يري العديد من المتتبعين للشأن الكروي المحلي أن الوضعية الصعبة التي عاشها المغرب التطواني ولازال يعيش تداعياتها، خاصة مع بداية الموسم الكروي الحاليو التي أثرت بشكل كبير على مساره وطموحاته، مردها إلى غياب الدعم المالي للفريق، خاصة الذي كان يتوصل به عن طريق المؤسسات المنتخبة والرسمية، والتي لم تف بوعدها اتجاه فريق الحمامة البيضاء، مما جعل مسؤوليه يتكبدون معاناة جمة لدفع وتدبير مستحقات اللاعبين والأطر التقنية، والذين غالبيتم مستقدمون من أندية أخرى، بعد تسريح العديد من اللاعبين المحليين، الذين صنعوا مجد الفريق . إلا أن البعض الأخر يرى أن الأزمة الحالية تفاقمت من خلال العديد من الأسباب، أهمها غياب الفريق لمدة طويلة عن ملعبه وإجباره على اللعب خارج قواعده بسبب الإصلاحات، التي خضع لها ملعب سانية الرمل والتي عرفت تماطلا كبيرا للشركتين اللتين كانتا تشرفان على الأشغال، الشيء الذي زاد من معاناة الفريق، ناهيك عن الاستعدادات التي قادها المدرب السابق فؤاد الصحابي والتي – حسب مصادر من داخل المكتب المسير – لم تكن في المستوى المطلوب ووجهت له انتقادات لاذعة بسبب اختياراته التقنية، التي لم تكن موفقة. فريق المغرب التطواني عرف كيف يستفيد من أخطاء بداية الموسم، خاصة على مستوى الانتدابات، والتي كادت أن تعصف به إلى القسم الثاني مبكرا. فبعد إنهاء الفريق مرحلة الذهاب من البطولة الاحترافية برصيد 6 نقاط، جعلته يتذيل سبورة الترتيب بفارق 6 نقاط على أقرب منافسيه، قام الفريق بترتيب أوراقه خلال الميركاتو الشتوي، وذلك بالتخلي على 11 لاعبا والتعاقد مع 10 لاعبين جدد، بالإضافة إلى عودة مابيدي من الإعارة. هذه التغيرات الجذرية التي قام بها مسؤولو المغرب التطواني على مستوى الترسانة البشرية، أعطت أكلها خلال المباراتين الأوليتين من مرحلة الإياب للبطولة الاحترافية، حيث تعادل الفريق بآسفي وفاز بتطوان على شباب أطلس خنيفرة، رغم عدم الإقناع في المباراتين معا، لتنزل هزيمة الفتح الرباطي برسم الجولة 18 من البطولة على مسؤولي الحمامة البيضاء كقطعة ثلج باردة، سارعوا على إثرها إلى إقالة المدرب يوسف فرتوت ومساعده عبد الصمد رفيق وتحميلهما مسؤولية النتائج السلبية المحققة، وإسناد المهمة لابن الدار عبد الواحد بنحساين، الذي عرف كيف يعيد ترتيب البيت التطواني، وإعادة الفريق بسرعة البرق إلى السكة الصحيحة، حيث حقق معه أربعة انتصارات وتعادل واحد في خمسة مباريات خاضها لحد الساعة، وتمكن خط هجومه من تسجيل خمسة أهداف، وفي المقابل لم تتلقى شباكه أي هدف. النتائج الإيجابية التي حققها فريق المغرب التطواني في مرحلة الإياب جعلته يذوب فارق النقاط الستة، التي كانت تفصله عن أقرب منافسه، والابتعاد ب 9 نقاط كاملة عن الصف الأخير مع مباراة ناقصة، وبالتالي أحيا أماله في البقاء رفقة الكبار، وأكد للجميع أن لا شيء مستحيل في كرة القدم. فبعد الخروج من هذا النفق نسبيا، أعاد المكتب المسير ترتيب أوراقه من جديد، ومنح بعض الصلاحايت والمسؤوليات لبعض أعضائه وسارع إلى مضاعفة مجهوداته لتوفير السيولة المالية لتسديد مستحقات اللاعببن والأطر التقنية، فضلا عن توفير منح لتحفيزهم ودفعهم لبدل قصارى جهدهم لتحقيق النتائج الإيجابية، وإبقاء الفريق ضمن البطولة الإحترافية الأولى. كما عمد إلى تخفيض ثمن تذاكر الملعب لأجل ضمان حضور جماهيري كبير، والذي كان في الموعد حيث يرى العديد من المراقبين أن الجمهور التطواني يعود إليه الفضل في النتائج الحالية، من خلال حضوره الكبير إلى ملعب سانية الرمل وخارجه لدعم الفرق ومؤازرته لتحقيق الفوز والعودة إلى التوهج الذي غاب عنه . وحسب مصادر من المكتب المسير، فإن هذا الأخير عرف كيف يستفيد من الأخطاء المرتكبة بإعادة ترتيب البيت التطواني من جديد وإسناد مهمة تدريب الفريق إلى بن احساين ومساعده جمال الدريدب، في انتظار نهاية الموسم حيث من المنتظر أن يعمل المسؤولون على بلورة فلسفة جديدة للعمل وفق منهجهة محكمة ومضبوظة يراعى فيها التدبير العقلاني والحكامة الجيدة .