منذ مارس 2012 ومسؤولو الوقاية المدنية بمكناس ، يمانعون في الترخيص بالسكن للعمارة الكائنة بزنقة بدر الكبرى ، التي أهديت بمقتضى عملية إحسان قيمة ، للجمعية الخيرية الإسلامية بمكناس .. حيث كان المرحوم الفحصي رحمة الله عليه قد منح الأرض التي كانت في الأصل فيلا ، بينما تولى بناء العمارة محلها محسن من الكويت ، هو السيد عبد الوهاب أبو صالح النمش . ومبرر الوقاية المدنية في عدم الترخيص بالسكن لهذه العمارة ،هو كون سلاليم النجدة بها مبنية بالحديد ، والواجب أن تكون مبنية بالاسمنت المسلح .. وبما أن العمارة المكونة من ستة طوابق قد اكتمل بناؤها ، وأصبح من الصعب إن لم يكن من المستحيل ، تغيير سلاليم الحديد بسلاليم الخرسانة ، فقد اقترح مسؤولو الوقاية المدنية حلا وسطا ومقبولا ، ويتلخص في أن تغلف سلاليم النجدة بالاسمنت المسلح ، عوض إزالتها و إعادة بنائها بالخرسانة . إلا أن الكولونيل المسؤول ، الجديد بالوقاية المدنية بمكناس ، ودون أخذ باقتراح سابقه ،خاصة وأن الأمر يتعلق بملك خيري ، يرجع ريعه الى الأيتام والمسنين .. كان لا يتوقف عن تشنيف المسامع بلازمة احترام القانون ، و التشبث به ، وأنه لن يسمح مهما كانت الظروف بالترخيص لأية عمارة ، سلاليم نجدتها مبنية بالحديد. ظلت العمارة والى اليوم بدون ترخيص بالسكن ، بالرغم من طرحنا للمشكل على الوالي بحضور سفير دولة الكويت بالمغرب ، كما طرحناه قبل ذلك ، على رئيس المجلس البلدي .. وكنا في كل مرة يقول (ح .ع ) الكاتب العام للجمعية نواجه بكون المقاول الذي كلفه المحسن الكويتي ببناء العمارة ، هو الذي يتحمل مسؤولية هذا المشكل ، لعدم احترامه للشروط المنصوص عليها في رخصة البناء .. الى هنا قد يكون موقف الكولونيل المسؤول عن الوقاية المدنية مقبولا ،رغم ما فيه من تشدد .. لكن غير المقبول هو أن تصلنا في مكتب الجمعية ، بين الفينة والأخرى يضيف نفس المصدر بعض الرسائل المباشرة ، تطالبنا بأن « ندهن السير يسير .. إذا أردنا أن نفك الجرة «؟. لم نصدق مضمون هذه الرسائل غير المرغوب في استقبالها بالمرة ، فضلا عن كوننا نرفض هذا المرض الاجتماعي بالمطلق .. وكنا نحاول أن نقنع أنفسنا ، بأن انعدام ضمير بعض المرتشين ، مهما بلغ بهم الإسفاف والصفاقة ، فإنهم لن يصلوا الى حضيض المطالبة بالرشوة من جمعية خيرية تتلقى الإحسان والمساعدات ، لخدمة المسنين والعجزة والأيتام ؟ بل وحتى بعد ما تفجرت فضيحة الرقيب أول بالوقاية المدنية بمكناس ، لما ضبط متلبسا بتلقي رشوة من أجل الترخيص بفتح مقهى ببوفكران .. وما قام به ساعتها كبار مسؤولي الوقاية المدنية من أجل ستر الفضيحة ، وطمس معالم الجريمة .. فإننا استبعدنا أن تكون الممانعة في الترخيص لعمارتنا بالسكن ، هو الابتزاز المادي ؟ لكن معطيات جديدة ، جعلتنا نتيقن بأن حرمان عمارتنا من الترخيص يضيف نفس المصدر هو شيء آخر ، غير سلاليم النجدة المبنية بالحديد أو بغيره ، حيث وقفنا على عمارات بمكناس ، وضعت طلب الترخيص بالسكن بعد وضع الجمعية الخيرية له بشهور .. وأن سلاليم النجدة بها من الحديد العاري ، وغير مغلف بالخرسانة ، كما طلب من الجمعية أن تفعل .. وفعلت ، ومع ذلك فقد تمت الموافقة على منحها رخصة السكن ، بينما حرمت الجمعية الخيرية من نفس الرخصة ؟ ولجعل المواطن يشعر بأن الجميع سواسية أمام القانون ، يتحتم على السلطات و القضاء ، والمسؤولين عن التعمير محليا ووطنيا ، والمسؤولين عن الوقاية المدنية وطنيا ، أن يفتحوا تحقيقا في الأسباب التي منحت بها رخص السكن للعمارات التالية ، على سبيل المثال لا الحصر ، رغم أن سلاليم نجدتها من الحديد : إقامة أميرة 1 وأميرة 2 بالقرب من مارشي النوار بالمدينة الجديدة . وهما معا لا تبعدان عن عمارة الجمعية الخيرية إلا بأمتار؟ إقامات الأوقاف والخواص عند مدارة ثانوية مولاي اسماعيل ، على الطريق المؤدية الى مدرسة المنبع الأزرق ؟ الإقامة المبنية فوق مقهى الكاكتوس بشارع علال بنعبد الله ؟