يبدو أن تواجد عدد كبير من الأندية ضمن طابور المقدمة مؤشر على احتدام الصراع بينها، وترشحها لاستبدال المواقع فيما بينها دورة بعد أخرى، ومع ذلك، فالمعالم الكبرى للدوري الاحترافي الحالي مازال يلفها الضباب، ومازالت عناوينها لم تبرز بالشكل الذي ينبىء بمصير بعض الفرق، حتى وإن اختلفت الانطلاقة بين هذا الفريق وذاك. متصدر الترتيب وبطل الموسم السابق والفريق المرشح للمشاركة في الموندياليتو المغرب التطواني سيكون في انتظار النادي القنيطري، وكله أمل في الحفاظ على موقعه في خريطة الترتيب، وهو رهان يبدو على الورق محسوماً فيه، اعتباراً لامتياز الاستقبال والتباين الواضح بين الطرفين بشرياً ومادياً ونفسياً، لكن الفوز العريض الذي حققه الكاك الأسبوع الماضي في ظل الادارة التقنية الجديدة سيرفع من معنويات اللاعبين، وسيحفزهم على صنع الحدث خارج القواعد. وباعتبار الصدارة ثنائية، فالمتزعم الثاني الوداد البيضاوي تنتظره مهمة صعبة ببركان، لكن العودة بالإيجابي ليس مستحيلا على المدرب توشاك الذي يبدو أنه وجد التوليفة المناسبة بعد ست دورات فقط من عمر الدوري، وباعتماده النهج الهجومي، سيكون فريق الوداد أقرب إلى صنع الانتصار خارج الديار، لكن ذكاء المدرب عبد الرحيم طاليب، وقراءته الجيدة للمباريات عاملان سيكشف عنهما اللاعبون البركانيون فوق رقعة الملعب من خلال أساليبهم التكتيكية. فريق الدفاع الجديدي الذي سجل تعثراً مفاجئاً بميدانه خلال الدورة السابقة، انعكست آثاره على عطاءات اللاعبين خلال ذهاب نصف نهاية كأس العرش، هذا الفريق الدكالي سيلعب مباراة شبه محلية أمام أولمبيك آسفي، هذا الأخير مازال لم يتذوق طعم الفوز بعد، واستعصى عليه وضع نهاية لبداية غير مشرفة، رغم استبدال المدرب، ومهمة الفريق الآسفي بملعب العبدي لن تكون سهلة، سيما وأن اللاعبين يعانون ضغوطات نفسية، جراء تموقعهم في الصف الأخير. فريق الكوكب المراكشي الذي فقد مركزه في الصدارة عقب هزيمته الأسبوع الماضي أمام الفتح، سيلعب للمرة الثانية على التوالي خارج القواعد، وسيحل ضيفاً على اتحاد الخميسات المنتشي بعودته المظفرة من ملعب العبدي، وهو الفوز الثاني لهذا الوافد الجديد، لكن المدرب الشاب فوزي جمال يعي جيداً صعوبة اللقاء، رغم امتياز الاستقبال، على اعتبار أن الإطار التقني هشام الدميعي لن يرضى بتعثر جديد قد يرمي به خارج كوكبة المقدمة. وتنفيذاً لقرار العقوبة، يستقبل الجيش الملكي فريق حسنية أكادير، هذا الأخير مازال يعيش نشوة الخماسية التي وقعها في شباك الرجاء، وهي نشوة تحفزه للاستمرار في صنع الإيجابي بعد تصحيح المسار خلال الجولات الأخيرة، سيما وأن المباراة ستدور أمام مدرجات فارغة، لكن رشيد الطوسي الذي ارتفعت أصوات الاحتجاج بإقالته، يطمح إلى ركوب التحدي وتسلق المراتب. الفريق الذي فاجأ كل المتتبعين بحضوره الباهت المغرب الفاسي القابع في الصف ما قبل الأخير برصيد ثلاث نقط جمعها من ثلاثة تعادلات، هذا الفريق الذي فقد الكثير من حظوظه في التأهل للمباراة النهائية لنيل كأس العرش، عقب خسارته أمام نهضة بركان، سيرحل إلى خنيفرة لمنازلة شباب الأطلس في محطة تبدو متكافئة ومفتوحة على كل الاحتمالات، وفي حال فوز الماص، سيتبادل الفريقان موقعهما على سلم الترتيب، لكن المدرب حسن الركراكي الذي مازال قائماً عن الفوز منذ تعاقبه مع الفريق الخنيفري، سيعمل على تفادي الهزيمة الثالثة على التوالي. المدرب مصطفى مديح حقق مع شباب الحسيمة نقطة واحدة فقط من تعادل وهزيمة، وهي حصيلة لا توازي الطموحات، لذلك يراهن الفريق الريفي على مباراته ضد الفتح الرباطي لتعزيز الرصيد، وإن كانت المهمة ليست سهلة أمام المدرب الشاب وليد الركراكي المحمل بالنظريات التكتيكية، والذي يسعى إلى وضع مكتسباته على محك التجربة. إنه صراع بين مدربين يختلفان من حيث الخبرة، لكنهما يتوحدان من حيث المواكبة للمستجدات التكتيكية. البرنامج: السبت فاتح نونبر: اتحاد الخميسات الكوكب المراكشي س 14 و 30 د الدفاع الجديدي أولمبيك آسفي س 15 المغرب التطواني النادي القنيطري س 19 الأحد 2 نونبر: شباب خنيفرة المغرب الفاسي س 13 نهضة بركان الوداد البيضاوي س 15 الجيش الملكي حسنية أكادير س 15 و 15 د شباب الحسيمة الفتح الرباطي س 19