كشفت الفنانة منى فتو، التي تم تكريمها في حفل افتتاح الدورة 24 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، من خلال لقاء مباشر تم تنظيمه بدار الثقافة بتطوان صباح أول أمس الاثنين، أننا في المغرب لا نتوفر على صناعة سينمائية حقيقية، لأن عناصر هاته الصناعة شبه منعدمة لدينا، وعلى رأس هاته العناصر أن كل فاعل في هذا الميدان يعرف جيدا ما ينبغي فعله ودوره الحقيقي.. دون تجاوز المهام و الحدود، سواء تعلق الأمر بالمخرج، الممثل، المنتج و الموزع وغيرهم. وأكدت أن هاته الصناعة ترتكز على الجانب التجاري من بيع وشراء.. وهو ما لا يتوفر. وقد تأسفت الفنانة المغربية، في إطار حديثها أن السينما المغربية، على التناقص المهول الذي سجله عدد القاعات في السنوات الأخيرة، متسائلة كيف تكون لدينا سينما بدون قاعات.. وبدون مشاهدين، وبدون إنتاج في المستوى، بالرغم من وجود دعم، الذي أفصحت بخصوصه أنه يذهب لأناس ليست لبعضهم الأهلية بالنظر لضعف الانتاجات التي يقدمونها للمشاهد المغربي.. وحول غيابها عن الشاشة المغربية، الكبيرة والصغيرة، قالت منى فتو أن بعض المستفيدين من الدعم.. يفضلون التعامل مع وجوه غير الوجوه المعروفة لغاية في نفس يعقوب، كاشفة في هذا السياق، أنه منذ ثلاث سنوات لم تشتغل إلا في عملين اثنين فقط، وهما الفيلم السينمائي الفرنسي «الإبحار بعيدا» للمخرج غايل موريل والفيلم السينمائي المغربي «وليلي» للمخرج فوزي بنسعيدي، وما عدا ذلك خلدت للعطالة.. وأضافت فتو أنه ما ينطبق على الأعمال السينمائية ينطبق أيضا على الأعمال التلفزيونية، التي ما ينتج فيها الآن دون المستوى المطلوب ولا يرقى إلى انتظارات المشاهدين المغاربة. وأوضحت بطلة ّ«طريق لعيالات» أنهاتحاول حاليا ركوب مغامرة إنتاج أعمال درامية قد ترى النور قريبا، من أجل سد هذا الفراغ المهني الذي تعاني منه،والذي أرجعته بالدرجة الأولى إلى عدم توفر أعمال جيدة يمكن أن تقدمها للجمهور المغربي وهي راضية عن أدائها فيه . وعن مشاركتها في الفيلم الفرنسي «الإبحار بعيدا» و الصور السلبية التي قدمها عن المغرب، أوضحت الفنانة المغربية أن جميع سينما العالم تصور الواقع كما هو عن بلدانها، كان ذلك في الولاياتالمتحدةالأمريكية أو فرنسا أو غيرهما، وبالتالي فذلك لا يعد عيبا، العيب هو الصمت، مضيفة في هذا الجانب أن مخرج «الإبحار بعيدا، من عاشقي بلدنا المغرب، والفيلم هذا الذي أنجزه لم يتضمن فقط الصور السلبية بل أيضا الإيجابية الحقيقية كما هي.. موضحة في إطار حديثها عن واقع السينما المغربية اليوم «اننا نشتغل في الوقت الراهن على تجميل الصورة الخارجية للمغرب، في حين على المستوى الداخلي فالوضع القائم لازال كما هو.. وعن وضعية الفنان المغربي، وارتباطه بالأعمال الفنية الدرامية الرديئة، قالت فتو إن بعض الفنانين مضطرون بقبول الاشتغال في مثل هاته الأعمال، لان لا مصدر دخل لديهم إلا الاشتغال في التمثيل..، الذي لا يتوفر على قوانين تحمي ممثليه. وعن ظاهرة التحرش بالفنانات أفصحت إحدى بطلات « نساء و نساء» أنه لم يسبق لها أن تعرضت لمثل هاته المواقف طوال مسيرتها الفنية، باستثناء في أحد الأعمال التلفزيونية، حيث « أوقفت المتحرش عند حده».