يمكن وصف عاصمة زمور الخميسات بمدينة المعاناة، وقد صدق أحد المستشارين بالمجلس الجماعي حين نعتها ب»المدينة المنكوبة»، لبعدها عن «التنمية» بمفهومها الحقيقي، ولكونها تعاني على كل الأصعدة، وفي العديد من المجالات، والآن ونحن في عز الصيف ، فالمدينة ليست شاطئية، وتتميز بصيف حار، وسخونة الأجواء، وهو وضع يعاني معه سكان المدينة الأمرين، نظرا لغياب مرافق وفضاءات الترفيه التي يمكن اللجوء إليها هربا من تأثيرات الحرارة، فالمساحات الخضراء على ندرتها تتمركز أغلبها وسط المدينة، و غير مهيأة بالشكل المطلوب، منها التي غلب عليها تبليط أرضيتها بالز ليج وعدم إيلاء الإهتمام للتشجير والإكثار من النباتات، ساحة المسيرة نموذجا، إلى جانب ساحة الحسن الأول بحي السلام ، حيث أن نافورتيهما المائيتين ظلتا معطلتين منذ سنين. ومن أهم الفضاءات الخضراء بالمدينة، هناك منتزه 3 مارس، الذي أنشئ مكان السوق الأسبوعي « الثلاثاء » على مساحة كبيرة تعد بالهكتارات، وذلك خلال أواسط الثمانينات، والذي كان المأمول أن يشكل أهم متنفس للساكنة، نظرا لشساعته، وكان عبارة عن فضاء بيئي ،ترفيهي، تمارس به أنشطة ثقافية،فنية ومسرحية وغيرها، إلا أنه مع مرور الزمن ، وتوالي المجالس التي دبرت الشأن المحلي فقد هذا الفصاء الكثير من بريقه، فاختفى العديد من مكوناته، كالبحيرة التي تتوسطه، الحيوانات والطيور ، لتظل أقفاصها خالية تحكي عن زمن مضى، بنايات تلاشت، منها المسرح المدرج ، ذو الشكل الروماني نموذجا، أجزاء من السياج الحديدي تكسر ، وأخرى أتلفت، أثربة متراكمة هنا وهناك، نباتات برية يابسة منتشرة في أطراف بالمنتزه، و ماتبقى غير كاف لاستقبال المواطنين للترويح عن النفس خاصة في هذا الفصل القائظ، أشجار من نوع الأوكاليبتوس التي تعود لعهد قديم، وبعض الأنواع الأخرى، نباتات مختلفة، وبعض أطراف المنتزه المعشوشبة أرضيتها، ومع هذا الإهمال الممنهج، يخشى مع مرور الوقت أن تمتد إليه أيادي لوبيات العقار كما فعلت في مناطق أخرى بالمدينة. الحديقة المتواجدة بالشارع الرئيسي قبالة سينما مرحبا ، والتي تعد إرثا محليا نظرا لقدمها، وبحكم تواجدها قرب مسجد، فقد تم تسويرها، وإقامة بنايات بجوانبها لإيواء المصلين، ووضع لها باب خارجي حديدي. غابة المقاومة،نظرا لقدمها ، تعد بدورها إرثا بيئيا مهما، ونظرا لموقعها المتميز، اختارها المستعمر الفر نسي بعد فرض سيطرته على المدينة، لبناء كنيسة القديسة تيريزا في وسطها سنة 1927، هذه الغابة أطلق عليها منذ سنين اسم المقاومة، إلا أنها مع الأسف، ونظرا للوضع الذي توجد عليه ، فإن هذا الإسم أضحى غير مطابق لها ، هو الذي يحمل دلالات الوطنية والكفاح والتحرير، التي ساهم فيها أبناء الخميسات وزمور عامة، وفي الوقت الذي كان على المسؤولين الذين تعاقبوا على تسيير شؤون المدينة، أن يولوا الإهتمام لهذا الموروث الهام، حتى يكون متنفسا وفضاء لاستقبال مواطني المدينة لقضاء فترات الراحة والإستجمام ، تعرف هذه الغابة إهمالا كبيرا، ولعل القيام بجولة بها سيجعل الزائر يتحسر، حيث يلاحظ أشجار منها التي تهاوت أرضا، أخرى تهالكت، والواقفة منها ظلت تقاوم عوامل الزمن، كما أن هناك أنواعا حديثة العهد بالغراسة، لكن بدورها لم تجد العناية، نباتات برية يابسة منتشرة، سياج مكسر ، وآخر أتلف ، خاصة بالجهة الشرقية ، في اتجاه مكناس، أثربة متراكمة « الردم» في بعض أطراف الغابة، الوادي الذي يوجد بالمدخل الشرقي للمدينة، الذي هو عبارة عن مجرى للمياه العادمة التي تقذفها مختلف القنوات، تنبعث منه روائح كريهة، مما يؤدي إلى انتشار الحشرات، والتسبب في أمراض، الغابة نصبت بها مجموعة كراس إسمنتية، وأعمدة للكهرباء، لكن الأعداد الكثيرة منها كسرت مصابيحها، وبالتالي تعطلت عن الإشتغال، والقليلة جدا هي التي تضيء، قرب الكنيسة والخزانة، وتبقى الحلبة الموجودة قرب الكنيسة، ومجموعة مسالك والمسطحة، مجالا للمواطنين والرياضيين من مختلف الأعمار لممارسة ألعاب رياضية مختلفة خاصة الجري، كما أقيم وسط الغابة فضاء لألعاب الأطفال وبناية الخزانة البلدية، في الوقت الذي تعرضت الكنيسة سابقا للتخريب، ، وأصبحت في وضع مأساوي، والكل بقي يتفرج دون القيام بما يجب. أمام هذا الفراغ الذي تعاني منه المدينة، فإن المواطنين لا يجدون من ملجأ إلا البحث عن أماكن أخرى والبديل عن مدينتهم، والتوجه نحو مناطق رطبة، ضمنها بحيرة ضاية الرومي» 15 كلم جنوبالخميسات» ، فضاءات خارج المدينة أقامها مستثمرون خواص، ومن تسعفه إمكانياته المالية، فتكون وجهته المدن الساحلية أو منتجعات الأطلس المتوسط..