تكرم مؤسسة آنا ليند، التي تأسست قبل عشر سنوات من قبل الاتحاد الأوروبي وبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، والتي يرأسها منذ 2008 مستشار جلالة الملك أندريه أزولاي، آنا ليند وزيرة الخارجية السويدية التي قام بطعنها شخص مختل سنة 2003. وتسعى هذه المؤسسة، التي تتخذ من مدينة الإسكندرية بمصر مقرا لها، «إلى التقريب بين الأفراد والمنظمات على ضفتي البحر الأبيض المتوسط من خلال الحوار وإزالة الحواجز التي تفصل بينهما.» وتأسست مؤسسة آنا ليند من طرف حكومات الشراكة الأورو-متوسطية، وهو اتفاق سياسي أبرمه الاتحاد الأوروبي سنة 1995 مع عشرة من شركائه بجنوب البحر الأبيض المتوسط. واعترافا بالدور الحيوي الذي يضطلع به الحوار بين الثقافات لتعزيز التعايش السلمي في المنطقة، أفضت هذه الشراكة إلى إنشاء مؤسسة أنا ليند سنة 2005 من أجل دعم المنظمات والأفراد العاملين في مجال تعزيز الحوار، وبهدف سياسي يتمثل في جعل المنطقة الأورومتوسطية «فضاء للتعاون والتبادل والحركية والتفاهم المشترك والسلام». وتعتبر مؤسسة آنا ليند، التي تمثل موردا للمجتمع المدني، ومرصدا للتعايش في المنطقة الأورو-متوسطية، «مؤسسة فريدة من نوعها» تنبثق من حكومات دول الشراكة الأورو-متوسطية وتعمل كشبكة تشهد تطورا متواصلا يجمع بين العديد من منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الحوار بالمنطقة. وخلال تأسيس هذه المنظمة، عمدت كل حكومة إلى تسمية هيئة وطنية من أجل تمثيلها تتمثل مهمتها في إحداث شبكة منظمات للمجتمع المدني موجهة لغاية تعزيز الحوار تسمى «الشبكات الوطنية آنا ليند». وتشكل هذه الشبكة حاليا أساس نشاط المؤسسة التي تضطلع بدورين رئيسيين هما دعم أنشطة شبكات منظمات المجتمع المدني، والعمل كمرصد من أجل التعايش بالمنطقة. ويعد تقريرها الذي ينشر على رأس كل ثلاث سنوات، «أداة رائدة للمعرفة والعمل» بخصوص العلاقات في ما بين الثقافات بالمنطقة المتوسطية.