الأعرج: المسار التصاعدي للجائزة يعكس الوعي بأدوارالثقافة «نحن في حاجة إلى إعادة النظر في الدعم المخصص لقطاع الثقافة»… هكذا افتتح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني كلمته في حفل تسليم جائزة المغرب للكتاب 2018 مساء أول أمس الثلاثاء بالمكتبة الوطنية بالرباط ، والتي تصادف هذه السنة ذكراها الخمسينية منذ انطلاقها في 1968، وهو الحفل الذي تميز بحضور أسماء وازنة في مجالات الثقافة والسياسة والديبلوماسية للاحتفاء بالاسماء المتوجة هذه السنة في سماء الإبداع المغربي بمختلف تفرعاته ، بحثا وترجمة ونقدا وإبداعا . وأضاف العثماني أن التراث اللامادي للشعوب هو أساس كل عملية إصلاح لأن الثقافة حاملة لكل القيم المجتمعية ، وبدونها لا يمكن النجاح في عملية التحديث والتنمية، كما أنها المعبر عن الغنى والاختلاف الذي يميز المجتمع المغربي الفخور بلغتيه العربية والامازيغية، وهو المعطى الذي جعل الجائزة هذه السنة تدمج جائزة الثقافة الامازيغية ضمن أصنافها بتعديل المرسوم الخاص بالجائزة، في انتظار تفعيل القانونين التنظيميين للمجلس الوطني الثقافة واللغات ومرسوم النهوض وتفعيل الطابع الرسمي اللغة الامازيغية. في نفس السياق، ركزت كلمة محمد الاعرج وزير الثقافة والاتصال على أن احتفالية مرور 50 سنة على إحداث جائزة المغرب للكتاب تتزامن هذه السنة مع إحداث فروع جديدة والمتمثلة في جائزة الابداع الامازيغي، جائزة الدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية، ثم جائزة الكتاب الموجه للطفل والشباب، مضيفا أن هذه تاريخ هذه الجائزة يتشكل من التراكم المتميز لأجيال من الكتاب والكاتبات المغربيات الذين أثروا الخزانة المغربية على امتداد خمسة عقود، لافتا الى أن المسار التصاعدي للجائزة يترجم بشكل جلي المسار والمنحى التصاعدي للثقافة وأدوارها داخل المجتمع المغربي . واعتبر الاعرج أن الحضور الحيوي للثقافة المغربية والكتاب المغاربة عكسته التكريمات التي حظي بها المغرب خلال السنة التي نودعها حيث حل المغرب ضيف شرف على عدة معرض دولية كمعرض كيبيك للكتاب ثم معرض بكين وحاليا معرض بلغراد، لافتا الى ان هذه التكريمات تشكل فرصة للترويج لأسماء كتاب ومن خلالهم للثقافة المغربية المتنوعة المشارب والاهتمامات. وقد توج خلال هذا الحفل الكاتب محمد الناصري، عن كتابه «رغبات المدينة»، الصادر باللغة الفرنسية عن «إيكونومي كريتيك» في مجال العلوم الإنسانية والذي اعتبر تتويجه تشجيعا واعترافا بجهود كل الباحثين، أما في مجال العلوم الاجتماعية، فقد فاز السوسيولوجي أحمد شراك عن كتابه «سوسيولوجيا الربيع العربي». الشعر المغربي هذه السنة توج في شخص الشاعر صلاح بوسريف عن ديوانه «رفات جلجامش»، فيما فاز الروائي الشاب عبد المجيد سباطة بجائزة السرد عن روايته «ساعة الصفر». وعن فئة الدراسات الادبية واللغوية، آلت الجائزة مناصفة للناقد والأكاديمي خالد بلقاسم عن كتابه «مرايا القراءة الحكاية والتأويل عند كيليطو» والباحث أحمد الشارفي عن مؤلفه «اللغة واللهجة»، فيما آلت جائزة الترجمة مناصفة الى المترجم عزيز لمتاوي عن ترجمة «نظرية الأجناس الأدبية» لجان ماري شايفر، وسناء الشعيري عن ترجمة رواية «العاشق الياباني» لإيزابيل أليندي. الصنف الجديد الذي أحدثته الجائزة هذه السنة والمتعلق بالكتاب الموجه للطفل والشباب، آلت جائزته لجمال بوطيب عن كتاب «حور تشرب الشاي مع القمر»، ، وخديجة بوكا عن كتابها «silence !on joue ! « أما عن صنف الإبداع الأدبي الأمازيغي، فقد آلت جائزته الى الشاعر والناقد عياد ألحيان، عن كتابه «سا إيغورا دار إيلليس ن تافوكت»، وفاضمة فراس عن كتابها «أسكوتي ن تلكاوت» والحائزة على جائزة المعهد الملكي للثقافة الامازيغية. وتكونت لجان الجائزة التي نسقت أعمالها الدكتورة بهيجة سيمو من حسن أحجيج في فرع العلوم الاجتماعية ، مينة المغاري عن فئة العلوم الإنسانية ، موحى الناجي عن الدراسات الأدبية واللغوية والفنية والدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية ، عبد الرحيم جيران عن لجنة السرد والإبداع الأدبي الأمازيغي والكتاب الموجه للطفل والشباب ، ولطيفة لزرق عن فئة الشعر وعبد القادر قنيني في فرع الترجمة . يذكر أن وزارة الثقافة والاتصال أعلنت في نفس اليوم وبمقر الوزارة عن افتتاح السنة الثقافية( 2018-2019) بحضور ثلة من المهتمين بالشأن الثقافي والوزراء في لقاء تعرض لمجمل إنجازات الوزارة في السنة الماضية والمشاريع المبرمجة التي انتهت أو مازالت أوراشها في انتظار الاستكمال، وهو اللقاء الذي اعتبره محمد الأعرج وزير الثقافة مناسبة لتسليط الضوء على الشأن الثقافي ومكانته في الزمن المغربي، لافتا الى أن هناك مشاريع أنجزت لم تكن مبرمجة، ومقدما لمحة عن بعض المشاريع التي تعتزم الوزارة الشروع فيها في الموسم المقبل ، مشيرا الى أن البناء التراكمي يقتضي التأسيس ومضاعفة الجهود للارتقاء بالشأن الثقافي الثقافي الوطني. ولفت الاعرج الى أن الوزارة منكبة على استكمال تدارس مشروع القانون التنظيمي المتعلق بإحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية ومشروع القانون التنظيمي المتعلق بتحديث مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية ومشروع قانون يتعلق بالتراث الثقافي. اللقاء الافتتاحي شهد أيضا تكريم عدد من الوجوه الثقافية في التفاتة معبرة الى جيل من رواد الثقافة المغربية الذين طالهم النسيان، حيث تم تكريم الناقد محمد علوط والشاعر محمد اللغافي والأديب المتعدد محمد أديب السلاوي الذي يعاني في صمت، كما تم تكريم أعضاء اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف في شخص الاستاذ عبد الحق المريني مؤرخ المملكة والناطق الرسمي الملكي وهم : محمد الفران، جامع بيضا مدير أرشيف المغرب، بهيجة سيمو مديرة الوثائق الملكية ، أحمد شوقي بنبين مدير الخزانة الملكية، مصطفى شابي، عبد العزيز توري، مولاي هاشم العلوي. وقد عرفت أشغال الافتتاح، عرض شريط وثائقي حول حصيلة السنة الثقافية 2017-2018، وزيارة معرضين للمخطوطات والوثائق النادرة واللوحات الفنية والصور .