الملك يترأس جلسة عمل خُصصت لموضوع مُراجعة مدونة الأسرة        توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء        أخبار الساحة    الأزمي: لشكر "بغا يدخل للحكومة على ظهرنا" بدعوته لملتمس رقابة في مجلس النواب    الدار البيضاء.. توقيف المتورط في ارتكاب جريمة الإيذاء العمدي عن طريق الدهس بالسيارة    تقديم «أنطولوجيا الزجل المغربي المعاصر» بالرباط    أجماع يعرض جديد حروفياته بمدينة خنيفرة    في الحاجة إلى تفكيك المفاهيم المؤسسة لأطروحة انفصال الصحراء -الجزء الثاني-    تقديم العروض لصفقات بنك المغرب.. الصيغة الإلكترونية إلزامية ابتداء من فاتح يناير 2025    أطباء القطاع العام يخوضون إضرابا وطنيا لثلاثة أيام مع أسبوع غضب        بووانو: حضور وفد "اسرائيلي" ل"الأممية الاشتراكية" بالمغرب "قلة حياء" واستفزاز غير مقبول        بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.. جمهور العاصمة على موعد مع ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط    فيديو "مريضة على نعش" يثير الاستياء في مواقع التواصل الاجتماعي    المغرب-الاتحاد الأوروبي.. مرحلة مفصلية لشراكة استراتيجية مرجعية    الكرملين يكشف حقيقة طلب أسماء الأسد الطلاق ومغادرة روسيا    محمد صلاح: لا يوجد أي جديد بشأن مُستقبلي    تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة    النفط يرتفع مدعوما بآمال تيسير السياسة النقدية الأمريكية    أسعار اللحوم الحمراء تحلق في السماء!    نادي قضاة المغرب…تعزيز استقلال القضاء ودعم النجاعة القضائية    غضب في الجارة الجنوبية بعد توغل الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية    الجزائريون يبحثون عن متنفس في أنحاء الغرب التونسي    بنما تطالب دونالد ترامب بالاحترام    نيسان تراهن على توحيد الجهود مع هوندا وميتسوبيشي    سوس ماسة… اختيار 35 مشروعًا صغيرًا ومتوسطًا لدعم مشاريع ذكية    "سونيك ذي هيدجهوغ 3" يتصدر ترتيب شباك التذاكر    تواشجات المدرسة.. الكتابة.. الأسرة/ الأب    تولي إيلون ماسك لمنصب سياسي يُثير شُبهة تضارب المصالح بالولايات المتحدة الأمريكية    أبرز توصيات المشاركين في المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة بطنجة    تنظيم كأس العالم 2030 رافعة قوية نحو المجد المغربي.. بقلم / / عبده حقي    شكاية ضد منتحل صفة يفرض إتاوات على تجار سوق الجملة بالبيضاء    تصنيف التنافسية المستدامة يضع المغرب على رأس دول المغرب العربي    إعلامية فرنسية تتعرض لتنمر الجزائريين بسبب ارتدائها القفطان المغربي    إدريس الروخ يكتب: الممثل والوضع الاعتباري    السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان    شركة Apple تضيف المغرب إلى خدمة "Look Around" في تطبيق آبل مابس.. نحو تحسين السياحة والتنقل        الموساد يعلق على "خداع حزب الله"    أنشيلوتي يشيد بأداء مبابي ضد إشبيلية:"أحيانًا أكون على حق وفترة تكيف مبابي مع ريال قد انتهت"    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا    معهد "بروميثيوس" يدعو مندوبية التخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على على منصتها    كيوسك الإثنين | إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"    مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدورة 16 لمهرجان السينما الإفريقة بخريبكة، عرس سينمائي إفريقي
نشر في طنجة الأدبية يوم 05 - 07 - 2013

بعد أسبوع من العروض السينمائية والندوات الليلية والورشات التقنية، اختتمت الدورة 16 لمهرجان خريبكة للسينما الإفريقية، بحفل توزيع الجوائز والتي جاءت كالتالي :
-الجائزة الكبرى لفيلم "مملكة النمل" للمخرج التونسي شوقي الماجري
-جائزة لجنة التحكيم لفيلم "زامورا" للمخرج التانزاني شمس بهانجي
-جائزة الإخراج لفيلم "القارب" للمخرج السينغالي موسى توري
-جائزة السيناريو لفيلم "مصور قتيل" للمخرج المصري كريم العدل
مع تنويه للاكازي مانكاني للمخرج الملغاشي (مدغشقر) حمينيانيا راتوفوريفوني
أما جائزة أفضل دور رجالي ففاز بها الممثل المصري أحمد فهمي عن دوره في فيلم "مصور قتيل". فيما عادت جائزة أفضل دور نسائي للممثلة المغربية شيماء بن عشا عن دورها في فيلم "ملاك" للمخرج عبد السلام الكلاعي.
ونال جائزة ثاني أفضل دور رجالي الممثل السينغالي "ليتي فال" عن دوره في فيلم "القارب"، فيما حصلت "إيفا موغاليلا" على جائزة ثاني أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الموزامبيقي "فيرجين ماركاريدا".
وقد عرفت هذه الدورة عودة جائزة "دون كيشوط" للسينفيليا، التي تمنحها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، والتي كانت من نصيب فيلم "أنا زامورا" للمخرجة البوركينابية أبولين طراوري.
*الصايل في حفل الافتتاح : المهرجان أضحى ينال اعترافا دوليا واعترافا إفريقيا واعترافا وطنيا
وكان العرس السينمائي السنوي الإفريقي بخريبكة قد انطلق يوم السبت 22 يونيو الماضي، بحفل افتتاح الدورة 16 لمهرجان السينما الإفريقة بخريبكة. والذي ابتدأه نور الدين الصايل مدير المهرجان بكلمة رحب خلالها بكل الذين جاؤوا من إفريقيا ليساهموا في هذا الحفل الإفريقي وبالجمهور المغربي المهتم الذي أتى من كل نواحي المغرب ليشارك بدوره، وبجمهور خريبكة الذي اعتبره مؤسسا لهذا المهرجان. معترفا أنه حين انطلاق المهرجان سنة 1977 بمعية النادي السينمائي بخريبكة، وبمساهمة المكتب الشريف للفوسفاط، لم يكن يأمل أو يتصور أن المهرجان سينعقد بهذا الحماس وهذه الاستمرارية طيلة هذه السنوات ، إذ لم يكن صحبة من كانوا معه يظن أن يصل إلى ما وصل إليه الآن في الدورة الحالية ..إذ هاهو (المهرجان) قد أصبح صحبة مهرجان "الفيسباكو" أهم مهرجانين في القارة الإفريقية إذ أضحى ينال اعترافا دوليا واعترافا إفريقيا واعترافا وطنيا. ولم يفت نور الدين الصايل خلال كلمته التذكير بالدور الهام الذي يلعبه المكتب الشريف للفوسفاط في دعم المهرجان، الذي لم يتراجع أبدا عن التزاماته. لكن يظل الإتزام الخريبكي مهما وفي حاجة لدفعة رغم أن كل المسؤولين الذين تناوبوا على هذه المدينة كانوا في مستوى المسؤولية.
وتلت ذلك فقرة تكريم الناقد والباحث السينمائي المرحوم محمد الدهان، والتي عرفت عرض فيلم من إنجاز كل من إدريس الطالبي والمهدي يقين والذي كان عبارة عن مونطاج فني لصور المرحوم، أرخت لمراحل من حياته كعاشق كبير للسينما. كما عرفت لحظة تكريم الراحل محمد الدهان إلقاء كلمة مؤثرة للناقد السينمائي آيت عمر المختار والتي ابتدأها قائلا : "لم يتملكني الخوف في حياتي مثلما تملكني اليوم أمامكم وأنا أقف الآن لأتكلم عن السي محمد الدهان ، الذي وقف هنا في نفس المكان السنة الفارطة ليترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية...". وقد رد آيت عمر توجسه هذا، لكون الكلمة التي يلقيها هي في حق قامة بحجم محمد الدهان.
ولم يفت آيت عمر المختار أن يذكر بمدى سعادة المرحوم الدهان بالتكريم الذي منحته إياه مؤسسة المهرجان وهي تشرفه برئاسة لجنة التحكيم..وأكد المتدخل في كلمته أنه حينما تم تداول نبأ خبر وفاة الدهان بطنجة لم يصدق أصدقاؤه الخبر ، خصوصا أن مداخلاته في النقاشات الصباحية لأفلام المهرجان الوطني كانت ماتزال في الأذهان، وأنه كان في الأيام التالية للمهرجان يكتب عن الأفلام المشاركة ("تنغير القدس أصداء الملاح"، "نساء بدون هوية"...) وعن شخصيات سينمائية (فخر غازي)...
وتم اختتام حفل الافتتاح بتقديم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية الموكونة من السينمائي البوركينابي فاديكا كرامولانسيني رئيسا، و كل من المخرج المغربي لحس زينون والمخرج الغابوني بول موكيطا والفنانة المغربية حنان الفاضلي والممثلة السينمائية كاري جون. جوزيف سينتوك والممثلة المغربية سناء العلوي والناقد السينمائي و مدير الإدارة والوطنية للسينما بالبينين دورتي دوكنون.

*ندوة "التعاون السينمائي المغربي الإفريقي" .. فرصة لتداول شؤون السينما الإفريقية في إطار العمل المشترك
عرفت ندوة "التعاون المغربي الإفريقي" نقاشا هاما حول ماضي ومستقبل التعاون السينمائي المغربي الإفريقي خاصة والتعاون الإفريقي -الإفريقي ، والفرنسي - الإفريقي عامة . وكان أول المتدخلين مدير المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل ، الذي تحدث عن علاقة المغرب سينمائيا بالدول الإفريقية ، وأكد على أهمية الحديث عن أفلام وطنية عوض الحديث عن سينما إفريقية مدرجا مثال دولة مالي، التي استطاعت أن تعطي أسماء سينمائية مهمة دون استطاعتها المرور لتكوين صناعة سينمائية مالية..وفي هذا الإطار يمكن الحديث عن سينما فرنسية وسينما ألمانية (...) والتي تذوب في ما يطلق عليه السينما الأوروبية متعددة الاتجاهات والمشارب. لكن في إفريقيا ،يضيف الصايل، يصعب الحديث عن سينما وطنية بهذا المفهوم.
وفي سياق حديثه عن الإنتاج المشترك الإفريقي - الإفريقي تساءل عن إمكانية وضرورة العمل السينمائي المشترك، مؤكدا أنه ومن معه في خريبكة مازالوا يؤمنون بضرورة هذا التعاون، رغم أن هناك خطابا آخر يتسم بالشيزوفرينية لم يعد يرى بضرورته.
وتناول الكلمة بعد ذلك المخرج السينمائي ووزير الثقافة المالي السابق، شيخ عمر سيسوكو الذي أشار، تعليقا على تقديمه كوزير سابق للثقافة في بلده إلى أن المنصب الأعلى بالنسبة إليه هو كونه سينمائيا يكافح لتصوير الواقع بشكل إبداعي .. وأضاف بأنه كان هناك نوع من التعاون السينمائي بين مالي والمغرب حينما كان يشغل منصب وزير الثقافة بمالي ..وهو مازال لحد الآن يستشهد كل مرة بالنموذج المغربي ويشيد بدور نور الدين الصايل الذي يكافح من أجل أن يشتغل السينمائيون الأفارقة ويتعاونوا مع بعضهم البعض وأن يتطور التعاون الإفريقي -الإفريقي ، والمغربي- الإفريقي أكثر فأكثر.
وتلت ذلك كلمة السينمائي و مدير المركز السينمائي بساحل العاج فادريكا كرامو لانسيني، الذي حيى بدوره نور الدين الصايل والدور الذي يلعبه في إطار التعاون السينمائي المشترك موردا في هذا السياق كونه كان وراء خروج فيلم له للوجود حينما كان مديرا بكنال بلوس أوريزون ، هو الذي لم ينتظر أية اتفاقيات رسمية للتعاون كي ينخرط في هذا العمل...
أما ميشيل وادراوغو المدير العام لمهرجان فيسباكو ، فركز في مداخلته على أهمية وضرورة تعاون المهرجانات السينمائية الإفريقية على الخصوص للنهوض بالسينما الإفريقية باعتبارها النافذة الوحيدة التي تمكن الأفلام السينمائية الإفريقية من العرض بحكم عدم وجود أي إمكانية خارج ذلك. ولم يفته أيضا أن يذكر بأن الصايل كان الوحيد الذي وجده أمامه وهو "يغرق" ، حسب تعبيره .
أما دومينيك والطون مدير المركز الوطني السينمائي الفرنسي سابقا، فتحدث في مداخلته عن التعاون الفرنسي الإفريقي في المجال السينمائي وعن الصعوبات التي يواجهها هذا التعاون ، مؤكدا أن أهم المشاكل في هذا الإطار هي مشكل عدم إيجاد مخاطب مهتم بالمجال السينمائي في إفريقيا ، وقد كان للشيخ عمر سيساكو حين توليه المسؤولية في بلده دور مهم في هذا السياق إذ ساهم بشكل ملموس في تقدم هذا التعاون المشترك.
واختتمت الندوة بفتح باب النقاش، بحيث ركزت مداخلات الحضور على تناول مسألة الإنتاج المشترك من كل جوانبه متسائلة عن مصير الأفلام ذات الإنتاج المشترك من ناحية التوزيع في القاعات السينمائية المغربية والفرنسية، وعن إمكانية مساهمة المهرجانات الإفريقية في الدفع بمسار الأفلام الإفريقية تجاريا وإبداعيا ، وعن مدى إمكانية صناعة أفلام مشتركة مغربية - إفريقية بممثلين أفارقة ...
*فيلم "مملكة النمل" الفائز بالجائزة الكبرى ..القضية الفلسطينية بعيون تونسية
شهدت حصة مناقشة فيلم "مملكة النمل" للمخرج التونسي شوقي الماجري ، الفائز بالجائزة الكبرى، نقاشا حادا حول هوية الفيلم وتبنيه لوجهة نظر معينة، قد تكون ربما إقصائية لبعض مكونات المجتع الفلسطيني، خصوصا المكون المسيحي.
وقد ناب منتج الفيلم محمد نجيب بوعياد عن مخرجه في هذا اللقاء الصباحي، نظرا لكون هذا الأخير منشغلا بعمل فني في مصر.
وتناولت بعض مداخلات الحضور، مسألة كون القضية الفلسطينية قضية وطنية تشمل كل مكونات المجتمع الفلسطيني وليس المسلمين فقط كما ظهر في الفيلم ، إضافة إلى أن كون مايجب النضال حوله هو الدولة العلمانية التي تكفل لكل دين الحق في التواجد والممارسة كيف ماكان مسلما مسيحيا أم يهوديا أو مسيحيا. لكن الفيلم يردد شعارات خطيرة في الطرف المقابل لكل هذا.
واعتبر متدخل آخر أن الفيلم يشكل قيمة مضافة وخدمة للقضية الفلسطينية، وهو فيلم يستحق المشاهدة، نظرا لحسن كتابته الرداماتورجية ولتصويره للواقع الفلسطيني بإبداعية. الأمر الذي جعل الجمهور ينجذب إليه من أول مشهد إلى آخر مشهد.. المخرج قام بتصوير التقاء آدم وحواء تحت الأرض وهما يقتسمان التفاحة، وبينما كانا قد نزلا من السماء إلى الأرض في النصوص الدينية، صعد بهما هو من الأرض إلى السماء في فيلمه هذا. أما الشجرة الشامخة فقد ظهرت في أول لقطة بالفيلم بائسة، ثم وفي آخر الفيلم رأيناها في لقطة "غطاسة مضادة" خضراء ويانعة، كناية عن فلسطين البلد والناس.
و أكدت متدخلة أنها شاهدت الفيلم مرتين الأولى في القاهرة وفي ظروف الثورة هناك، والثانية هنا في خريبكة وكان لديها إحساسان مختلفان بالفيلم، ففي المرة الأولى لم تشعر بالزمن يمر وهي تشاهد الفيلم ، لكن في المشاهدة الثانية أحست بنوع من التمطيط في مشاهد الفيلم، متسائلة عن بيبليوغرافية شوقي الماجري، كونه تفوق على الكثيرين كمخرج للمسلسلات وليس كمخرج سينمائي. وفي محاولة منه (المخرج) لدمج الخيال والأسطورة مع الواقع، لم تجد المتدخلة أنه أفلح في تصوير الواقع الفلسطيني بتعدديته الدينية على الخصوص، متسائلة هل المخرج يتبنى وجهة النظر الإسلاموية للقضية الفلسطينية والتي تقصي المسيحين ، أم أنه فقط ليس سوى مجرد إكراهات سردية للحكي.
السيناريست بلعيد كريديس تمنى لو كان سيناريست الفيلم حاضرا ليناقش معه بعض الملاحظات السردية التي بدت له في الفيلم، والتي تتجلى في بعض الإطناب في السرد، إضافة إلى كون الفيلم جاء محملا بالرموز، الأمر الذي جعله أقل أهمية مما كان سيبدو عليه لو خُفف منها ..متسائلا عن نمطية الشخصة اليهودية وكأن ليس هناك يهود يساندون القضية الفلسطينية.
مداخلة أخرى اعتبرت الفيلم جيدا وخادما للقضية الفلسطينية ، لكنه كان سيبدو أكثر تأثيرا وذا بعد رؤيوي مستقبلي لو ظلت شخصية سالم على قيد الحياة باعتبارها رمزا للمستقبل.
أجوبة المنتج التونسي محمد نجيب بوعياد جاءت شاملة وشافية لغليل أغلب أصحاب المداخلات ، خصوصا أنه أكد أن الفيلم يحمل رؤيته باعتباره منتجا صاحب مشروع، إضافة إلى رؤية كاتب السيناريو والمخرج . معتبرا إنجاز فيلم عن فلسطين أمرا غير بسيط ويحمل في طياته مخاطر، ونافيا أن تكون النظرة التي يعبر عنها الفيلم متحيزة لتوجه حماس أو كونها نظرة إسلاموية، ولكنها أيضا وبالمقابل غير متغزلة بوجهة النظر الغربية للقضية الفلسطينة، التي تحاول مساوات الجلاد بالضحية، وكونهم كان بإمكانهم تصوير بعض الإسرائيلين الجميلين والمتعاطفين عكس الآخرين ، لكنهم قرروا أن يصنعوا فيلما فيه تحديد للموقف، و لا يتدخل في الصراع الفلسطيني - الفلسطيني بل يكون ذو وجهة نظر تونسية - مغاربية، تتموقع مع الفلسطينين وضد أعدائهم.
و يضيف منتج فيلم "مملكة النمل" أنه ومخرج الفيلم ليس لديهم موقف إسلاموي ، خصوصا أنهم في تونس اتضحت لديهم الأمور وظهر لهم بأن الإسلامين "ركبوا على الثورة".
وفي مايخص الرموز التي جاءت في الفيلم قال محمد نجيب بوعياد أنهم حاولوا ألا يتحدثوا عن فلسطين التي نشاهدها في نشرات الأخبار، بل عن فلسطين أخرى حقيقية أكثر وإنسانية أكثر..وهذا ماجاء في الفيلم بتقسيمه لعالمين : عالم تحت أرضي لا يدخله إلا الفلسطينيون، وعالم فوق أرضي يلتقي فيه الفلسطينيون بغيرهم..وأضاف أن الأنفاق الموجودة في الفيلم ليست شبيهة بتلك الأنفاق المتواجدة في غزة لكنها عبارة عن عالم به معالم حضارة تعود إلى العصر الروماني، إذ هناك تقابل بين العالمين الأرضي ومافوق الأرضي في الفيلم، ففيما هذا الأخير عبارة عن جحيم، يرمز الثاني لعالم ساحر تغذيه الحضارة والسطورة والثقافة.
واعترف منتج فيلم "مملكة النمل" أن الفيلم محمل بالرموز لكنها رموز كانت ضرورية للإحالة على عالم ثان جميل ومستقبيلي.
وفيما يخص مسألة المسيحيين أشار بوعياد إلى أن بالفيلم شخصية مسيحية قدمت بصورة مشرقة، بحيث ظلت صامدة ومعتزة بفلسطينيتها. لكنه أكد بالمقابل أنهم كصانعين للفيلم لم يريدوا تلطيف صورة اليهودي، بإظهار صورتين له الجيد والسيء...
*فيلم "خلف الأبواب المغلقة"..تركيز على تيمة الفيلم، على حساب الجانب الجمالي والفني
في جلسة مناقشة فيلم "خلف الأبواب المغلقة" للمخرج المغربي محمد عهد بنسودة، ابتدأ هذا الأخيرالكلام قائلا، بكونه يريد في البداية إعطاء الكلمة للممثلين للحديث عن الفيلم وأنه يفضل الحديث عن فيلمه، كونه يتحدث عن قضية على الحديث من وجهة نظر أخرى. لتتناول الكلمة بعد ذلك الممثلة أمال عيوش مُتحدثة عن تجربتها في الفيلم والتي اعتبرتها مشاركة رمزية، قبلت بها فقط لأن الفيلم يحمل رسالة ويدافع عن قضية، مشيرة إلى أنها تختار أدوارها إما للسبب السابق الذكر، أو لأنها تمنحها شعورا بنوع من الإشباع الفني. أما بالنسبة لظروف الاشتغال في الفيلم فأكدت أنها كانت جيدة ، وأن عهد بنسودة كان متعاونا معها ومع الممثلين الآخرين وكان يُنصت لكل ملاحظاتهم.
أما الممثل كريم الدكالي الذي أدى دور المدير المتحرش فقال أن المخرج بن سودة شرفه بإسناده إياه هذا الدور، مؤكدا أنه قد تم الاشتغال على الفيلم بطريقة إحترافية وبمهنية كبيرة. وأن موضوع الفيلم ليس خاصا بالمغرب فقط، بل هو مشكلة تحدث في جميع الدول، فحتى في فرنسا لم يستطيعوا بعد محاربة ظاهرة التحرش نظرا لصعوبة إثبات حصول ذلك. .مضيفا أنه تلقى خبر إسناد هذا الدور إليه بفرح عارم، رغم أن المشاهدين في المغرب مازالوا لا يفوقون بين الدور الذي يؤديه الممثل وبين شخصيته الحقيقية ، وهذه خطورة قائمة. ونوه كريم الدكالي أيضا إلى أن المخرج عهد بنسودة اشتغل بجد واحترافية، ونظم أيام التصوير بدقة متناهية بحيث أن جدول أيام التصوير جاء كما كان مسطرا له، ولم يزد يوما واحدا. وأضاف كريم الدكالي أنه تعمد في أداء دوره على أن يبدو شريرا جدا حتى يوصل رفقة المخرج قساوة الفكرة للمتفرج.
وحكى الممثل عمر العزوزي كيف جاء لقاؤه بمخرج فيلم "خلف البواب المغلقة" وكيف أن هذا الأخير أخبره أنه يريد صناعة فيلم يُظهر مغربا مستقبليا وجميلا، مشيرا إلى أنه اشتغل في الفيلم كممثل وفي المحافظة العامة أيضا.
أما كاتب السيناريو عبد الإله الحمدوشي فقد نوه إلى أن أهم شيء حصل له في هذا الفيلم هو اكتساب صداقة المخرج، الذي لم يخيب ظنه ، إذ أنه أعجب بالفيلم كثيرا. مشيرا إلى أن هناك العديد من المواضيع العذراء التي مازالت السينما المغربية لم تتناولها ..ولهذا فقد قرر منذ مدة أن يجري أبحاثا تتعلق بمثل هذه المواضيع، ويقوم برصدها ثم الكتابة عنها ، وكان موضوع التحرش الجنسي من بينها ، وهكذا أراد بهذا السيناريو إلقاء رؤية على المجتمع ككل في ظل تلك العلاقة الغريبة بين مدير متحرش و سيدة متزوجة موظفة تحت إمرته.
وقد جاءت تدخلات وأسئلة الحاضرين في الندوة متطرقة لجوانب من الفيلم، من بينها "الكاستينغ"، الذي اعتُبر موفقا، بحيث جاءت كل الأدوار مُقنعة من حيث الأداء التمثيلي. فيما لاحظ متدخل أن الطريقة التي تم بها معالجة ظاهرة التحرش الجنسي في الفيلم لا تمت بصلة لما يقع في المجتع المغربي خاتما قوله "دعونا نحب"...
وعلى عكس ذلك ذهبت مداخلات أخرى إلى أن مسألة التحرش الجنسي كانت موجودة في المغرب منذ القدم بحيث كانت تتعرض لها الخادمات الصغيرات السن اللواتي يشتغلن في البيوت ، لكن المسألة تطورت مؤخرا لتشمل مستويات أخرى كالنساء الموظفات..وأنه لم يمكن ممكنا فهم المعانات الحقيقية للمرأة المتحرش بها سوى من طرف المرأة نفسها ، لكن الجميل الذي أصبحنا نشاهده مؤخرا هو كون كُتاب السيناريو والمخرجون الرجال أصبحوا يُعبرون عن معانات المرأة بشكل جيد، وهو مايُمكن أن نلاحظه في فيلم "خلف الأبواب المغلقة" بحيث كان كاتب السيناريو جد موفق في تناول تيمة التحرش الجنسي.
ومما تمت الإشارة إليه بإيجابية كون مخرج الفيلم احترم عكس العديد من المخرجين المغاربة الآخرين مسألة الاختصاص ولم يحتكر كل أو أغلب المهام. وأن البناء الدرامي للفيلم لم يكن مشتتا بل ظل المخرج ملتزما بموضوعة وتيمته الرئيسية من أول الفيلم إلى آخره.
تدخل آخر اعتبر فيلم "خلف الأبواب المغلقة" شبيها ببرنامج"مداولة" الذي يعرض على القناة التلفزية المغربية الأولى، وذلك في محاولة مُخرجه إعطاء الدروس للمشاهدين، دون تركهم يتفاعلون مع الفيلم ويستنتجون ما يريدون.
أجوبة المخرج على المداخلات ركزت على عملية الكاستينغ وأهميتها في أي فيلم، فإذا أخطأ المخرج في هذه العملية - يؤكد بنسودة - سيؤثر ذلك بشكل سلبي على الفيلم عموما، وأشار في هذا السياق إلى أنه كان من بين أول من أنشأوا شركة "للكاستينغ" في المغرب، وأنه قام بالدفاع عن حقوق الممثل أمام شركات الإنتاج الدولية، بحيث كان يؤكد على ضرورة الرفع من أجورهم. ولما أشرف على إخراج هذا الفيلم وجد أن قُربه من الممثلين يشكل له إحراجا في اختيارهم فقرر الاستعانة بفريق مختص في المجال استقدمه من فرنسا. ورد المخرج تركيزه على شخصية نسائية من الطبقة الوسطى العليا، راجعا إلى كون هذا النوع من النساء هم القادرات على التحدث عن التحرش الذي يتعرضن له وفضحه عكس النساء اللواتي ينتمين إلى طبقة فقيرة ولم يحصلن على مستوى دراسي مهم.
أما بخصوص تشبيه فيلمه ببرنامج "مداولة" فاعتبره بنسودة أمرا عاديا خصوصا أنه برنامج هادف...
على العموم فما يمكن ملاحظته على نقاش فيلم "خلف الأبواب المغلقة" كون أغلب المداخلات بما فيها مداخلات المخرج ركزت على الجانب التيماتيكي للفيلم مُغفلة الحديث عن ماهو فني وسينمائي فيه، الأمر الذي يطرح سؤالا كبيرا عن مدى وجود هذا الجانب في الفيلم؟!
*حصة نقاش الفيلم المصري "مصور قتيل"، الفائز بجائزتي السيناريو وأفضل ممثل..فرصة لمتابعة مسار السينما المصرية
ربما كانت حصة نقاش فيلم "مصور قتيل" للمخرج المصري كريم العدل، من بين أغنى حصص النقاش وأكثرها إثارة لمواضيع وتيمات لصيقة بماضي وحاضر ومستقبل السينما المصرية، إذ كانت هذه الحصة مناسبة للمهتمين والنقاد المغاربة ليُبدوا مدى تتبعهم واهتمامهم بهذه السينما الرائدة على صعيد المنطقة العربية.
وقبل البدء في نقاش الفيلم، ألقى مُخرجه كلمة قصيرة أكد فيها أنه كانت له نقاشات مستفيضة مع كاتب السيناريو عمرو سلامة قبل البدء في تصوير الفيلم وذلك قصد إدخال وجهة نظره الخاصة دون أن يُغفل وجهة نظر السيناريست.
وحول سؤال عن غياب الترجمة على الشريط وعن رداءة الصوت، أجاب كريم العدل أنه لم يكن وراء اختيار النسخة التي عُرضت في خريبكة، وأنها ليست غلطته، وأنه تفاجأ أيضا بذلك، خصوصا أن هناك نسخا للفيلم تتوفر بها الترجمة. أما بخصوص مشكل الصوت فلا يدري هل هو نابع من مشكلة في التجهيزات الصوتية للقاعة أم لأشياء أخرى.
وبخصوص اختيار ممثلين غير مصريين لأداء دور البطولة، هما الأردني إياد نصار والتونسية درة، قال العدل أنه لا يبحث عن الممثل وفي ذهنيته كونه مصريا أم غير مصري، لكن المُحدد الأساسي لاختياره يكون هو جودة الممثل وكونه صالحا للدور فقط..مشيرا إلى أنه غير متفق مع تَوجه أغلب شركات الإنتاج المصرية التي تُفضل أن يكون الممثل الرئيسي في الفيلم نجما، حتى لوكان تمثيله "نُص نُص" ، ولهذا اختار إياد نصار لكونه ممثلا جيدا فقط وليس لسبب آخر.
وعن كون الجمهور الحالي للسينما، والمُكون أغلبه من الشباب يُفضل أفلام الحركة، على تلك التي تعالج قضايا الواقع بفنية ..الأمر الذي يُظهر مدى تدني الثقافة السينمائية عموما، والدليل أن العديد من الحضور من الشباب غادروا القاعة قبل انتهاء الفيلم، علق كريم العدل قائلا أنه رد مغادرة البعض للقاعة كونهم لم يفهموا الفيلم لغياب الترجمة، وليس لسبب آخر(!) ..وأن فيلمه السابق "ولد وبنت" كان أكثر واقعية من فيلمه هذا الذي يعتمد على الخيال أكثر، مضيفا أنه لا يعتقد أن الذوق السينمائي تدنى، لأن أغلب الأفلام التي نزلت لدور العرض المصرية مؤخرا كانت ذات طابع واقعي وذات لمسة فنية وصنعها شباب، ولاقت نجاحا محترما.
الناقد والباحث السينمائي يوسف آيت همو اعتبر الفيلم من خلال مونطاجه وإضاءته وإخراجه "فيلم نايت كلوب"، إذ أنه يشحنك ويدفعك لكي تنغمس داخله بمفهوم الانغماس في العلب الليلية، وفي الأخير لا يتبقى لديك أي شيء بعد أن قضيت وقتا ممتعا..لكنه بالمقابل طلب من المخرج ألا يأخذ رأيه على أنه ضد الفيلم، إذ أن هناك مجهودا يستحق التنويه ، لكن كان من المفروض أن يتوازى مع نظرة فكرية عميقة ..مضيفا أن الفيلم خلق لديه مشكلا دفعه لمعرفة مسار المخرج وتكوينه، حتى وصل إلى هذا المستوى التقني والجمالي. وفي جواب كريم العدل على هذه الملاحظات، قال أنه لم يفهم ماذا عَنَى الناقد ب"فيلم النايت كلوب"، مضيفا أن السينما ليس فيها الخطأ والصواب ، لكن بها بالمقابل اختلاف في الأذواق، وأنه أراد أن يصنع فيلما يخلط بين أسلوب "رسوم المصورة" وقصة خيالية تتمحور حول شخصية مريضة نفسيا. أما بخصوص الإضاءة يضيف مخرج "مصور قتيل"، فقد أخذت هي والتصوير أكثر من جائزة في العديد من المهرجانات ، وهي معمولة بأسلوب يُنفذ بهذه الطريقة لأول مرة في الشرق الأوسط، إذ أنها لم تُعمل بأسلوب المؤثرات الخاصة المعتمدة على التكنولوجيا الحديثة، بل نُفذت بالطريقة التقليدية وبمقاس 35 ميلمتر.
وبخصوص مقارنة فيلم "مصور قتيل" بأسلوب الأفلام الأمريكية التي عالجت نفس التيمة حتى أصبح من السهل معرفة ما سَيَلي من الأحداث ، رغم أن الفيلم مبني على تركيبة تعتمد التشويق، أجاب المخرج قائلا أن مثل هذه المقارنة لو أمكن إجراءها ستكون في صالح فيلمه لأن تلك الأفلام الأمريكية صُنعت بميزانيات كبيرة جدا، فيما استطاع هو إنجاز فيلمه بميزانية ضعيفة..لكن مُتدخلا آخر أصر على أن فيلم "مصور قتيل" هو الذي طرح هذه المقارنة بين الفيلم المصري وبعض الأفلام الأمريكية ، لأنه يشبهها حد التطابق. وأن هذا الجيل الذي ينتمي إليه كريم العدل لم يستطع صناعة أفلام مثل تلك التي أنجزها مخرجون مبدعون أمثال عاطف الطيب، الذي استطاع إخراج أفلام مثل "الهروب" الذي كان فيلم حركة دون تنازل من الناحيتين الفكرية والفنية، وقد احتوى على هوية مصرية عكس الأفلام الحالية والخالية من مرجعية وهوية مصريتين، والتي يدخل فيلم "مصور قتيل" ضمنها.
*فيلم "ملاك" بين الفني والاجتماعي...
حصلت الممثلة المغربية شيماء بن عشا عن دورها في فيلم "ملاك" على جائزة أفضل دور نسوي، وهذه قراءة في الفيلم :
قبل أن يُخرج عبد السلام الكلاعي فيلمه السينمائي الطويل " ملاك" ، أنجز أربعة أفلام قصيرة هي" يوم سعيد " (2003) ، سفر رائع (2005)، قرب فراشك (2009)، التوظيف (2012)، وأخرج خلال ذلك وبعده أفلاما روائية تلفزيونية طويلة هي : ماجدة (2004)، عن الرجال والبحر(2006)، مياه سوداء (2007)، و سيدة الفجر (2010).
وهكذا لم يفاجئ الكلاعي المتتبعين بفيلمه السينمائي الطويل الأول "ملاك" ، إذ أن أفلامه القصيرة والتلفزيونية السابقة الذكر كانت تُنبأ عن مخرج قادم بقوة للمشهد السينمائي المغربي.
فالفيلم الروائي الطويل الأول لعبد السلام الكلاعي "ملاك"، كان من بين الأفلام المحترمة فنيا. وقد حاول فيه مخرجه مُقاربة تيمة القاصرات المغرر بهن ، واللواتي يُشرفن على ولوج مرحلة الأمهات العازبات، بطريقة ميكروسكوبية وبخبرة فاعل جمعوي سابق، اطلع على مشاكل هاته العينة من النساء والفتيات عن قُرب. وإذا تركنا الجانب التيماتيكي جانبا وحاولنا النظر للفيلم شكليا وجماليا سنجد أن الكلاعي أصر على إخراج فيلم سينمائي تحضُر فيه المرجعيات السينمائية بقوة، عكس العديد من الأفلام المغربية الأخرى التي أنجزت حديثا ، والتي يغلب عليها الطابع التلفزيوني، ليس في طريقة تناولها فقط بل بأشكالها البدائية الفجة، التي تخاطب جمهورا بسيطا مكونا من ربات البيوت والأطفال والشباب، أيضا ...
فقد وظف الكلاعي في فيلمه هذا الصورة بشكل جيد، وجاءت الألوان معبرة عن مشاعر الشخصية الرئيسية (ملاك)، وزوايا التصوير وحركات الكاميرا خادمة لوجهة نظرها، التي كانت بالتالي تخدم نظرة المخرج الفاحصة والفاضحة لعيوب مجتمع نسي طبقة مهمشة سقطت منه في الطريق نحو عولمة مصطنعة...
ورغم أننا نعرف مصير "ملاك" منذ البداية، إذ أننا نراها وهي تتألم متسكعة في شوارع طنجة الليلية وقد جاءتها آلام الطلق، إلا أن المخرج يعود بنا في "فلاش باك" طويل يشمل الفيلم كله لكي نعرف كيف وصلت هذه الطفلة البريئة إلى تلك الحالة المزرية. وقد زاد هذا الخيار السردي من قوة الفيلم بحيث أن المخرج اختار أسلوب : "كيف ولماذا حصل لها كل هذا؟"، مفضلا إياه على سؤال"ماذا سيحصل لها (الشخصية الرئيسية) ؟ "..لنتابع معها بعد ذلك هروبها راجية الخلاص ، لكن عوض الصعود إليه تهوي إلى القاع بالتدريج، نحو الهاوية.
مع فيلم "ملاك " يمكن القول أن الكلاعي استطاع تحقيق تلك المعادلة الصعبة بتناوله لتيمة تجد لها جذورا قوية في الواقع لكن دون الإصرار على استنساخ هذا الواقع كما هو، بل بمحاولة إعادة إنتاجه فنيا، الأمر الذي قد يعطينا كمشاهدين تلك المتعة التي نجدها في أفلام سينمائة مهمة.

*وفد من ضيوف مهرجان السينما الإفريقية يزور السجن المركزي بخريبكة
وفي إطار النشطة الموازية زار وفد من الضيوف والمشاركين في الدورة 16 لمهرجان السينما الإفريقية السجن المركزي بخريبكة ، حيث تم استقبالهم بحفاوة من طرف نزلاء السجن، وكانت لحظات فرح حميمي متبادل إلتحم فيها الضيوف بالسجناء، وفاضت فيها المشاعر إلى درجة التعبير عنها بالدموع كما حصل مع منتجة الفيلم الطوغولي "شريفا" سليفا بوكاري وممثلة نفس الفيلم كاريما إيزوفو.
وتم خلال هذه الزيارة تنظيم حفل على شرف الضيوف الأفارقة، أحيته فرقة عبيدات الرمى المكونة من نزلاء السجن المركزي ، التي ، حسب مصدر من داخل السجن، سبق لها أن فازت بجوائز من بينها الجائزة الثانية في مسابقة وطنية للأنشطة السجنية.
وتلت ذلك فقرة ألقى خلالها كل من نائب المؤسسة السجنية الخريبكية مصطفى بن فارس كلمة شكر فيها ضيوف المهرجان وكل من ساهم من بعيد أو قريب في إمكانية تحقيق هذا الحدث - كما وصفه- ، معتبرا هاته المبادرة مثلجة للصدور.
أما كلمة مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، والتي ألقتها عتيقة القاسمي، فكانت مؤثرة وتجاوب معها النزلاء.
ليتم بعد ذلك ، وضمن عروض القافلة السينمائية، عرض فيلم "ماجد" لنسيم عباسي للنزلاء الأحداث، فيما عُرض فيلم "خربوشة" لحميد الزوغي للنساء، وفيلم "الطريق إلى كابول" إبراهيم شكيري.
ورافق كل هذه النشطة عرض لوحات تشكيلية وجداريات لفنانين من نزلاء السجن، ورقصات قامت بها السجينات في عنبرهن ترحيبا بالضيوف.
*حفل توزيع شواهد وجوائز على المشاركين في ورشات التصوير والسيناريو والمونطاج
افتتح حفل توزيع شواهد على الفائزين المشاركين في الورشات التقنية التي أقيمت طيلة أيام المهرجان المشرف على الورشات والأنشطة الموازية مصطفى أكويس، ثم أعطى الكلمة لنور الدين الصايل الذي نوهه ا بالشباب الخريبكي المشارك في الورشات معتبرا إياهم، من سيشكل مستقبل مهرجان خريبكة السينمائي . وذكر أن هذه الورشات ابتدأت منذ خمس سنوات، واستمرت دون انقطاع، و بفضل الجهد المضاعف الذي بذل هذه السنة تم الوصول إلى ست ورشات بعد أن كانت ثلاثة ورشات في السنوات الماضية. وأشار إلى أن أهم شيء بالنسبة لهؤلاء الشباب هو إصرارهم على الحصول على المعرفة التي يجب أن تعمم ولا تظل محتكرة من طرف قلة قليلة...
وتناول بعد ذلك الكلمة مؤطرو الورشات، إذ شكر مدير التصوير فاضل شويكة مؤطر ورشة التصوير المشاركين على تعاونهم ورغبتهم الصادقة في التعلم..أما كاتبة السيناريو جيهان البحار مؤطرة ورشة السيناريو فقد أبدت سعادتها لكونها هنا في خريبكة ، مشيرة أن الهدف من هذه الورشات ليس خلق كتاب سيناريو في أربعة أيام لكن إعطاء المبادئ الأولية لكتابة السيناريو. واعترفت أنها كانت جد شاكة في جدوى عملها، متسائلة مع نفسها هل المشاركين هنا للحضور من أجل الحضورفقط، لكنها تيقنت بعد ذلك بجدوى هذا العمل وضرورته، حينما رأت الرغبة العارمة للمشاركين في الاستيعاب والتعلم والإرادة العميقة كي يصبحوا كتاب سيناريو حقيقيين.
مؤطرة المونطاج قالت في تدخلها أنها أول مرة لها في خريبكة، وهي جد سعيدة بهذا التواجد وهذه التجربة، وركزت على أن أهم شيء بالنسبة للمشاركين هي الاستمرارية وليس فقط الاكتفاء بهذه الورشات.
مؤطر ورشة D3 جمال المودن شكر مؤسسة مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية على تفكيرها في تنظيم هذه الورشات، مذكرا أن الورشة التي أشرف عليها كانت عبارة عن محاولة لتعليم المبادئ الأولية والأساسية للتحريك، هذه الوسيلة الجديدة للتعبير عن الأفكار.
وتم بعد ذلك توزيع الجوائز على المشاركين، بحيث كان الفائز بجائزة التصوير هو الشاب أنس سحنون. والفائزين بجائزة المونطاج الرقمي هم الفريق المكون من : هشام يعتيق وإلهام بوتريد وأيمن بريطل ، والفائز بجائزة السيناريو هو الفريق رقم 2 المكون : من مصطفى متروف و زهراوي منير .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.