ما عاشه مجموعة من المغاربة خلال نهاية الأسبوع الماضي من محنة على الطريق السيار على الحدود الفرنسية الاسبانية، من شأنه أن يفرض على كل مسافر من أبناء الجالية المغربية المقيمة في الخارج عبر حافلات النقل الدولي أن «يفكر في مصيره ألف مرة قبل» اقتناء تذكرة السفر. لقد فرض عطب ألم بحافلة للنقل الدولي قادمة من مدينة فيرونا باتجاه الرباط، عن قصد أو غير قصد، على حوالي خمسين مواطنا ومواطنة من أبناء الجالية المغربية المقيمة في الديار الإيطالية أن يعيشوا لحظات قاسية في العراء في انتظار لولا رحمة الفرنسيين قدوم حافلة «غير معطوبة» من المغرب لتكمل بهم الرحلة نحو العاصمة الرباط. إن عطب حافلة للنقل الدولي، الذي تزامن مع وضعية مناخية صعبة في المنطقة شاءت الأقدار أن لا يوجد أحد من المغاربة من ضحاياها، كشف عن وجه مسيء للنقل الدولي من المغرب وإليه وعدم إلتزام كثير من الشركات بدفاتر تحملات تضمن خدمة جيدة للمسافرين المغاربة من وإلى الخارج. وفي الوقت الذي تمت فيه الإشارة إلى أن السلطات الفرنسية في بلدة «لوبيرتيس» بالقرب من مدينة «بيربينيان» بمنطقة «لانغيدوك روسييون»، تكلفت بتقديم كافة المساعدات للمغاربة العالقين الذين قضوا جزءا من رحلتهم في «قاعة حفلات» في انتظار حافلة جديدة، تداولت الصحافة الفرنسية عدم توفر حافلة النقل الدولي، التي كانت تنقل المسافرين المغاربة للاحتفال رفقة أسرهم بالمغرب بعيد الأضحى،عدم توفرها على «تأمين دولي للانقاذ» يمكنه في حالة وقوع عطب من تحمل كل المسافرين ويغنيهم عن دعم الصليب الأحمر الفرنسي والسلطات البلدية المحلية. إن التكاليف الباهظة للتأمين، والشروط التي يفرضها القانون المغربي على شركات النقل الدولي للمسافرين، التي ترى فيها عدد منها أنها شروط تعجيزية، تدفع بعض أصحاب مقاولات النقل هاته إلى الدخول بل الاستمرار في ركوب المغامرة على كل الطرقات السيارة للعديد من البلدان الأوربية على حساب حياة أبناء الجالية المغربية في الخارج، وطمعا في التحكم في مصاريفهم دون إغفال الوضع «غير المريح» الذي يوجد عليه بعد السائقين ومعاونوهم. إن تاريخ الهجرة المغربية ومحطات تحولات الجالية المغربية المقيمة في الخارج تشهد أن استهتار وعدم تحمل بعض من شركات النقل الدولي للمسافرين لمسؤولياتها كاملة في ضمان سلامة وأمن مسافريها، تاريخ يذكر أيضا عدد الحوادث التي إن لم تؤد إلى إزهاق الارواح، فهي تجعل بعضا من أبناء الجالية المغربية المقيمة في الخارج يعيشون في ما يشبه «جحيما متحركا». فقبل أسبوعين تحولت رحلة لمجموعة من أبناء الجالية المغربية المقيمة في الديار الايطالية، خلال عودتهم بداية الأسبوع الثاني من شهر شتنبر الجاري إلى مقرات إقامتهم، إلى ما يشبه «سفرا إلى الجحيم» بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فقد كادت هذه الرحلة أن تعصف بحياة نساء ورجال، شباب وكهول وأطفال وصل عددهم إلى 77 على متن هذه الحافلة، التي كانت تسير مثل سلحفاة على جنبات الطريق السيار (تورينو سافون) المؤدي الى مدينة تورينو بعدما لم يعد محركها قادرا على تجاوز 20 كيلومترا في الساعة كسرعة قصوى.