نظمت جمعية الوصل بمدينة الدارالبيضاء وبفضاء منديلا لقاءً كبيرا حول «مغاربة العالم وكازا مدينتي ، نظرات متقاطعة». وهذا اللقاء، استضافه فضاء الحوار «منديلا» بمناسبة يوم المهاجر الذي يتم الاحتفاء به كل يوم 10 غشت بالمغرب. كان ملتقى الحوارعلى شرف بيضاويي العالم، وهي التفاتة اختارتها جمعية الوصل بباريس للاحتفاء بالبيضاويات وبالبيضاويين. يقول صلاح الدين المانوزي رئيس جمعية الوصل بباريس، «إنه لقاء افتخار بهذا الارتباط العضوي والوجداني مع هذه المدينة، نتقاسم فيه الذكريات ونتبادل فيه الآرا»، وهوأيضا فرصة لاستضافة وتكريم العديد من البيضاويات اللواتي أبدعن في مجال الهجرة في ميادين متعددة». وفي الافتتاحية، تمت الدعوة إلى ضرورة بلورة تعاقد جديد بين مغاربة العالم والنخب المحلية والجهوية، لتمكينهم من المساهمة في مسار الدارالبيضاء المستقبلي كمواطنين أولا وأخيرا، تماشيا مع أهداف الجمعية يقول رئيسها، والتي تتجلى في الاهتمام بقضايا مغاربة العالم ببلاد المهجر وبقضايا الذاكرة، المواطنة هنا وهناك وقضية التنمية التضامنية ..وهي كلها أمور تمس صلب الأهداف الأساسية لجمعية الوصل منذ تأسيسها. وأضاف أن مستقبل المدينة،الجهة والمغرب، لا يمكن أن يتحقق من دون مغاربى العالم كمواطنين كاملي الحقوق والواجبات. ما ميز لقاء هذه السنة، هو مشاركة مهاجرين من أجيال متعددة من الجيل الأول، الذي اشتغل بفرنسا في قطاع السيارات والمناجم، وهو جيل بدأ هذه الهجرة كما قال عبد الله الفرياكي،الذي قدم شهادة حول هذا المسار في الهجرة، وكذلك علاقته بالدارالبيضاء وجيل الشباب، والذي مثله ادم واديب اللذان ازدادا بباريس وحصلا على الباكالوريا هذه السنة، وأنجزا بهذه المناسبة ربورطاجا مصغرا حول الدارالبيضاء وديناميتها وتناقضاتها من مدينة تعاني من الأزبال إلى مدينة تضم مآثر ومعالم كبرى ويتميز سكانها بدينامية وقدرات كبيرة على إيجاد حلول في الحياة اليومية. وهذا العمل، الذي قام به هذان الشابان ، وهما لأبوين ازدادا بالدارالبيضاء، يعكس الاستمرارية في الاهتمام بالمدينة وبفضاءاتها وبذاكرتها، حتى من طرف الشباب الذين ازدادوا بالمهجر. بعد ذلك، توالت شهادات للعديد من البيضاويين في مختلف المجالات حول الدارالبيضاء، وارتباطهم بهذه المدينة، منهم الدكتور مبارك موكانب، وهو طبيب متخصص بفرنسا، الزاكي كورمان وهو مقاول،حفيظة الشاوي وهي مقاولة بالرياض، ومحمد العلوي البرنوصي، وهو نقابي ويحيى المطواط وهو فاعل جمهوي من إيطاليا، وتحدثوا كلهم عن ارتباطهم بهذه المدينة وبفضاءاتها وبذكرياتهم بها ، كما تحدث بعضهم عن المؤامرات التي حيكت ضد هذه المدينة من خلال محو بعض المعالم الثقافية والرياضية للمدينة، والخطر الذي يشكله لوبي العقار بالمدينة، والذي يسعى للقضاء على ما تبقى من معالم هذه المدينة وونهج عملية الأريفة التي تعرضت لها المدينة في العقود الأخيرة. وعرف هذا اللقاء أيضا، شهادات لنساء بيضاويات حول ذاكرتهن وعلاقتهنم بالمدينة، رغم أنهن اليوم يعملن ويعشن بالخارج. وشكل هذا اللقاء مناسبة للاحتفاء بهؤلاء النساء من خلال هدايا مكتوبة بالخط المغربي، وهي كلها من إنجاز الفنان الكبير محمد قرماد، وهي التفاتة خلفت أثرا كبيرا لدى المشاركات واللواتي كن من مختلف الأجيال ومن مختلف الأعمار: رشيدة أدلاني أستاذة بايطاليا،مريم الادريسي خبيرة من فرنسا، رشا بنرايت طالبة بفرنسا، فاتن شهير طالبة في السنة 6ؤلطب من مدينة اميان. هذا اللقاءعرف أيضا، شهادة ومشاركة الأستاذة فاطمة سرحان باسم جمعية كازا مدينتي». وهي جمعية تعنى بذاكرة الدارالبيضاء ومعالمها، وقد أدلت بشهادة حول هذا العمل، الذي تقوم به الجمعية في هذا المجال للحفاظ على المظاهر الحضارية لهذه المدينة.. وفي الأخير، عرف اللقاء مناقشة حول وجبة عشاء في فضاء نيلسن مانديلا في وسط مدينة الدارالبيضاء، الذي أنجزته عائلة المانوزي في هذه المدينة، والذي يستضيف العديد من الأنشطة. وشكر رئيس جمعية الوصل بهذه المناسبة، وزارة الجالية المغربية، التي كانت شريكا في هذا اللقاء، وكل الجمعيات العاملة في الهجرة من فرنسا، اسبانيا،إيطاليا، الولاياتالمتحدةالأمريكية،السعودية، والتي حضرت ودعمت هذا اللقاء، الذي نظم بمناسبة مع يوم المهاجر الذي يخلده بالمغرب كل سنة في العاشر من غشت.