تحرص ساكنة خريبكة خلال عيد الأضحى المبارك، على الرغم من توفر الإقليم على قطيع مهم من الماشية يضم عدة أصناف كسلالة السردي وتيمحضيت التي تشتهر بها منطقة بني خيران، على اقتناء أضحية العيد من صنف سلالة الأغنام الصفراء بأبي الجعد التي يزاد الطلب عليها خلال هذه المناسبة الدينية العظيمة. وتفضل الأسر ، وخاصة البجعدية خلال هذه المناسبة، التي يحتفى بها اقتداء بالسنة النبوية الشريفة، شراء الأضحية من سلالة الأغنام الصفراء (نسبة للونها الأصفر الباهت) كأحد الأصناف المغربية الأصيلة ذات الجودة العالية . وتفسر ساكنة منطقة خريبكة إقبالها المتزايد على هذا النوع من الأغنام، التي تعطي نتائج أكثر من جيدة في مهدها بدائرة أبي الجعد، في كون هذه السلالة تتميز بكبر حجمها وارتفاع إنتاجيتها وجودة لحومها وصوفها وأنها كذلك أغنام محلية نقية محددة المنشأ تضفي إلى جانب ممارسة الشعائر الدينية والعادات والطقوس، نكهة خاصة على احتفالات العيد. ويحرص أهل المنطقة ، في الاحتفال بعيد الأضحى والذي يصطلح عليه محليا بعيد «الكبير»، طيلة ثلاثة أيام على التمسك بممارسة التقاليد والعادات المرتبطة بالمناسبة والتي توارثتها الأجيال والمتمثلة أساسا في الاعتناء بالأضحية قبل وبعد عملية الذبح وتمسك النساء في إعداد أطباق من الحلويات وأنواع مختلفة من الفطائر وممارسة عادات تبرز خصوصية الطقوس الشعبية بالمنطقة (جمع قليل من دم الأضحية وتخزين أجزاء منها...). وفي هذا الإطار صرح المدير الإقليمي للفلاحة إن تربية صنف سلالة الأغنام الصفراء، التي تميز الإقليم بجودتها، تحظى بمواكبة مستمرة وعناية كبيرة من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري من خلال تأطير وتنظيم الكسابين ودعم عمليات تحسين نسل هذه السلالة وحمايتها وتطويرها. وأبرز أن الاهتمام بهذه السلالة تعزز خلال السنوات الأخيرة من خلال تنفيذ مشروع الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر الذي انطلق العمل به سنة 2010 لمدة أربع سنوات والمتعلق بتكثيف إنتاج اللحوم الحمراء وخاصة الأغنام، بكلفة إجمالية قدرها 65 مليون درهم، مشيرا إلى أن النتائج المسجلة لهذا المشروع كزيادة إنتاجية اللحوم من 24 إلى 34 كلغ للوحدة الحيوانية للأغنام والرفع من دخل الفلاح من 300 إلى 600 درهم للوحدة الحيوانية مع خلق 176 منصب شغل قار إضافي. من جانبهم أكد فاعلون في قطاع تربية الماشية بأبي الجعد أن السلالة الصفراء تتميز عن باقي الأغنام الموجودة بالمنطقة، بخصوصية الموطن وجودة لحومها وصوفها مما يدفع ساكنة منطقة أبي الجعد إلى الإقبال عليها في مناسبة عيد الأضحى. وأضافوا أن هذه السلالة، التي تتميز بسرعة نموها مقارنة مع باقي أصناف الماشية، عرفت خلال السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا من خلال عمليات التلقيح المنتظم الذي يساهم في جودة الماشية وتحسين خاصياتها الوراثية ، مشيرا إلى أن التجمع حصل على الجائزة الأولى ضمن المعرض الدولي للفلاحة لسنة 2013 في نوع السلالة الصفراء. وحسب معطيات المديرية الإقليمية للفلاحة بخريبكة فإن سلالة الأغنام الصفراء ، التي يبلغ عدد قطيعها نحو 48 ألف نعجة مؤطرة تشكل حلقة أساسية في قطاع إنتاج الأغنام على الصعيد الوطني بالأساس لمعدل خصوبتها الذي تبلغ نسبته 95 بالمائة، وأوزانها التي قد تتراوح ما بين 45 و60 كلغ لدى النعجة البالغة ومن 70 إلى 100 كلغ لدى الفحول، إلى جانب تأقلمها بشكل جيد مع المناخ شبه الجاف لمناطق هضاب الفوسفاط وقدرتها الكبيرة على استغلال المجال الرعوي المتواجد بهذه المناطق. وتبرز المعطيات أن المكانة التي أضحت تحظى بها حاليا سلالة الأغنام الصفراء، تعود بشكل أساسي للجهود المبذولة من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري بمعية الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز عبر عدد من البرامج التي تروم تحسين النسل من خلال انتقاء أفضل الفحول والنعاج والمراقبة الصحية وتحسين جودة المراعي.