أطلقت المجموعة المراكشية الفناير، يوم العاشر من أبريل الماضي، أغنيتها الجديدة على موقع»اليوتيوب»، ووصلت بعد أسبوع على نشرها إلى أكثر من مليونين وستة آلاف نسبة مشاهدة. وهذا العمل الذي يعد الثاني للفرقة المراكشية في غضون هذه السنة بعد أغنية «عيش كي بغيتي» التي حصدت ما يفوق مليوني مشاهدة منذ إطلاقها في شهر مارس الماضي، يحمل عنوان «سيري سيري» وهو من توزيع موسيقي للجزائري سامي الزناتي ومن ألحان محسن تيزاف وكلمات عضوي المجموعة، أشرف عراب ومناني خليفة. أما فيديو كليب الأغنية، فقد أخرجه عبد الرفيع عبديوي وصور في مراكش مع مجموعة من شباب المدينة الحمراء، حسب تصريحات أحد أفراد الفرقة في فيديو مباشر نشرته على صفحتها بالفيسبوك، دقائق قبل إطلاق الأغنية لرواد الشبكة العنكبوتية، وقد استهل الشريط بلقطة أرادها المساهمون في العمل، فكاهية مطبوعة بخفة دم مراكشية، وتظهر أحد أفراد المجموعة وهو يِؤدي دور شاب صدم جراء صد محبوبته له ورفضها الزواج منه، فيحاول الانتحار، إلا أن أصدقاءه يمنعونه ويدفعونه لمرافقتهم إلى ملهى ليلي قصد الترويح عن النفس. وبالرغم من أن مجموعة « الفناير» قد صرحت بأن عملها يدخل ضمن رغبتها تنويع ريبيرتوارها الغنائي بهدف المتعة والترفيه التي هي في نظرها أساس كل عمل فني، إلا أنها اختارت، على ما يبدو، أن تنحرف عن أسلوبها الذي اشتهرت به والذي يغرف من التراث المغربي، خاصة في اختيار الكلمات، وارتأت أن تتبع طريق الأغنية الشبابية كما يراها العديد من الفنانين اليوم الذين يسعون للعالمية، بغض النظر عن التميز الهادف والكلمة الجميلة، حيث مالت هذه الأخيرة في معظمها نحو التوجه للمرأة ونعتها بجميع النعوت بأسلوب قريب من الكلمات المتداولة في الشارع منه إلى الشاعرية والجمالية. وبالرغم من أن الموسيقى والتقنيات المستعملة في « سيري سيري» كانت متقنة على العموم، إلا أن اختيار الكلمات جعلنا نشعر بأننا نبتعد عن مجموعة الفناير، التي عهدناها بمستواها الجيد الذي يسعى للتطور في كل مرة، ويقول مطلع كلماتها: « صدماتني وناري بغات الفيلا والفيراري / رفضاتني وناري ونا معندي حتى داري / صدماتني وناري بغات الفيلا و الفيراري / نتشاوفو صون زاري/ ونعيشو غير فسهاري / وسيري سيري سيري لبسي قدك إواتيك/ وبعدي بعدي بعدي ياولله مانديك / وسيري سيري سيري لبسي قدك إواتيك / وبعدي بعدي بعدي ياولله مانديك». وفي جواب سابق عن كل انتقاد، حاول أفراد المجموعة في الفيديو الذي نشروه قبيل إطلاق الأغنية الجديدة أن يفسروا الاختلاف الذي سعوا إليه في أغنيتهم هاته وقارنوها بأغنية «عشاقة ملالة « إلا أن هاته الأخيرة بالرغم، فعلا، من اختلافها عن إبداعاتهم الأخرى، إلا أنها تدخل دائما في إطار المنجزات الراقية التي اعتمدوها في مسارهم الفني وتترجم الصورة التي بنوها لأنفسهم منذ انطلاقتهم والتي أحبها جمهورهم، وأثارت إعجاب الجميع، سواء داخل المغرب أو خارجه، وكانت سببا في حصدهم لجوائز عدة، كما هو حال أغنية « الشايب « مثلا أو» يد الحنة « أو « بي وينر» التي أدوها مع النجمة المغربية سميرة بنسعيد، أو «نقول مالي» أوغيرها من الأغاني التي تتفرد كل واحدة عن الأخرى في شكلها إلا أن عاملا واحدا يوحدها، وهو بصمة الفناير التي جمعت ما بين موسيقى الراب المغربي والكلمة الزجلية والتصوير المتقن.