تحل اليوم الذكرى 43 لانطلاق المسيرة الخضراء، مسيرة التحرير والوحدة، حيث أعلن الملك الراحل الحسن الثاني، في 6 نونبر 1975، انطلاق المسيرة التي جسدت إرادة الشعب المغربي قاطبة حيث تطوع لها 350 ألفا من المغاربة، نساء ورجالا، شيوخا وشبابا، قرويين وحضريين، كلهم كانوا على أتم الاستعداد للانطلاق في مسيرة جماعية نحو الصحراء لا تتوقف إلا بتحقيق التحرير وإتمام الوحدة. في مثل هذا اليوم من سنة 1975 انطلقت المسيرة الشعبية لتحطم الحواجز وتعلن للعالم تصميم المغرب على استرجاع أقاليمه الصحراوية، وكانت هذه الانطلاقة استمرارا لمرحلة كفاح المغرب من أجل تصفية الاستعمار في أقاليم الصحراء المغربية، وكان قد تم الإعلان عن تنظيمها بتاريخ 16 أكتوبر كمسيرة شعبية سلمية نحو الصحراء، وفي نفس اليوم اعترفت محكمة العدل الدولية في لاهاي بوجود روابط تاريخية بين الصحراء والمغرب، وبتاريخ 23 أكتوبر قام المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بدعوة المنظمات الوطنية والتقدمية وكافة المواطنين إلى تنظيم مسيرات جماعية أيام العبور التاريخي، وبناء على ذلك تحركت التنظيمات الحزبية من بينها الكتابة الإقليمية بمدينة أكادير التي دعت جميع مناضلي الحزب للمشاركة في المسيرة الشعبية التي تقرر القيام بها مساء يوم فاتح نونبر 1975، هذه المسيرة التي تزعمها الفقيد عبد الرحيم بوعبيد. بعد انطلاق المسيرة الشعبية إلى الصحراء بثلاثة أيام أمر الملك الراحل الحسن الثاني المتطوعين في المسيرة الخضراء بمدينة العيون بالعودة إلى طرفاية نقطة الانطلاق وذلك في 9 نونبر 1975 … وفي 14 نونبر من نفس السنة كانت نهاية احتلال الصحراء من طرف الإسبان، حيث تم توقيع اتفاق بين إسبانيا والمغرب حول الصحراء المغربية. لقد كان الشهيد عمر بنجلون يهتم كثيرا بقضية الوحدة الترابية، وكتب عنها العديد من الافتتاحيات منها افتتاحية عن المسيرة بجريدة «المحرر» سنة 1975 قبل شهر تقريبا عن اغتياله، تحت عنوان «مسيرة … تستلزم الاستمرار»، جاء فيها : «إن الإعلان عن توقف المسيرة كان مرفوقا بالتأكيد على تشبث المغرب بمبدأ واضح، وهو أن الصحراء إقليم مغربي يجب استرجاعه في إطار الكفاح من أجل وحدتنا الترابية … » . وبعد نهاية التواجد الإسباني في الصحراء في 26 فبراير 1976، ازداد التوتر في منطقة المغرب العربي، أمام تصاعد العدوان وتعنت حكام الجزائر، وتمسك المغرب بحقه في حماية أراضيه. في مثل هذا اليوم بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاق المسيرة الشعبية وجه الملك الراحل الحسن الثاني خطابا إلى الشعب المغربي قال فيه : «… سوف أرى نفسي مضطرا، أقول مضطرا، ولكن أرى نفسي مضطرا إلى استعمال حق المطاردة ولو أدى ذلك إلى اختراق حدود ودوس سيادة جيران. ولكن أقول إن المسؤولية وكل المسؤولية سوف تكون على كاهل المسؤولين الجزائريين …» . وبعد سنة، وفي نفس المناسبة خصص الملك خطابه لقسم المسيرة، ثم في 14 غشت 1979 تم استرجاع إقليم وادي الذهب، وجاءت وفود وادي الذهب وقدمت البيعة للملك، إلا أنه في 26 يونيو 1981 كان اعتراف ملك المغرب بتنظيم الاستفتاء في الصحراء المغربية في قمة منظمة الوحدة الإفريقية بنيروبي، وأصدر المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بلاغا في 5 شتنبر 1981 يبين مخاطر الاستفتاء على وحدة المغرب الترابية، وطالب باستفتاء شعبي حول الاستفتاء بالصحراء، وعلى إثر ذلك البلاغ تم اعتقال أعضاء المكتب السياسي للحزب يوم 8 شتنبر على رأسهم الفقيد عبد الرحيم بوعبيد وتم الحكم عليهم بالسجن .