اِلتأم أساتذة جامعيون وباحثون وصحفيون مهتمون بالشأن الإعلامي الهولندي إلى جانب عدد من الشباب المغربي المقيم في هولندا، يوم السبت الماضي ببلدة زاودلاند ضاحية مدينة روتردام الهولندية، من أجل تحليل الطريقة السلبية والنمطية التي ما فتئت تعالج بها بعض وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة الهولندية الأحداث والقضايا التي تخص أفراد الجالية المغربية المقيمة بهولندا. ويروم هذا اللقاء الثاني، الذي نظم بدعم من سفارة المملكة المغربية في لاهاي والقنصليات العامة للمغرب روطردام وأوتريخت، وأمستردام ودين بوش، تعميق النقاش حول “صورة المغاربة في الإعلام الهولندي”، وتبادل الآراء حول السبل والصيغ الممكنة لتجاوز وتصحيح هذه الصورة المشوهة التي أضحت بعض وسائل الإعلام الهولندي لا تفوت فرصة لتكريسها في مخيلة الرأي العام الهولندي. وتميز هذا اللقاء، الثاني من نوعه لمنتدى الشباب المغربي الهولندي، بكلمة افتتاحية للقنصل العام للمغرب في روتردام الهولندية، المصطفى ترفية ثمن فيها مكانة الشباب المغربي في المجتمع الهولندي ومساهمته في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية وأيضا الدور الهام للجالية المغربية المقيمة في هولندا في التنمية الاقتصادية. وأوضح القنصل العام أن هذا اللقاء هو مبادرة من منتدى الشباب المغربي الهولندي يروم خلق حلقة تواصل ومجموعة تأثير من شأنها الحفاظ على الصورة الطيبة للجالية المغربية المقيمة في الديار الهولندية. وفي هذا السياق، أكد سفير المغرب بلاهاي عبد الوهاب البلوقي على أهمية موضوع الندوة “صورة المغاربة في الإعلام الهولندي”، مشيرا في الآن ذاته إلى أن الصورة السلبية للمغاربة المقيمين في الأراضي المنخفضة بلغت مدى لا يتصور في وسائل إعلام بلد الإقامة. وأوضح سفير المغرب أن وسائل الإعلام التي تقوم بشكيل الرأي العام وتوجهاته وكذا تصوراته، تلعب دورا أساسيا في ترسيخ الصورة النمطية حول الجالية المغربية التي باتت عالقة في أذهان بعض ساكنة دول الإقامة. وشدد عبد الوهاب البلوقي على أن من شأن التمثلات السلبية بخصوص أبناء الجالية المغربية المقيمة في هولندا وكذا تعميم سلوكات مرفوضة تكون في غالبها منعزلة لبعض أفرادها على مجموع المغاربة المقيمين في هذا البلد، أن يشكل مصدرا للخوف و مصدرا للكراهية ضد الجالية المغربية المقيمة في هولندا وأحكاما مسبقة في حقها. وأبرز المشاركون في هذه الندوة، التي حضرها قناصلة المغرب في هولندا أن من شأن تكرار مثل هذه المبادرات من خلال إشراك الخبراء والأكاديميين المختصين في شؤون الهجرة والهجرة المغربية، بشكل خاص، أن يكشف للمجتمع الهولندي الوجه الآخر للمهاجرين المغاربة المقيمين في الأراضي المنخفضة. وبالمقابل، أغفلت وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة الهولندية تغطية هذا الحدث بالرغم من إخبارها، وفي هذا الإطار ولد هذا الغياب تساؤلا مشروعا لدى جانب كبير من المشاركين حول دوافع عدم حضور وسائل الإعلام لتغطية هذا الحدث واختيارها سياسة الكيل بمكيالين في التعاطي مع قضايا الجالية المغربية المقيمة بهولندا. وللإشارة، شارك في هذه الندوة، التي قاربت طريقة وأسلوب تعاطي وسائل الإعلام الهولندية مع قضايا الجالية المغربية المقيمة في هولندا وناقشت الخطوات الملموسة لتغيير التمثلات السلبية في عدد من هذه الوسائل، الأستاذ والكاتب فؤاد العروي والأستاذة الجامعية نادية بوراس والأستاذة المحامية مليكة معناني والأستاذ الباحث يان هوخلاند والصحفيان جمال بوزامور وعبد الإله روبيو والباحث حليم المذكوري.