورة تغنيك عن قراءة مئات التعاليق، مئات المقالات…هي وحدها كتاب مفتوح، كتاب مكتوب بلغة الصدق والوفاء …هنا معبد الصدق فطوبى للداخلين … هذه اللحظة/الصورة تلخص مسار وسيرورة تاريخ؛ تاريخ الاتحاد الاشتراكي… هذه اللحظة/الصورة تختصر القيم الاتحادية، قيم المدرسة الاتحادية العريقة والأصيلة؛ المروءة والشهامة، الصدق والإخلاص، الاعتراف والاعتزاز، النبل والسمو، الاحترام والتقدير، الحب والوفاء، الاستمرار والخلود … هذه اللحظة/ الصورة تعكس رفعة قيم المدرسة الاتحادية، المدرسة التي نزعت، وإلى الأبد، من الاتحاديات والاتحاديين، الخوف والجبن، الكذب والنفاق، الغدر والخيانة، النكران والجحود ….وزرعت فيهم الحب، حب الإنسان، حب الوطن، حب الجمال في أرقى تجلياته؛ وهذه اللحظة/الصورة نموذج/مثال للجمال في أنقى تعبيراته… علمتنا المدرسة الاتحادية أن السياسة أخلاق، وتعلمنا هذه اللحظة/الصورة أن القيادة أخلاق؛ أخلاق نبيلة؛ لا مجال فيها للتسلط والتكبر، للترفع والتعالي …في المدرسة الاتحادية، التواضع هو العنوان والصدق سيد الميدان …رسالة جيل لجيل … هذه اللحظة/الصورة غنية برموزها، غنية برسائلها، غنية بدروسها؛ – ما يجمع بين الاتحاديات والاتحاديين، ليس فقط علاقات حزبية تنظيمية، فكرية إيديولوجية …بل إن هذه العلاقات تتأسس، في البدء، على العلاقات الإنسانية الرفيعة …تتأسس على الحب والوفاء …الاتحاديون والاتحاديات، أوفياء لشهدائهم، أوفياء لقادتهم، أحياء في القلوب والعقول، بل إن القلوب والعقول حية… – الاتحاديات والاتحاديون لا يشكلون فقط حزبا، إنهم عائلة، بنية نسقية، متماسكة ومتناغمة …قد يختلفون، يتخاصمون، يغضبون، يعتزلون وينعزلون؛ وهذه حال الإخوة في كل أسرة، ولكن في وقت العزم والحسم يلتحمون ويتماهون، يتجاوزون صغار الأمور ليتفرغوا متراصين ومتضامنين لكبائر الأمور وعظائمها؛ و7 دجنبر بوجدة رسالة بليغة، واضحة …الاتحاديون والاتحاديات أخوة ورفقة… – تحية للقائد، للكاتب الأول الأستاذ لشكر وتحية للقائد المجاهد الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي، وتحية لكل الاتحاديات والاتحاديين …عاش الاتحاد الاشتراكي….عاش المغرب …وبداية الطريق للوحدة المغاربية انطلقت من وجدة ” المغرب والجزائر، قاطرة مستقبل البناء المغاربي”… -بأخلاق اللحظة/الصورة ..نتصالح …نبني …نتحصن بمناعة قوية…نثب نحو المستقبل … – اللحظة/الصورة وثيقة للتاريخ …ستبقى موشومة في الذاكرة الجماعية الاتحادية….وثيقة يجب استحضارها كلما ضاقت بنا السبل …ولا خوف علينا إن ادلهمت بنا السبل فأخلاق هذه الصورة تهدينا وتنير لنا الطريق …