شهدت مدينة تارودانت فعاليات الموسم السنوي للمدارس العتيقة ، في دورته السادسة التي تناقش موضوع "دور العلماء في المملكة المغربية " وذلك بمشاركة نخبة من الفقهاء والعلماء الأجلاء ، والأساتذة الباحثين ، وحشد من طلبة العلم من مختلف جهات المملكة. المشاركون في هذا الملتقى العلمي السنوي ، المنظم من طرف "مؤسسة سوس للمدارس العتيقة " بمعية مجموعة من الشركاء ، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، تناولوا استجلاء مجموعة من الجوانب ذات الصلة بعلماء المغرب عبر التاريخ ، والتي تهم المكونات العلمية والفكرية والثقافية والتربوية والسلوكية وغيرها. وخلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى العلمي السنوي ، أبرز والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، أحمد حجي، في كلمة له بالمناسبة الاهتمام الذي أولاه سلاطين وملوك المغرب عبر التاريخ لفئة العلماء ، بالنظر للدور الذي يضطلعون به في تثبيت البيعة وحماية البلاد من الأخطار الداخلية والخارجية ، فضلا عما يقومون به من مهام نبيلة في المجال التربوي واستتباب الأمن الروحي للمغاربة . وذكر حجي بالأدوار الطلائعية التي قام بها علماء المملكة في تحفيز المغاربة على التشبث بالمقدسات والثوابت الوطنية خاصة إبان فترة الاستعمار ، مشيرا إلى الرعاية السامية التي حظيت بها هذه الفئة من المجتمع بعد اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية ، حيث حرص جلالته على إيلاء المجالس العلمية عناية فائقة مكنتها من النجاح في تأهيل الحقل الديني بكيفية حظيت باهتمام العديد من الدول الشقيقة والصديقة . ومن جهته ، أبرز عامل إقليمتارودانت ، السيد الحسين أمزال ، في كلمة مماثلة العلاقة الوطيدة التي ظلت تربط إمارة المؤمنين بفئة العلماء الذين حرصوا دائما على صيانة وحدة الأمة والحفاظ على كرامتها ، فضلا عن تعليم الناس لأحكام الدين والشريعة ، وإعدادهم للمساهمة في بناء وطنهم . واستعرض السيد أمزال عددا من تجليات العناية السامية التي حظي بها علماء المملكة من طرف أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس ، الذي ارتقى بمؤسسة العلماء ليبوئها مكانة الدسترة ، علاوة عن حرص جلالته على تمكينها من وسائل العمل الضرورية حتى تضطلع بدورها النبيل المتمثل بالخصوص في الحفاظ على الخصوصيات الفكرية والثقافية والدينة للشعب المغرب ، والحفاظ على أمنه الروحي المبني على الوسطية والانفتاح ، الشيء الذي جعل النموذج المغربي في مجال إعادة هيكلة الحقل الديني مثار إعجاب من طرف العديد من البلدان الشقيقة والصديقة التي عبرت عن رغبتها في الاستفادة من التجربة المغربية الناجحة في هذا المجال أما الفقيه العلامة ، سيدي اليزيد الراضي ، رئيس مؤسسة سوس للمدارس العتيقة ، رئيس المجلس العلمي المحلي لتارودانت ، فأشار إلى أن المؤسسة دأبت على تنظيم موسمها السنوي في أبريل من كل سنة من أجل التعريف بثوابت واختيارات وخصوصيات المملكة المغربية ، مشيرا إلى أن اختيار الحديث خلال هذا العام عن العلماء ، جاء كتكملة للموضوع المحوري الذي تناولته الدورة السابقة للموسم ، والذي خصص للمدارس العلمية العتيقة التي تخرج العلماء ويديرها العلماء . وأوضح الأستاذ الراضي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الهدف المتوخى تحقيقه هو أن يعرف الناس أن الأمة المغربية في حاجة ماسة إلى العلماء ، بالنظر لما لهم من دور تعليمي وتربوي إضافة إلى دورهم الوطني المتمثل في ترسيخ ثوابت الأمة التي تشكل الأساس الذي تنبني عليه الوحدة الدينية والوطنية ، مسجلا في هذا السياق أن جلالة الملك محمد السادس أعطى للعلماء إمكانيات هامة للقيام بواجبهم ، وبالتالي أصبح من واجبهم أن يخدموا دينهم ووطنهم تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين. وستتواصل إلى غاية يوم 10 أبريل الجاري أشغال الموسم السنوي السادس للمدارس العتيقة حيث سينكب المشاركون على تناول عدة قضايا من ضمنها على الخصوص إسهام العلماء في الحفاظ على الأمن الروحي للمجتمع وسكينته ، والإخلاص لولاة الأمور الذين تقلدوا مسؤولية الإمامة العظمى ، والتوفيق والنجاح في مهمة التربية والتكوين ، فضلا عن تناول جوانب أخرى تتصل بالجانب التربوي والسلوكي والتكويني ، والإندماج في المجتمع والتعامل مع قضاياه وتحدياته. ولأجل ذلك ، سطرت المؤسسة خلال هذه الدورة تنظيم 13 نشاط علمي ، تتوزع ما بين عقد ندوات وموائد مستديرة ، وإلقاء محاضرات ، وتنظيم مسابقات علمية في الفقه والعقيدة واللغة ، وعقد لقاءات مع ثلة من العلماء الأجلاء ، وإحياء أمسيات دينية ، فضلا عن تنظيم معرض يعرف بنشاط العديد من المدارس العلمية العتيقة المنتسبة لمختلف جهات المملكة، إلى جانب عرض العديد من الكتب والمنشوات. للإشارة فإن للموسم السنوي للمدارس العتيقة تنظمه "مؤسسة سوس للمدارس العتيقة "، بتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، والمجلس العلمي الأعلى ، وعمالة إقليمتارودانت .