عدما كان المدافع التطواني زهير فضال يطرق أبواب المنتخب الوطني، المتأهل إلى مونديال روسيا 2018، من خلال الأداء والمشوار الرائع مع الفريقه الأندلسي بيتيس، خلال بطولة الليغا الاسبانية لهذا الموسم، أصبح فضال في حكم المؤكد خارج سباق الظفر بمقعد ضمن لائحة 23 لاعبا، الذين سيحظون بتمثيل المغرب بالمحفل الكروي العالمي بروسيا، وذلك بعد الإصابة الذي تعرض لها أول أمس السبت، في المباراة التي جمعت فريقه بفياريال. وبحسب ما أعلن عنه فريق بيتيس، على موقع «تويتر» فإن فضال سيغيب لأكثر من 6 أشهر عن الملاعب، بسبب قطع وتر العرقوب «أخيل»، مما يعني أن الحلم المونديالي قد تبخر بالنسبة للاعب التطواني، الذي كان يمني النفس بانتزاع مكان له رفقة زملاء بنعطية. الإصابة الخطيرة التي تعرض لها فضال تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مسيرة اللاعب تصر على أن تكون موسومة بالمد والجزر، وأن حادث أول أمس يبقى أحد أكبر محطات الجزر الكبيرة، التي قضت على حلم طالما راود زهير، وعمل بكد وجد لأجل تدوين اسمه ضمن كبار المنتخب، وتتويج مجهوداته ومساره المتألق. فتألق ابن مدرسة المغرب التطواني لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة العمل والمثابرة التي ميزت مشوار اللاعب، بدءا من صغار المغرب التطواني ومرورا بفريق إسبانيول برشلونة ومنه إلى فريق الفتح الرباطي، قبل أن يعود أدراجه إلى البطولات الأوربية مجددا عبر بوابة بارما الإيطالي، ومن تم العودة من جديد إلى الليغا الاسبانية من بوابة ليفانتي، ثم الفريق الباسكي ألافيش، الذي وصل معه إلى محطة نهاية كأس ملك إسبانيا الموسم الماضي، والذي واجه خلاله عملاق إسبانيا برشلونة، وانتهاء بفريق العاصمة الأندليسية بيتيس، الذي مازال يقدم رفقته عروضا لافتة وأداء أكثر من رائع، مما كان يؤهله لأن يكون ضمن 23 لاعبا الذين يستحقون اللعب بمونديال روسيا صيف هذا العام، أو على الأقل إتاحة الفرصة أمامه لإبراز مكانته واقتداره بحمل القميص الوطني خلال المباريات الإعدادية أمام صربيا وأوزبكستان فضال، المزداد بمدينة تطوان (فاتح يناير 1989) شد الرحال مع أفراد أسرته إلى شمال كاتالونيا، وهو لا يزال في بداية سن المراهقة، بعدما داعب الكرة مع صغار المغرب التطواني، وهناك في ضواحي جيرونا كتب أول فصول تألقه وعلاقته مع الساحرة المستديرة، حيث تألق في صفوف فرق صغيرة، ليخوض تجربة قصيرة في موناكو، أتت بعدها فرصة تاريخية، كادت تغيِّر مجرى حياته رأساً على عقب، ليعود مجددا إلى منطقة كاتالونيا حيث طرق أبواب لاماسيا، ليدخل في اختبارات تقني وفنية في برشلونة إلى جانب تياغو ألكانترا، الذي خاض معه بطولة ودية في سويسرا تحت إدارة «ألبير بينايجيس» الذي يعد من أبرز وأشهر مكتشفي المواهب في تاريخ البلاوغرانا، وهو الذي أشرف على تدريب ميسي وتشافي وإنييستا خلال توليه منصب منسق فرق الفئات العمرية في النادي. وإذا كانت تلك التجربة الوجيزة قد أتاحت له فرصة التعرف عن كثب على بعض اللاعبين الذي نجحوا في إيجاد موطئ قدم بين نجوم فريق برشلونة الأول، مثل جوردي ألبا ومارك بارترا وتياغو وجوردي ماسيب، إلا أنه لم يلتحق في نهاية المطاف بأكاديمية البلاوغرانا، ليواصل بحثه عن آفاق أخرى في ملاعب كاتالونيا حيث انضم إلى نادي إسبانيول للعب في صفوف الفريق الثاني بينما كان يتدرب بانتظام مع الفريق الأول في عهد الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، لكن سرعان ما غيَّر فضال الأجواء في خطوة غير مألوفة بتاتاً، حيث استهوته فكرة اللعب في بلده الأصلي، ليعزز صفوف نادي الفتح الرباطي بعد تمثيل المغرب في أولمبياد لندن 2012. بيد أن التجربة المغربية لم تدم طويلا، إذ سرعان ما تلقى عرضا للانضمام إلى بارما الإيطالي تحت إشراف روبيرتو دونادوني، الذي نصحه باللعب لفريق آخر على سبيل الإعارة لاكتساب الخبرة في ملاعب الكالتشيو، ليلتحق بصفوف سيينا في النصف الأول من موسم 2013-2014 ومنه إلى باليرمو حيث لعب ستة أشهر إلى جانب باولو ديبالا، نجم يوفنتوس الحالي. لكنه وجد مفاجأة غير سارة في انتظاره لدى عودته إلى نادي بارما، الذي أعلن إفلاسه بشكل رسمي. وفي هذا الصدد يقول فضال في حديث سابق للصحافة الأوربية مستحضرا محطات الإخفاق والعراقيل والصعوبات التي واجهت مسيرته الكروية ومدركا في الوقت ذاته أنه يجني اليوم ثمار الصبر والمثابرة. ويقول فضال « لقد عانيت كثيرا وكافحت طويلا قبل أن أصل إلى المستوى الذي أنا عليه اليوم، وأنا عازم على مواصلة العمل بجد وبذل كل ما في جعبتي من طاقة خلال التدريبات والمباريات، لأنني أطمح إلى بلوغ أعلى مستوى ممكن في مسيرتي».