تحولت رحلة لمجموعة من أبناء الجالية المغربية المقيمة في الديار الايطالية ، خلال عودتهم بداية الأسبوع الثاني من شهر شتنبر الجاري إلى مقرات إقامتهم، إلى ما يشبه «سفرا إلى الجحيم» بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لقد فرضت الحالة الميكانيكية لإحدى حافلات النقل الدولي، التي لم تحدد وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) إن كانت مسجلة بالمغرب أو إيطاليا، على ما يقارب 77 مواطنة ومواطنا مغربيا أن ينخرطوا في رحلة استكشافية فضل منظموها البطء عوض السرعة، وتجريب تحمل مشاق السفر وعذاباته عوض الراحة. كادت هذه الرحلة أن تعصف بحياة نساء ورجال، شباب وكهول وأطفال وصل عددهم إلى 77 على متن هذه الحافلة، التي كانت تسير مثل سلحفاة على جنبات الطريق السيار (تورينو سافون) المؤدي الى مدينة تورينو بعدما لم يعد محركها قادرا على تجاوز 20 كيلومترا في الساعة كسرعة قصوى. لقد تمكنت المصالح الامنية المكلفة بالطريق السيار (تورينو سافون) على مستوى بلدة «موندوڤي»، حسب ما ذكرته وسائل إعلام إيطالية محلية، من التدخل بعدما رصدت وضعية الحافلة كما ساعدت مصالح الوقاية المدنية على إنقاذ شخصين كانا في وضعية عياء متقدم. وبالموازاة مع تدخل المصالح الأمنية الايطالية، التي فرضت ذعيرة مالية على مالكي الحافلة التي كانت تنقل عددا أكبر من طاقتها الاستيعابية من أجل «سفر إلى الجحيم» ،سجل الركاب اختفاء سائق الحافلة ومساعده بعد قدوم أحد الميكانيكيين بمدينة جينوة لإصلاح محرك الحافلة. وكانت الطريق السيار (A8) قد عاشت نهاية شهر غشت الماضي مأساة جديدة ألمت بأبناء الجالية المغربية المقيمة في إيطاليا تمثلت في حادثة سير وقعت بين شاحنة من الوزن الثقيل مسجلة في اسبانيا وحافلة لنقل المسافرين كانت تقل مغاربة مقيمين بالخارج قادمين من الدارالبيضاء في اتجاه مدينة ميلانو الايطالية، تمكنوا من مغادرة فرنسا في اتجاه وجهتهم النهائية إيطاليا. وقد خلف الحادث عددا من الجرحى من المواطنين المغاربة المتوجهين لإيطاليا، حيث نقل الجرحى ال22 ، الذين أصيبوا جراء الحادث إلى مستشفيات الجهة من أجل تلقي الإسعافات الأولية بالمستشفى، بكل من مدينتي ايكس أو بروڤانس وماريان بضاحية مدينة مارسيليا لمواصلة سفرهم . فيما تم التكفل بالمسافرين ال25 الآخرين (من بينهم 13 طفلا) الذين كانوا على متن الحافلة، وهي مملوكة لشركة إيطالية، من قبل بلدية «فونتابرين» بضاحية إيكس أو بوڤانس بجهة «بوش دو رون» التي عملت، إلى جانب السلطات القنصلية، على استقبالهم في أحسن الظروف». وقد أعطى جلالة الملك محمد السادس، أوامره قصد تقديم مختلف أشكال الدعم والمساعدة للمواطنين المصابين في هذا الحادث والتكفل بمصاريف علاجهم وتمكينهم فور خروجهم من المستشفى، من وسيلة نقل لمواصلة طريقهم إلى إيطاليا.. وللإشارة فإن حادث اصطدام الشاحنة بحافلة نقل المسافرين الدولي هاته، التي انطلقت منذ أيام من مدينة الدار البيضاء في اتجاه مدينة ايطاليا، حسب مصادر إعلامية فرنسية وعلى متنها 49 مسافرا من بينهم 18 طفلا وقع حوالي الساعة الخامسة والنصف من صباح الأحد الأخير من شهر غشت بالطريق السيار (A8)، يعتبر الحادثة الثانية التي تعرفها المنطقة حيث عاشت ضاحية سان ماكسيمان لا سانت بوم بجنوب شرق فرنسا نهاية شهر غشت من السنة الماضية حادثة ذهب ضحيتها أبناء الجالية المقيمين في الخارج وخلفت حينها مقتل مهاجرة مغربية في إيطاليا وجرح 10 آخرين يأتي لينضاف إليها جحيم مأساة سفر ال77 مغربيا الذين علقوا على الطريق السيار الايطالي المؤدي الى مدينة تورينو بسبب «حافلة سلحفاة».