عرضت الجريدة الإسبانية، El Faro de Ceuta ، فيديو يصور معاناة مئات النساء المغربيات، في معبر تاراخال، على الحدود مع سبتةالمحتلة، وهن يحملن على ظهورهن السلع المهربة، في صور مؤثرة من العذاب والمهانة، خاصة وأن عدداً منهن مسنات، يسقطن أحيانا، بسبب عجزهن عن حمل الأثقال، تحت مراقبة الحرس المدني الإسباني الذي يتدخل بفظاظة وعنف أحياناً. وتجدر الإشارة إلى أن عدد العابرين للحدود بين المدينتين المحتلتين، سبتة ومليلية، زاد في الشهور الأخيرة، حسب المعطيات التي تقدمها السلطات الإسبانية، التي تقدر أن مداخيل المدينتين من التهريب يتجاوز 1.500مليون يورو، سنويا، أي ما يعادل ما تصدره إسبانيا كلها، لأستراليا، أو نصف ما تصدره لفنزويلا. وحسب صحيفة البايس، فإن مشتريات المغاربة في سبتة، تمثل حوالي 45 في المئة مما تبيعه المحلات التجارية في هذه المدينة، كما أن أنها تمثل المدخول الرئيسي للضرائب، رغم أن السلطات الإسبانية لجأت إلى تخفيض الضرائب في المدينتين، لتشجع التهريب، الذي يعتبر موردا مهما لها، كما هو الشأن بالنسبة للسياحة، حيث لا يأتي السواح من إسبانيا، بل أغلبهم من المغرب. هكذا تعيش المدينتان على ما يُدِرّه التهريب الذي يخرب الاقتصاد المغربي، غير أنه أمام العجز المزمن، في توفير مناصب الشغل، يبقى هذا النشاط الممنوع، الملاذ لآلاف الناس، حيث يشغل حسب تقديرات مغربية، ما يفوق 45 ألف شخص، بشكل مباشر، و400 ألف بشكل غير مباشر. ويمكن القول، إن هذه الوضعية، تشكل جرحاً مغربياً لا يمكن التغاضي عنه، لأنه يسيء للمغاربة، على مختلف المستويات؛ حيث تُمَرّغ صورة النساء المغربيات، في التراب، أمام عجرفة المحتل الإسباني، بالنظر لمايشكله التهريب من منافسة غير مشروعة للاقتصاد المغربي، فضلاً عن أنه عبارة عن تمويل للاحتلال، لأنه يمثل متنفساً رئيسياً لاستمراره، إذ بدون ما تربحه سبتة ومليلية من المغرب، سيختنق الوجود الإسباني فيهما.