النمور الآسيوية تستحوذ على المراتب الخمس الأولى عالميا احتل المغرب المرتبة الأولى إفريقيا على مؤشر الربط بخطوط النقل البحري المنتظمة لسنة 2018، والذي نشرته منظمة مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) أمس ضمن تقريرها السنوي حول أوضاع النقل البحري في العالم، وذلك بمناسبة انطلاق أشغال المؤتمر السنوي للمنتدى العالمي للملاحة البحرية الذي ينعقد في هونغ كونغ يومي 3 و4 أكتوبر الجاري. وحصل المغرب على 71.5 نقطة على سلم مؤشر الربط بخطوط النقل البحري المنتظمة لمنظمة «الأونكتاد»، متقدما على مصر التي حصلت على 70.3 نقطة، وجنوب إفريقيا التي حصلت على 40.1 نقطة، ثم جيبوتي 37 نقطة فالطوغو 35.9 نقطة. ويتم احتساب مؤشر الربط بخطوط النقل البحري المنتظمة لمنظمة «الأونكتاد» على أساس الجداول الزمنية للأسطول العالمي للنقل البحري بالحاويات، ومدى الخيارات التي تتيحها هذه الجداول لربط موانئ كل بلد بالأسواق الخارجية، من خلال شبكة خطوط النقل البحري المنتظمة العابرة لموانئ البلد. ويرتكز المؤشر على خمسة مكونات وهي: عدد السفن المستخدمة الذاهبة إلى الموانئ البحرية لكل بلد والعائدة منها، وطاقة الحمولة المتراكمة من الحاويات التي توفرها هذه السفن، وعدد الشركات التي تقدم خدمات منتظمة في موانئ البلد، وعدد الخدمات المقدمة وحجم أكبر السفن التي يستطيع استقبالها. واكتسب المغرب هذه المكانة في إفريقيا بفضل ميناء طنجة المتوسط، الذي مكنه من تثمين موقعه الجغرافي على مضيق جبل طارق، الذي يعتبر إحدى الحلقات الرئيسية لشبكة النقل البحري في العالم، وهي ملقة وبناما ومضيق جبل طارق وقناة السويس. وبفضل هذا الميناء الضخم انتقل تنقيط المغرب على مؤشر الربط بخطوط النقل البحري المنتظمة للأونكتاد من 10 نقاط في 2008 إلى 71.5 نقطة في 2018، ومن المرتقب أن تتحسن مرتبة المغرب أكثر مع انطلاق الميناء الثاني لطنجة المتوسط المتوقع في 2019. وتجدر الإشارة إلى أن مصر بدورها أحرزت تقدما ملموسا خلال نفس الفترة، إذ رفعت معدل تنقيطها من نحو 40 إلى 70.3 نقطة مستفيدة من ديناميكية قناة السويس وموقعها الاستراتيجي، كما حسنت جيبوتي بدرجة ملموسة مؤشرها مستغلة موقعها الجغرافي والاستثمارات الخاصة في مركز المسافنة. أما على المستوى العالمي فتصدرت النمور الآسيوية الصاعدة المراتب الخمسة الأولى عالميا، تتقدمها الصين بحصولها على 187.8 نقطة، تليها سنغافورة ب 133.9 نقطة، ثم كوريا الجنوبية 118.8 نقطة، وهونج كونج 113.5 نقطة، وماليزيا 109.1 نقطة، الشيء الذي يعكس تحول مركز ثقل التجارة والملاحة التجارية العالمية، أما القوى الاقتصادية التقليدية الغربية فجاءت في الترتيب خلف القوى الآسيوية الصاعدة، تتصدرها هولندا في المرتبة السادسة عالميا بحصولها على 98 نقطة، تليها ألمانيا في المرتبة السابعة بحصولها على 97 نقطة، فالولايات المتحدة ب 96.7 نقطة، ثم بريطانيا 95.6 نقطة. أما على الصعيد العربي فتصدرت دولة الإمارات العربية الترتيب بحصولها على 83.9 نقطة، متبوعة بالمغرب. وأشار تقرير «الأونكتاد «حول النقل البحري إلى أن قطاع النقل البحري عرف خلال سنة 2017 نموا بنحو 4 في المئة، وهي أعلى نسبة نمو تسجل على مدى الخمسة أعوام الأخيرة. وتوقع تقرير منظمة «الأونكتاد»، الذي نشر أمس مع انطلاق أشغال المؤتمر السنوي للمنتدى العالمي للملاحة البحرية في هونغ كونغ، تحقيق نسبة نمو مماثلة خلال العام الحالي، غير أن «الأونكتاد» عبرت في افتتاح المؤتمر عن تحفظاتها بخصوص الانعكاسات السلبية المحتملة للحرب التجارية التي اندلعت بين الدول الكبرى على قطاع النقل البحري الدولي للبضائع. وقال ميكيسا كيتوي، الأمين العام للأونكتاد، بهذا الخصوص، «في الوقت الذي تحقق فيه آفاق التجارة المنقولة بحرا نتائج إيجابية، إلا أنها مهددة باندلاع الحروب التجارية وزيادة السياسات الحمائية»، مشيرا إلى أن « تصاعد الحمائية ومعارك الرسوم الجمركية الانتقامية قد يعطل نظام التجارة العالمي الذي يدعم الطلب على النقل البحري».