في فكرة متميزة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نظم قسم العمل الاجتماعي التابع لعمالة خنيفرة، يوم الجمعة 9 مارس 2018، جولة ميدانية لفائدة نساء القسم، والمستفيدات من دعم المبادرة والحاملات لمشاريعها، ورئيسات عدد من التعاونيات والجمعيات التنموية، وفاعلات بفرق تنشيط الأحياء والجماعات وعضوات بلجان التنمية المحلية، وذلك للاطلاع على تجارب ومشاريع رائدة أنشئت في إطار المبادرة الوطنية، وتقوم بتسييرها أو رئاستها نساء من الّإقليم، على مستوى جماعتي لهري والقباب نموذجا، حيث تمت زيارة لتعاونية لتربية الأبقار وإنتاج الحليب ومشتقاته بمنطقة "بوزال"، ودار الأمومة ودار الطالبة بالقباب، وسجل الجميع مدى تعزيز المقاربة الاجتماعية بما يتوافق وطموح تفعيل دور المرأة في التنمية الشاملة والمستدامة. وخلال الجولة التي نُظمت تحت شعار" المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حافز للنهوض بوضعية المرأة"، توقف "الوفد النسائي" بمنطقة "بوزال"، بجماعة لهري، حيث تم القيام بزيارة لتعاونية تعنى بتربية البقر وإنتاج الحليب ومشتقاته، والتي أحدثت في إطار المبادرة الوطنية ضمن الأنشطة المدرة للدخل ومحاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعي، بغلاف مالي إجمالي قدره 300 ألف درهم، ساهمت فيها المبادرة ب 210 ألف درهم و7 بقرات حلوب والأعلاف، وقد أكدت مسيرة التعاونية، خديجة عقى، أن التعاونية عرفت تقدما مهما كتجربة ناجحة بفضل الدعم الذي قدمته المبادرة الوطنية وساهمت به في توسع المشروع لفائدة عضوات التعاونية اللائي تمكن من الحصول على دخل قار. وأكدت ذات المسيرة، خلال شروحاتها، أن انطلاقة المشروع، بدأت بعد تقدم عدد من النساء بطلبهن للمبادرة الوطنية التي ساهمت ب 70 في المائة من كلفة هذا المشروع، موضحة أن التعاونية تتجه إلى ابتكار طرق جيدة على خلفية الإقبال الذي أخذت تحظى به منتوجاتها من الحليب ومشتقاته، مضيفة أن الإنتاج من الحليب أخذ يتراوح ما بين 120 و130 لترا في اليوم، في أفق البحث عن سبل مربحة وناجحة لتسويقه بثمن مناسب، ويحذوها، هي وباقي العضوات، أمل كبير في إحداث مشروع "محلبة عصرية"، بعد توفرهن على آلات خاصة لهذه الغاية، ولا ينقصهن إلا بعض المساعدات لتجاوز الاكراهات وبلورة طموحاتهن وتطويرها. بعدها، انتقل "الوفد النسائي" نحو القباب، حيث تمت زيارة "دار الأمومة"، المحدثة أيضا، عام 2008، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بغلاف مالي بلغ 480 ألف درهم بالنسبة للبناء و100 ألف درهم للتجهيز، حيث اطلع الزوار على دور هذه المؤسسة في استقبال ورعاية النساء في وضعية صعبة، والحاملات خصوصا، وتغطي الدار جماعات القباب، كروشن، سيدي يحيى وسعد وآيت سعدلي، وغاياتها النهوض بالصحة الإنجابية للنساء الحوامل بالمناطق النائية، عبر استقبالهن وتيسير استفادتهن من الخدمات، قبل وبعد وضع مواليدهن، بما في ذلك الإيواء والأكل والشرب وحصص التوعية الصحية، ودعم المعوزات منهن بالأدوية والعلاجات الأساسية. ولم يفت مسيرة دار الأمومة، المسيرة النواخ، تقديم عدة شروحات وتوضيحات للزوار، بدء من التعريف ب "جمعية النهضة الثقافية" الساهرة على شؤون هذه الدار، والموارد المالية التي تستفيد منها هذه الدار عبر منح المبادرة الوطنية والمجلس الإقليمي، ودعم المحسنين، إلى جانب ما يقدمه المركز الصحي بالقباب من مساعدات، كما لم يفتها الكشف عن عدد النساء اللواتي استفدن من خدمات الدار، منذ افتتاح أبوابها، وهو 1117 امرأة، في حين تعرف الزوار على باقي الأنشطة التي تقدمها الدار لفئة النساء، قبل قيام المشرفات على هذه الدار بتوزيع عشرات الورود على الوفد النسائي والحاضرات من النساء، إلى جانب تسليم هدايا رمزية لممرضتين رئيسيتين بالمركز الصحي للبلدة. وفي ذات السياق، اتجه الوفد النسائي لزيارة "دار الطالبة" بالقباب أيضا، حيث تم استقباله بأناشيد ترحيبية من طرف المستفيدات من هذه الدار التي أنشئت هي الأخرى في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومهمتها إيواء الفتيات المنحدرات من العالم القروي، والمساهمة في الجهود الرامية إلى وضع حد لظاهرة الهدر المدرسي التي تهددهن، وذلك بتوفير ظروف مناسبة لإيوائهن ومتابعتهن لدراستهن، وتعزيز رصيدهن المعرفي والثقافي، وقد افتتح حفل الاستقبال بكلمة للمسيرة، مليكة الداودي، أبرزت فيها مدى دور الزيارة في إسعاد المستفيدات وزرع الكثير من الأمل والفرحة في نفوسهن، وبينما أشارت إلى عمل "جمعية واد سرو" في الإشراف على هذه الدار وأنشطتها الموازية، أكدت على أهمية انخراط المبادرة الوطنية في الاهتمام بتشجيع تمدرس الفتاة القروية. وخلال المناسبة، تم تنظيم حفل متميز بمشاركة مستفيدات دار الطالبة، وتضمن فقرات غنائية وشعرية ولوحات مسرحية وتعبيرية، وقد تخللته لوحة جماعية غنت بما يزخر به الإقليم من مؤهلات وأناس وجمال، وأخرى تغنت بالمرأة، ثم أخرى تحت عنوان "ماتقيش بلادي"، بينما برعت مجموعة من الفتيات في أداء "ملحمة فلسطينية" حول الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي اغتاله جنود الاحتلال الإسرائيلي، عام 2000، أمام أعين والده، وخلال ذات الحفل تقدمت إحدى النزيلات بقصيدة شعرية مؤثرة حول ألم فراق الأم التي رحلت ذات يوم وتركتها يتيمة، وهي القصيدة التي أثرت كلماتها في كل الحاضرين الذين لمعت عيونهم بالدموع. وعلى هامش جولة "القافلة النسائية"، أكد منشور للقسم الاجتماعي، من خلال أرقام حول انخراط المرأة في مشاريع المبادرة الوطنية بإقليم خنيفرة، أن المبادرة ساهمت في 56 مشروعا مدرا للدخل لفائدة النساء، بتمثيلية بلغت مائة بالمائة، و25 مشروعا مماثلا بتمثيلية بلغت 50 بالمائة منهن، كما استفادت النساء من 4 مراكز متعددة الاختصاصات، و4 مراكز استقبال، خاصة بالنساء، إلى جانب 2 من دور للمرأة القروية و2 للأمومة و7 للتلميذة و10 للطالبة.