قال سعد العثماني، رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إنه يجب أن يكون هناك شخصان مستقبَلا لتقديم الأنشطة الوطنية، واحد باللغة العربية والآخر باللغة الأمازيغية؛ وذلك في كلمته خلال حفل تقديم جائزة المغرب للكتاب، الثلاثاء بالمكتبة الوطنية، الذي قدمته شابة مغربية باللغة العربية. وأضاف العثماني أنه أوفى بوعده الذي تعهد به في النسخة السابقة من حفل تقديم جائزة المغرب للكتاب هو ومحمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، وباقي المسؤولين، المتعلق بتخصيص جائزة للثقافة الأمازيغية، سواء كانت مكتوبة بحرف التيفيناغ أو بحرف آخر، ضمن الجائزة الثقافية الأكبر بالمملكة. ووضّح العثماني أن جائزتي "الإبداع الأدبي الأمازيغي"، و"الدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية"، تأتيان في إطار العدل والإنصاف، وقال: "مع مرور الوقت سنهتم باللغة الرسمية الأمازيغية كما نهتم باللغة الرسمية العربية، لأنه لا بد من دعم خاص لها". واستحضر بهذا الخصوص التأخر الذي عرفه دعم اللغة الأمازيغية في كلّ من القانونين التنظيميين الخاصين باللغة الأمازيغية والمجلس الوطني للّغات والثقافة المغربية. وذكر رئيس الحكومة أنه واع بأن وزارة الثقافة تحتاج مزيدا من الدّعم، وأن المثقفين يحتاجون مزيدا من العناية، مضيفا أن "التراث اللامادي أساس الإصلاح، والثقافة حاملة للقيم ومعانيها، من وطنية، وعمل، واستقامة، ووفاء، واحترام للقانون والنظام والوقت"، مبرزا أنه "رغم توزيع الساعات، إذا لم تكن عند الإنسان قيم وثقافة الوقت، فسيتأخّر كما فعلت أنا اليوم، وأعتذر عن التأخر بسبب اجتماع حول التكوين المهني اقتضى زيادة في الوقت من أجل إنهائه". وشدد العثماني على أن الثقافة لا يمكن الاستغناء عنها في التنمية، والإصلاح، وبناء المجتمع، والمستقبل، والتحديث، ولا يمكن استبدالُها بالأمور المادية على أهميتها؛ لأن التنمية والإصلاح لا يَقتصران على ما هو مادي. تجدر الإشارة إلى أن دورة هذه السنة من جائزة المغرب للكتاب توافق الذكرى الخمسينية لإحداث الجائزة، التي أصبحت لها مكانة اعتبارية عالية لدى مختلف الفاعلين الثقافيين بالمملكة، وأُضيفت إلى تخصّصاتها التي كانت تنحصر في السّرد، والشّعر، والدراسات الأدبية والفنية واللغوية، والعلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية، والترجمة، ثلاثُ أصناف جديدة هي "الكتاب الموجّه للطفل والشباب"، و"الدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية"، و"الإبداع الأدبي الأمازيغي". ويُعدّ هذا الحفل أوّلَ نشاط بعد افتتاح السنة الثقافية، الثلاثاء بقاعة باحنيني بوزارة الثقافة والاتصال-قطاع الثقافة، الذي قُدّمت فيه حصيلة الأنشطة الثقافية في السنة الماضية، وكُرِّمت فيه أسماء من قبيل عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، ومحمد علوط، شاعر، ومحمد أديب السلاوي، كاتب، الذي تعذّر عليه الحضور نظرا لظروفه الصحيّة وتلقى ذرعَ التكريم نيابة عنه الشاعر صلاح بوسريف.