مازال العالم يحاول الاستفاقة من الصدمة التي خلفها نجاح دونالد ترامب في الوصول إلى رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالنظر إلى حجم الجدل الذي صاحب رجل الأعمال الشهير طيلة حملته الانتخابية، في ظل التصريحات العنيفة والعنصرية التي أطلقها في حق العديد من الجهات، ولم يسلم المغرب منها. بداية حضور اسم المملكة في الحملة الانتخابية لدونالد ترامب كانت عندما نشر مقطع "فيديو"، لا تتجاوز مدته 50 ثانية، من أجل التحذير من "خطر هجرة المكسيكيين نحو أمريكا"، إلا أن المشكل يكمن في أن الصور المعتمدة في "الفيديو" تم أخذها من معبر مليلية الرازح تحت السيادة الإسبانية، بشمال المملكة، وتظهر مهاجرين من دول جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى يحالون العبور نحو الثغر؛ وهو ما تسبب في موجة من السخرية من حملة ترامب باعتباره لا يفرق بين المكسيك والمغرب. في المقابل اعتبر دونالد ترامب أن "هذه السخرية تعتبر غبية"، لأنه يريد إيصال رسالة مفادها أنه يريد إقامة سياج حديدي على حدود أمريكا مع المكسيك، على غرار الموجود في معبر مليلية، وأن "الفيديو" يظهر خطورة إبقاء الحواجز الحدودية دون تأمينها بالشكل المطلوب. حضور المغرب في حملة دونالد ترامب لم يتوقف عند هذا الحد، بل بلغ به التجرؤ حد وصف المهاجرين القادمين من المغرب، ودول إسلامية أخرى، بأنهم "حيوانات". إذ قال في أحد تجمعاته الانتخابية: "إن عددا من المهاجرين الذين ينحدرون من العراق وأفغانستان، والمغرب والصومال، وباكستان واليمن، من بينهم من تم اعتقاله لتورطه في عمليات إرهابية، أو محاولة القيام بهجمات، أو مساندة جماعات إرهابية .. نحن نتعامل مع حيوانات". آخر مواقف دونالد ترامب مع المغرب كان عندما تحدث عن التسريبات التي أظهرت أن منافسته هيلاري كلينتون ربطت حضورها في المغرب، من أجل عمل خيري، بالحصول على مبلغ 12 مليون دولار. وعلى الرغم من أن التسريبات لا تكشف إن كانت هيلاري حصلت فعلا على هذا المبلغ من المغرب، إلا أن ترامب ذكر الأمر في العديد من المناسبات، حتى يظهر منافسته بأنه تحصل على أموال من الخارج. وقبل أيام فقط من انتهاء الحملة الانتخابية نشر ترامب مقالا يتحدث فيه عن هذا الملف على حسابه في "تويتر". وإذا كانت علاقة دونالد ترامب بالمغرب، كمرشح رئاسي، لم تكن بالجيدة، فتاريخيا سبق له أن التقى بالملك الراحل الحسن الثاني سنة 1992، بمناسبة استدعاء الأخير عددا من رجال الأعمال الأمريكيين للقاء في فندق "بلازا" على تراب المملكة.