مرّةً أخرى يكشف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن وجهه الحقيقي، البشع والعنصري، عندما وصف البلدان الإفريقية بأنها عبارة عن «نجاسة»، مما أثار ردود فعل قوية، من طرف الاتحاد الإفريقي، الذي طالبه باعتذار رسمي، بينما استدعت كل من السينغال وبوتسوانا السفير الأمريكي، المعتمد لديهما للاحتجاج الرسمي على هذا الموقف الذي نعت ب»العنصري». وكان ترامب، حسب «نيويورك تايمز» و»الواشنطن بوست»، قد فاه بهذا الكلام، خلال اجتماع في البيت الأبيض، مع أعضاء من الكونغرس، خصص لتدارس موضوع الهجرة نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقد حاول تعديل ما قاله، حيث نفى أن يكون قد عبر بهذا الكلام عن موقفه تجاه الدول الإفريقية، رغم أنه اعترف بأنه استعمل نعوتا «قاسية». غير أن شهادات الحاضرين أكدت أنه فعلا وصف افريقيا ب»النجاسة». وتوالت ردود الفعل ضد ترامب، من مختلف القارات، من بينها ماقاله وزير الثقافة الفرنسي، الأسبق، جاك لانغ، الذي وصف ترامب بأنه «رئيس النجاسة»، كما ذٓكّرَ العديد من الشخصيات الإفريقية بماضي العبودية الذي ساد في أمريكا حيث كان النخاسون يعتقلون ملايين الأفارقة ويحشرونهم في السفن كأسماك السردين، ويعرضونهم لأشد أنواع الضرب والإهانة، قبل بيعهم في الأسواق الأمريكية. وَقَال العديد من المعلقين، لترامب، «هكذا صنعت أمريكا النجاسة». وتجدر الإشارة إلى أن العبودية استمرت في الولاياتالمتحدةالأمريكية حوالي قرنين ونصف، إلى أن تم الإعلان عن نهايتها سنة 1865، بعد حرب طاحنة بين الشمال والجنوب، غير أن المواطنين السود الأمريكيين ظلوا معرضين لكل أنواع العنصرية والتفرقة، إلى أن تم سن قانون للاعتراف بالحقوق المدنية للسود، سنة 1964، بعد نضالات كبيرة تعرض العديد من زعمائهم للقتل والاعتقال والتنكيل. لكن رغم ذلك، فإن هناك العديد من الأوساط الأمريكية، التي لم تنسٓ ماضيها العنصري، من بينها الملياردير، دونالد ترامب، الذي يمثل نموذج الأمريكي المحافظ اليميني العنصري، لذلك فهو لن يخجل مما فاه به، تجاه إفريقيا، لأنه يخاطب هذه الأوساط اليمينية العنصرية، التي يبدو أنها ما زالت تتمتع بالنفوذ والقوة الانتخابية.