تختلف طرق المدربين وخططهم في كرة القدم، كرة السلة، كرة اليد وغيرها من كل الأنواع الرياضية، ولكل بلد مدرسته في النهج التكتيكي وخطط اللعب وكذا هويته الخاصة في المجال الرياضي. والإعلام الرياضي الناجح هو من يواكب كل محطات التطور الرياضي في أي بلد. وفي هذا السياق، أصبح التعليق الرياضي يحتل موقعا متميزا في هذا المجال الرياضي الذي يشهد تحولات سريعة ومستجدات متلاحقة، كما أضحى يشكل عملة مهمة في جذب اهتمام المتلقي. وللتعليق الرياضي مدارس مختلفة، الفرنسية منها، والأوروبية بشكل عام، بالإضافة إلى أمريكا اللاتينية، ويمكن أن نضيف أيضا المدرسة الخليجية التي منحت المشاهد العربي أصواتا يجب أن نعترف أنها خلقت ثورة في التعليق الرياضي ونسجت لنفسها منهجا خاصا ومدرسة قائمة الذات. في المغرب، اعتدنا على أن توجه كل الانتقادات لشكل ولطريقة التعليق والوصف المرافقين للمباريات المنقولة، إذاعيا أو تلفزيا، وفي كرة القدم بشكل أساسي، ومن النادر أن يطلع المتلقي على خصوصيات مجال التعليق الرياضي، وما هي الظروف والشروط التي يشتغل فيها المعلق الرياضي المغربي. في مشهدنا الرياضي الوطني، نادرا ما تتاح الفرصة للجمهور وللمتلقي للاطلاع على وجهة نظر المعلق الرياضي المغربي، أو على تلك الظروف التي يشتغل وفقها. في الملف التالي، الكلمة لزملاء يعرفهم الجمهور وألف الاستماع لتعليقهم، سواء عبر المحطات الإذاعية أو التلفزية، كيف ينظرون للتعليق الرياضي؟ كيف يقيمون واقعه في ظل ظهور مدارس جديدة، في الخليج بشكل خاص، وكيف يرون مدى قدرته على مواكبة الرياضة الحديثة وعالمها الذي يشهد يوميا العديد من المتغيرات والمستجدات؟
رشيد جامي (الإذاعة الوطنية) السقوط في فخ التقليد افقد التعليق الرياضي المغربي هويته أولا يجب أن نعلم أن القنوات العربية بنت مجدها بفضل المعلقين الرياضيين الذين اختارت أفضلهم على الساحة العربية وأخضعتهم للتكوين والتكوين المستمر وهذا جانب مهم ساعد في إبراز المعلق الرياضي لقدراته وامكاناته، والمقارنة هنا قد تكون مجحفة في حق المعلق الرياضي المغربي . وهنا لا بد من التمييز بين الوصف والتعليق والتحليل. ولكل مجال خصوصيته. فالوصف الرياضي مرتبط أكثر بالنقل الإذاعي، والتعليق مجال النقل التلفزيوني، والتحليل هو اختصاص المدربين والتقنيين. إذن نحن أمام مجال يخضع للاختصاص. فكل مكون من هذه المكونات له أدواته وضوابطه. فعندما نتحدث عن القنوات المتخصصة نتحدث عن توزيع للأدوار . فالصحافي يقوم لنقل أطوار المباراة وقد يتجاوزه إلى مستوى التعليق، والتقني يتولى تحليل المعطيات التي تفرزها المباراة. الخصوصية هنا قائمة وثابتة، ولكل بلد توجهه ولكل معلق رياضي أسلوبه ونحن في المغرب كنا دائما نميل إلى الأسلوب الفرنسي في التعليق بحكم متابعتنا للنقل المباشر للمباريات بصوت معلقين فرنسيين أو بلجيكيين، وترسخ هذا الأسلوب مع جيل من المعلقين المغاربة آنذاك، وتم إضفاء طابع مغربي باستعمال لغة متداولة هي مزيج بين الفصحى والدارجة، أي لغة وسطى لتكون أداة في متناول جميع شرائح المجتمع المغربي. فهناك فرق بين التعليق الرياضي والظاهرة الصوتية التي تعتمد على كثرة الصراخ دون بلوغ عمق الأشياء و قراءة المضمون. مع كامل الأسف، السقوط في فخ التقليد افقد التعليق الرياضي المغربي هويته. لقد بدل الجيل السابق مجهودا كبيرا لبناء أسلوب مغربي متميز، وأركز هنا على الأسلوب ولا أتحدث عن مدرسة، واتسعت المبادرة لتشمل توحيد المصطلح على المستوى العربي، لكن ما نسمعه حاليا أجهض كل شيء، والقنوات الكبيرة كرست واقعا يقودنا إلى هوة عميقة، فأصبحنا اليوم أمام معلق مغربي ينقل مباريات الأندية المغربية، والتونسي يتولى التعليق على مباريات أندية بلده، في حين كنا نأمل في أن نسمع و نشاهد تعليقا عربيا موحدا و محايدا. على المعلق التشبث بهويته والارتباط أكثر بواقعه، فبلادنا تتوفر على مواهب كثيرة وواعدة في التعليق الرياضي، وما ينقصه هو التأطير والتكوين، وهذان عاملان أساسيان في منظومة التعليق الرياضي. فلا يمكن لفعل سواء كان رياضيا أو غير رياضي أن يتطور دون مواكبة متطلبات العصر. والعصر الحالي يفرض التكوين والاستفادة من تجارب الآخرين، أولا بحضور دورات تكوينية، وثانيا بمواكبة وتغطية تظاهرات عالمية، كنهايات كأس العالم لكرة القدم أو الألعاب الاولمبية، هذه التظاهرات هي أفضل مدرسة لتكوين المعلق الرياضي. شخصيا اعتبر المرحلة الحالية مرحلة انتقالية واعتقد أن التعليق الرياضي المغربي سيبني مساره بفضل أبنائه. الجيل الحالي والقادم يتوفر على الكفاءة والقدرة لللحفاظ على مقومات التعليق الرياضي سواء على مستوى اللغة المستعملة أو على مستوى الصوت وأيضا على مستوى الأداء.
حسن فاتح (القناة الثانية) المعلق يعيش إكراهات تتداخل فيها مجموعة من العوامل حتى وقت قريب لم يكن التعليق الرياضي موضع نقاش أو تساؤل كما هو الحال اليوم. كانت الأسماء معروفة ومحفوظة تحظى بالرضى والانتقاد بدرجات مختلفة دون تجريح او مسّ أو تهديد بالسلامة الجسدية أحيانا للمعلق. أقول هذا وانأ أتحدث عن وضع أصبح فيه كل معلق يعيش إكراهات عمل تتداخل فيه مجموعة من العوامل التي تؤثر سلبا على الأداء أحيانا. لقد اختلفت وتختلف حاليا، لا أقول مدارس التعليق، ولكن فقط طرقه بين من يتشبث بطريقته وخصوصيته، ومن يحاول تقليد معلقين يعملون لقنوات خليجية حتى أصبحنا نرى نسخا باهثة لهم في قنواتنا. من الذي يجعل المشاهد المغربي في غالب الأحيان منتقدا للمعلق المحلي رافعا من شان الآخر المشتغل في قنوات عربية أخرى ؟ هل فقط الأداء ؟ وهل التقييم تحكمه الموضوعية المطلوبة أم يختلط أحيانا بالذاتية إن لم نقل دوما؟ الجماهير وهي محبة لفريق ما تريد من المعلق أن يكون مادحا له غير منتقد لا لادائه ولا لمساره ولا حتى متحدثا عن مشاكله، ويعطيه كل الأهمية، غير مكثرتين، لا بضوابط العمل ولا بشروط المهنية، بل أكثر من ذلك، أن الجماهير تخلق صورة نمطية لكل معلق انطلاقا من انتماءاته الرياضية ولو بناء على معطيات تكون مغلوطة أحيانا، وبالتالي فبناء على هذا الانتماء الوهمي يتم التهليل لهذا المعلق وانتقاد ومهاجمة الآخر. لا نختلف أن هناك نقص وتقصير في أداء المهمة على الوجه المطلوب أحيانا لنقص في التكوين أو غيابه أصلا على مستوى الصحافة أولا وبعدها التعليق ثانيا. ولكن دعنا من ذلك وتعالى نرى الظروف التي يستغل فيها كل معلق رياضي خصوصا المشتغلين في القنوات الوطنية المالكة لحقوق بث البطولة الوطنية ؟ ملاعب تغيب فيها أماكن مخصصة للتعليق في ظروف مريحة باستثناء ملاعب قليلة، أما عدا ذلك، فالمعلق يقوم بمهمته وهو محاصر من كل جانب وسط جماهير تسمع وتراقب حركاته وسكناته وتهاجمه أحيانا، لن تجرؤ على قول ما لا يعجب هذه الجماهير. هل يعقل انه وفي هذه الفترة وهذا الزمن والتطور العلمي مازال هناك من الجمهور ومن المسيرين من يطالبون معلقا أو قناة تلفزية بعدم العودة لنقل مقابلاتهم فقط لأنهم انهزموا وهذه القناة كانت هي الناقلة. لا نختلف أن المعلق يخضع لضغوط مختلفة تؤثر على أدائه، شئنا ذلك أم لم نشأ، من الجمهور ومن المسيرين ومن ظروف العمل، ولكن ذلك لا يعفيه من تطوير الذات مستلهما تجارب رائدة في المجال. وأتحدث هنا عن المدرسة البلجيكية التي كانت تقوم بالتعليق على لقاءات كأس العالم في مراحل معروفة يتذكرها المشاهد المغربي الذي عايش هذه الفترة. ولكن أيضا من خلال فترات تكوينية يشرف عليها ذوو الخبرة، وأيضا أصحاب التكوين الأكاديمي، دون أن ننسى المتابعة والاهتمام بالمعلومة التي تهم الفرق والبطولة، وباختصار شديد الجمع بين الطريقة والأداء وإفادة المشاهد، دون أن ننسى الانفتاح على كل ما يهم عمل المعلق، سواء تعلق الأمر بالمدربين أو الحكام أواللاعبين، وكل من الهم صلة بمجال عمله.
عادل العوماري «راديو مارس» هناك أمور كثيرة بحسابات وحساسيات لا علاقة لها بالعمل هناك تطور بشكل كبير بخصوص التعليق الرياضي، حيث لم يكن بإمكاننا التمييز مع توفرنا فقط على الإذاعة الوطنية في مجال الصحافة المسموعة والقناة الأولى على مستوى المرئي، وليس لدينا اختيار لسماع معلقين أو واصفين إذاعيين آخرين، ومع التطور في مجال السمعي البصري حاليا بالمغرب، أصبح بإمكاننا التمييز والملاحظة والتقييم، لكن هذا التطور ذهب للتقليد أكثر وغاب الخلق والإبداع وهو ما طرح العديد من الأسئلة حول هذه الظاهرة. وفي ظل تواجد قنوات عديدة، البليجيكية والفرنسية والاسبانية والايطالية والانجليزية وكذا العربية على مستوى الخليج أصبحنا قادرين على التمييز والحكم، وقد يتضح فمن خلال إطلالة على هذه القنوات وقفنا على حجم الإمكانيات علة مستوى الصورة والصوت والإبداع على مستوى الاخراج في نقل اطوار المباريات. هناك آليات وأشياء كثيرة تساعد المعلق على أدائه لمهمته في ظروف جيدة، ويختلف الأمر تماما بالمغرب، حيث تطرح الأسئلة حول إذا ما استفاد المعلق من الدورات التكوينية أم لا.. أم يقتصر الأمر على الموهبة فقط، كما تطرح أسئلة أيضا حول إمكانية المعلق وقدراته من خلال اشباعه للمتلقي، خصوصا وأننا في المغرب عشنا تجربة ناجحة مع المعلق والصحافي المقتدر سعيد زدوق الذي يعد احد رموز المعلقين الناجحين. كانت لديه لغة عربية مبسطة يتواصل بها مع كل شرائح المجتمع المغربي. الآن اختلفت المدارس، وبالنسبة لي فقد أصبح التقليد طاغيا، هناك بعض المعلقين الذين يحاولون التقليد اكثر مما لديهم من قدرات التي من الممكن أن تكون أفيد، هناك أيضا مشكل الشارع من خلال المواقع الالكترونية كالفايسبوك، الذي طغى يشكل مثير، حيث أصبح المعلق متخوف اثناء مهمته، لان هناك ملاحظين وليسوا متتبعين كما كان أيام زمان، هناك محللين من نوع خاص، وبالدارجة (ولاو حاضيينك) وهناك من بين المعلقين الذين يمررون رسائل أثناء التعليق، حيث دخلوا في البولميك. وقد تجد معلق قناة «بين سبور» مثلا، يشتغل في ظروف جيدة، دون ضغط ودون مراقبين (الحضاية) مع توفير كل الامكانيات والى جانب الراتب الشهري المحترم، والتعويضات، ودون تعرضه لأي انتقادات عبر الفايس ولا في الشارع ولا حتى بالملعب. لقد تم استغلال الفايس في الانتقادات الفارغة، والكلام النابي والسب والقذف، وعدم احترام اعراض الناس، والمس بكرامتهم... حيث اصبحت أمور كثيرة لها حسابات وحساسيات ولم تعد لها علاقة بالعمل، واصبحت الزبونية، كون ان هذا المدرب صديق وهذا اللاعب، وهذا المسير، وهذا الحكم، ولم تعد نؤدي مهمة التعليق للتعليق..! وبعبارة واضحة، مع ظهور بعض الإذاعات أصبح «اللي فاق الصباح كايهز التيلفون ويسحاب راسو صحافي او معلق». لن تكون سوداويين ،هناك أسماء شابة ظهرت وغيرت نوعا المسار، واصبح الاختيار والاختلاف، كل معلق وواصف بطريقته وبمدرسته، هناك من يفضل الطريقة المغربية، وهناك من يفضل التونسية، وهناك من يحب المعلق الجزائري حفيظ الدراجي، وكذا الشوالي التونسي، والخليجي، ويبقي الموضوع مرتبطا بالأذواق، من الممكن ان تقول بأن هناك تحسن، وخصوصا ما عشناه خلال السنوات الماضية القليلة. يجب على المعلق والصحفي ان تكون لديه شخصية لكي يكون محايدا، ان يؤدي واجبه اثناء التعليق مع اعطاء المعلومة مثل ما عشناه مع المدرسة البليجيكية خلال سنوات، والتي كانت رائدة في التعليق.
حميد البرهمي (واصف رياضي سابق بالإذاعة الوطنية) كل من هبّ ودبّ أصبح واصفا أو معلقا قبل الحديث في هذا الموضوع يجب أن نفرق بين المعلق والواصف. فالمعلق هو الذي يعلق على الحدث بعد نهايته، والواصف هو الذي يصف الحدث مباشرة. فظاهرة الضعف عند بعض الواصفين تأتي من جراء غياب عنصر مهم ألا وهو الموهبة. ليس كل من وراء المكروفون يعتبر واصفا. فالوصف بالإضافة إلى الموهبة، يجب أن يتوفر فيه عامل التركيز، مع إعطاء صورة واقعية للمستمع حتى يتمكن من رسم صورة في مخيلته لوصف الواصف . وجود القنوات الرياضية بهذه الكثرة جعل المشاهد أو المستمع لا يفرق بين واصف أو معلق. وهذا راجع لاستعمال نفس التعابير ونفس طريقة الوصف . فالصيحات زائدة عن اللزوم وكأنه يريد التغطية على وصفه الضعيف بتلك الصيحات. الواصف الرياضي يختلط عليه الأمر عندما يفقد مصداقيته وتحيزه لفريق دون الاخر. اذا كان الواصف و المعلق حادقا في مهمته فلن تؤثر عليه النجومية او القناة التي ينتمي إليها. فظهور القنوات الجديدة جعل البعض يغير حتى من طريقة تعبيره باستعماله ألفاظا بعيدة كل البعد عن شخصه كمعلق أو واصف ينتمي لبلد ما . لماذا نتأثر بالخليج والخليج لا يتأثر بنا؟ فجل المعلقين والواصفين ليس لهم تكوين. فمن ركائز التعليق والوصف عنصر الموهبة ثم الموهبة والصوت الذي يعتبر أذات وصل بين الواصف وأذن المستمع. التعليق الرياضي في المغرب اخذ منحا آخر. فكل من هبّ ودبّ أصبح واصفا أو معلقا بدون تكوين، لأن الذي سيقوم بتكوينه يفتقد للتكوين. والفاهم يفهم.
منير أوبري (شدى إ.ف.م) تتعدد التسميات والتعليق واحد أن نستمر في موجة انتقاد المعلقين وتسليط أحكام القيمة عليهم دون الإتيان بمقترحات أو بدائل لما ينبغي أن يكون أو ما يشفي غليل انتظارات المتلقي، فقبل أن انتقد معلقا رياضيا يعاني الويلات من أجل نقل مباراة في كرة القدم، وجب أن نكون عارفين و ملمين بقواعد اللعبة، لا أن نأتي بنماذج خارجية و نسقطها قسرا على معلقينا، وأن نطالب من أحدهم أن يسير على منوال عصام الشوالي مثلا. وهنا لا أبد أن أؤكد، بان ظهور القنوات الخارجية وانفتاح الجمهور على الجيران بشمال إفريقيا وعلى الأشقاء بالخليج، و إن ساهم في توسيع دائرة اختيارات المتلقي، فإنه للأسف جر معه فئة عريضة من الجماهير صارت تسبح بحمد كل صوت قادم من المشرق على وجه الخصوص. لا ننكر بأن الإعلام العربي حافل بالأصوات والكفاءات، حيث تتعدد التسميات والتعليق واحد، إلا أن المنطق يفرض علينا التحلي بشيء من الموضوعية في تقييم مردود معلقينا (المجتهدين منهم) وعدم مقارنتهم بنظرائهم مما ذكر، لأن ظروف الاشتغال مختلفة من جهة، ولأن للمغرب والمغاربة طابع و (ستيل) خاص. وبما أن هذه المساحة لا تسعفنا للقيام بكرونولوجيا علاقة الجمهور المغربي بالأصوات المغربية وانفتاحه على الباقي بعد ظهور (البارابول) بداية التسعينيات، أؤكد من خلال المعايشة، أن أصوات زدوق لحمر والحريري وزمان وطلال وفاتح وبوطبسيل.. والتي جاءت امتدادا للعزاوي والشرايبي.. دون أن ننسى الحياني والغربي وكديرة.. أصوات تميزت وخلقت مساحة تواجدها لدى المتلقي بفضل الطابع المغربي الجميل وبالدارجة البسيطة على اختلاف المستويات بين كل هؤلاء، ومع الإنفتاح «البارابولي» صرنا على تواصل جديد مع الدراجي وبورويلة وشايب من الجزائر، ورضى العودي والزغدودي والمنجي النصري من تونس، و حمادة إمام من مصر .. إلى أن وصلنا للظواهر التي اقتحمت كل البيوت من خلال الدوريات الأوربية نهاية كل أسبوع، حيث كانت البداية مع عصام الشوالي ورؤوف خليف. في الأخير يبقى المعلق المغربي مغربيا وإن جرته رياح شيء من التقليد واقتباس بعد العبارات من قاموس آخرين. والعديد من الزملاء نجحوا في المزج بين «تامغريبيت» وبين قواعد التعليق، في الوقت الذي فشل فيه آخرون في تطوير انفسهم، لكن بالنسبة للمتلقي المغربي، فعليه أن يفصل بين ما يأتيه من خارج الحدود وبين ما يستهلك داخل البلد وإلا سيسقط في مقارنة غير متكافئة، إضافة إلى ضرورة احترام وتقديرالجهد المبذول من طرف زملائنا و ذلك أضعف الإيمان.
رضوان الزوين( واصف رياضي سابق بالإذاعة الوطنية) لا عذر للزملاء المعلقين اليوم التعليق الرياضي لا يدرس ولا يعلم، بل هو فطرة، وأرتكز على ذلك من باب التجربة التي عشتها أنا و شقيقي محمد رحمة الله عليه، فطرة تصقل من جهة مع قاعدة دراسية محترمة وصوت يقبله المستمع ويرتاح له، بالإضافة إلى البحت وجمع المعلومات ومواكبة الأحداث. فالمتتبعون للشأن الرياضي والمباريات المنقولة باختلاف أنواعها وفي كل القنوات الفضائية، واختلاف اللغات، اصبح يفرق بين الصالح والطالح. لكنني أود الإشارة ان ليس كل معلقي «باين سبور» في المستوى، في نظري المتواضع لا يستهويني تعليق اغلب المعلقين «التونسيين» الذين يكثرون من الصياح الذي يوجع الرأس؛ كما لا ننسى أن التعليق على المباريات شيء والتنشيط شيء آخر. حاليا الظروف التقنية والمادية أصبحت جد متوفرة؛ ولا عذر للزملاء المعلقين حاليا؛ لقد عملنا في ظروف جد قاسية، لا تعويضات أو تعويضات جد هزيلة؛ انعدام الإمكانات التقنية، داخل المغرب وخارجه. أعود إلى عامل الفطرة وأهميتها، لكن ذلك لا يكفي، إذ يجب صقلها بالبحث والاجتهاد وتوفير بنك معلومات، إلى جانب القرب من الحدث مع صوت مقبول وصدق في العمل ؛ إذا لم تكن تتوفر على جل هذه الشروط يجب أن تبتعد عن الميدان، لأنك تضر نفسك وتضر المشاهد والمستمع. مع الأسف الشديد، المعلقون الأكفاء محسوبون على رؤوس الأصابع. كان للمغرب ومازال معلقون من المستوى الكبير، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، نورالدين كديرة، ومحمد زوين؛ وامحمد العزاوي؛ وسعيد زروق؛ و الحسين الحياني؛ ورشيد جامي ، والعابد السودي القريشي؛ وغيرهم من زملاء الإذاعة الوطنية الذين بلورت وصقلت معهم موهبتي في التعليق الرياضي !!
مراد سيميا «قناة الرياضية» لا يمكن لأي كان أن يجلس خلف الميكرفون قبل أن نتحدث عن التعليق الرياضي في بلادنا لابد أولا أن نشير إلى أن التعليق هو موهبة قبل أن يكون حرفة أو مهنة، ولا يمكن لأي كان أن يجلس خلف الميكرفون ليعلق على مباراة كرة قدم مثلا أو غيرها . المشهد الإعلامي المحلي في الماضي القريب كان ممثلا في القناة الأولى والإذاعة الوطنية، وجميعنا يتذكر الأسماء التي كانت تؤتث القسم الرياضي آنذاك ، إلى أن رأت القناة الثانية النور بأسماء أخرى ثم قنوات عربية ومغربية أخرى من بينها قناة الرياضية . هنا بدأ المشهد الإعلامي يتنوع بأصوات وبوجوه جديدة. لكن، للأسف كثيرة هي الانتقادات التي انهالت على معلقينا بسبب أو من غير سبب، لأنه في بعض الأحيان يصعب على الملعق إرضاء الجميع، لأنه في نظري أصبح مثله مثل لاعب كرة القدم ، لكل معلق معجب ومحب، خصوصا عندما أصبح الأمر يتعلق بمعلقين من قنوات عربية أخرى التي تضم، وهذا واقع، أسماء متميزة جدا واشتهرت بطريقتها الخاصة في التعليق . فلكل معلق ميزة ولكل معلق موهبة و لكل معلق طريقة لكي يكسب أكبر عدد من المعجبين . لكن أقول في الأخير، هناك معلقون لديهم من الكفاءة ولابد أن نشجعهم وأن نتواصل معهم نحن كإعلاميين من خلال الحديث معهم عبر صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية بدل الانتقاد السلبي الذي في نظري لن ينفع في شئ .
المرحوم محمد الزوين ولج محمد زوين مهنة التعليم منذ التحاقه بمدينة الدارالبيضاء في أواخر الخمسينات قادما من فاس، تسلم مذياع التعليق من أستاذ الرياضة «حسين باشا» أول من علق على مباريات كرة القدم بالدارالبيضاء انطلاقا من ملعب «فليب» الذي أصبح يحمل اسم « الحاج العربي بنبارك»، اقترن محمد زوين بعد ذلك بالملعب الشرفي بالدارالبيضاء «محمد الخامس» حاليا؛ عرف بشغفه لفريق الرجاء البيضاوي؛ له خمس بنات واولاهن والتي ازدادت سنة 1962 أطلق عليها اسم «رجاء». هو من أطلق اسم «الشياطين الخضر» على فريق الرجاء البيضاوي. هو من جيل الشقيقين احمد العربي وعبد اللطيف الغربي وحسين الحياني وعبد اللطيف الشرايبي وغيرهم. كان يعشق الرجاء، ومع ذلك في عمله كمعلق لاتشعر بذلك، وهو ما جعله يفوز باحترام الجميع، من جهة أخرى هو مؤسس جمعية التعليم لكرة القدم والتي كانت منظمة إلى البطولة المهنية التي كانت قوية في ذلك الوقت وكانت تزود الفرق الوطنية للقسمين الوطنيين الأول والثاني بلاعبين كبار. توفي بالسعودية يوم 22 أكتوبر 1979 جيث كان مكلفا بتغطية البطولة العربية لكرة السلة بمدينة الرياض لتطوي صفحة معلق رياضي أسطورة؛ لم يجد الزمن بمتله لحد الآن، في الفصاحة واللغة والمصداقية والتفاني في العمل.
هشام فرج «قناة الرياضية» التكوين الأكاديمي عامل أساسي للنجاح والموهبة وحدها غير كافية لا يجادل اثنان أن التعليق الرياضي هو ركيزة مهمة في الإعلام الرياضي وذلك لإيصال المعلومة السريعة ووصف الأحداث الرياضية ببساطة وبصورة مفهومة وواضحة للجماهير الرياضية التي تتابع وتتفاعل من خلال التلفزيون أو الراديو. حين يختل الميزان ويكون نقص في تقريب الجمهور من هاته المتعة يتم بالفعل وصف المعلق بالتقصير أو الضعف. لكن أعتقد أن المدرسة المغربية كانت ومازالت وستبقى رائدة على المستوى العربي، وخير دليل على ذلك تهافت أغلب القنوات العربية على المعلقين المغاربة، لكن هذا لا يمنع بأننا مطالبون بالاجتهاد. والمعلق لابد أن يكون له تكوين أكاديمي وتعامل خاص في تقديم المعلومة والعمل على خلق جو حماسي للمشاهد. :صحيح أن القنوات الخارجية التي تعمل على نقل أكبر الدوريات والتظاهرات العالمية تضفي منافسة خاصة، ونحن كجمهور مغربي نعشق بطبعنا اللهجات المختلفة لاشقائنا العرب، كالمصرية والشامية والخليجية والتونسية، وبعد دلك نقوم بالإسقاط او وضع مقارنة، لكن ننسى أن حتى التظاهرات الرياضية لها وزنها. فالتعليق على مباراة بحجم الكلاسيكو الاسباني بين ريال مدريد و برشلونة أو الدوري الإنجليزي أوغيرهما من الدوريات العالمية بايقاعها وبأهدافها وبجماهيرها وإثارتها الخاصة، يساهم في نجاح المعلق حتى وان كان محدودا . فكيف نطلب من معلق ان يتفاعل مع مباراة تنتهي بالأصفار او مباراة فيها محاولة أو محاولتين طيلة 90 دقيقة. أعتقد هذا في حد ذاته نجاح للمعلق المغربي الذي يحاول رغم الظروف ورغم المشاكل التي يواجهها، والتي نحاول تجاوزها وهي كثيرة و متنوعة لكن أعود وأقول بأن المعلق الناجح هو الذي يكون بمقدوره إضفاء المتعة على المباراة وإمتاع الجمهور وتسليته كيفما كانت الأجواء لقتل الملل . المعلق الرياضي ظروف اشتغاله تختلف أولا باختلاف المواعيد الرياضية والبنيات التحتية التي توفر له العمل في وضعية مريحة، حيث لا يعقل أن يجد المعلق نفسه في مكان داخل الملعب لا يوفر له الرؤية الجيدة لمساحة الملعب، ثانيا غالبا ما تكون هناك مضايقة من طرف الأنصار، لأن عدد من الملاعب غير مجهزة بمكان مخصص للتعليق الرياضي. التعليق الرياضي له خصوصياته من دولة إلى أخرى وهو واحد من أهم أنماط الصحافة الرياضية الحديثة وأقربها إلى المتلقي، وتختلف أنواع وأساليب التعليق الرياضي من بلد إلى أخر حتى أصبحت له مدارس وجمهور. المشكلة أننا أصبحنا اليوم أمام معلقين يحاولون تقليد بعض المعلقين ببعض القنوات، فالتقليد يفقد المعلق شخصيته و طريقته الخاصة، إذ لا بد للمعلق أن تكون له بصمة خاصة تعتمد أساسا على قوة الصوت وجماليته، وأن يسهم بثقافته الكروية في الرفع من الذوق الكروي للمتتبع وتحليل جيد لمجريات اللعب، ويمنح مساحة للمتتبع كي يرى المواجهة بمتعة وأريحية بعيدا عن الصراخ الهستيري، بالإضافة إلى الحياد، وهذه أعتبرها نقطة مهمة جدا. كما يجب أن ننبه إلى التكوين والتكوين المستمر، وهذا مهم وضروري للمعلق الرياضي، لأن المجال السمعي البصري أضحى يتطور باستمرار، فالتكوين الأكاديمي عامل أساسي للنجاح، فالموهبة مطلوبة، لكن وحدها غير كافية، فالمجال فيه صعوبة كبيرة و لا بد من التسلح بالعلم ومن مواكبته التطور الفني والتقني الذي تعرفه كل الأنواع الرياضية وعلى رأسها الرياضة الشعبية الأولى وهي كرة القدم . التعليق الرياضي بالمغرب بخير، حيث أن هناك طاقات موجودة وجب تشجيعها ومساندتها والوقوف إلى جانبها لتطوير وصقل ملكاتها الإبداعية . علينا احترام ذوق الجمهور المغربي.
سفيان الراشيدي معلق «قناة الرياضية» يعيش بعض المعلقين الشباب على وهم النجومية أظن أن التعليق الرياضي المغربي مدرسة قائمة بذاتها من خلال مجموعة من المعلقين الدين تركوا بصمتهم بصفة كبيرة، كسعيد زدوق ومحمد الأحمر والمرحوم نور الدين كديرة الذي سمعنا عنه كثيرا وعدد من المعلقين الكبار. بالنسبة للجيل الحالي من المعلقين يلزم تأطيرهم وتكوينهم بطريقة مستمر،ة كما يلزم أن يكون هذا الجيل منفتح على الانتقادات البناءة التي تطور مستواه وتجعله عند ظن الجماهير المغربية، حيث من المفروض أن تقبل الانتقادات، فبعض المعلقين الشباب يعيش معظمهم على وهم النجومية مع العلم أن النجومية غير متواجدة في التعليق الرياضي الذي يجب على ممتهنه الاجتهاد إذا أراد الوصول إلى النجاح وذلك بالإعداد القبلي للمباريات. والاهم في التعليق الرياضي هو التفرغ الكامل للتعليق، لأن ذلك سيعطينا لنا معلقين من النوع الرفيع، كما يجب الابتعاد عن التقليد وبالأخص تقليد المدرسة الشرقية إذا أردنا النجاح . الجيل الحالي من المعلقين لو منحت لهم الثقة ووفرت لهم الإمكانيات بشكل أكبر وتم الاهتمام بالمعلقين و أعطيت لهم المكانة التي تليق بهم وتم إقفال الباب في وجه الدخلاء الدين يسيئون لهذه المهنة لبرهنوا على قدرتهم في تحقيق الأفضل . شخصيا لا يمكنني الحكم على التعليق الرياضي لكوني اعتبر نفسي لازلت مبتدئا في هذا الميدان رغم أنني أمارس المهنة لفترة إحدى عشرة سنة. اعتبر مساري ما أزال في بدايتي مقارنة مع «بين سبورت» التي لديها معلقين كبار. وفي المغرب هناك طاقات مهمة وكثيرة يجب أن يتم الاهتمام بها وتسخر لها الإمكانيات التي تستفيد منها قنوات كبيرة مثل «بين سبورت» لكي نستثمر هاته الطاقات و لكي نخلق معلقين من الطراز العالي . يكفي أن تزوروا المركبات الرياضي بالمغرب لتروا الظروف التي يشتغل فيها المعلق الرياضي وهي ظروف أقل ما اقول عليها انها كارثية، إذ يظهر أن آخر ما يتم التفكير فيه من طرف المسؤولين عن المركبات الرياضية هو توفير الظروف الملائمة للمعلق الرياضي الذي يشتغل في ظروف كارثية، لأن انعدام مكان خاص بالمعلق الرياضي يجعل مهمته صعبة ويحول دون تفجير المعلق لطاقاته في مثل هاته الظروف، مع استثناء بعض المركبات التي يرتاح الاشتغال بها وهي محدودة ثل مركبات طنجة واكادير ومراكش. التعليق الرياضي له خصوصياته من دولة إلى أخرى فهناك مدرسة شمال إفريقيا والتي تختلف مثلا عن مدرسة التعليق بالخليج العربي ولا ننكر أن هناك مدارس رائدة في التعليق الرياضي كالمدرسة الانجليزية والمدرسة البلجيكية. اظن ان ظهور قنوات عربية جعل بعض المعلقين يتأثرون بطريقة تعليق معلقين بهذه القنوات مع اختلاف جنسياتهم، لكن مادامت لغة كرة القدم هي لغة موحدة في كل بقاع العالم، يجب على التعليق الرياضي أن يكون مدرسة موحدة للإبداع، إذ أن المعلق الناجح هو الذي يجعل المشاهد يستمتع بمتابعة المباراة طيلة 90 دقيقة دون ملل. كمغاربة نفتخر بالمدرسة المغربية التي أنجبت معلقين كبار لابد للجيل الحالي أن يحدو حدوهم وأن يسير على طريقهم اذا أراد التميز والنجاح في هذا الميدان، بشرط أن نجتهد في تطوير التعليق الرياضي لأن التعليق الرياضي في السبعينيات والثمانينيات وحتى التسعينات ليس هو التعليق في الألفية الحالية حيث هناك مصطلحات جديدة وتقنيات أفضل. مسؤوليتنا جسيمة في تطوير التعليق الرياضي مع احترام ذوق الجمهور المغربي. ألاحظ الآن أن أغلب المعلقين في المواقع الإلكترونية وفي مواقع التواصل الإجتماعي يعتمدون على التقليد، وأظن أن أسهل شيء يمكن للشخص أن يقوم به هو التقليد، حيث يمكن تقليد أبرز المعلقين العرب أو الأجانب، لكن أن تكون لديك طريقتك الخاصة وبصمتك المتميزة في التعليق ليس بالأمر السهل، ومخطئ من يعتقد أن تقليد معلق عربي مشهور يمكن أن يصنع منه نجما، بل طريقته واجتهاده وتميزه في التعليق هو الذي يمكن أن يوصله للنجومية. فالنجومية تبقى مرتبطة بالاجتهاد بالبحث وبالعمل الجاد ليس في ميدان التعليق الرياضي فحسب، بل في جميع المجالات حيث يجب الانفتاح على المجالات الاقتصادية السياسية الاجتماعية، زيادة على المطالعة والقراءة فهي مهمة للمعلق الرياضي لأنها تجعله يتوفر على موسوعة ثقافية وفكرية تساعده على التعليق على مباريات في مستوى عالي جدا. وهنا لابد من الحديث عن التكوين المستمر، لأن أغلب المعلقين عصاميين يشتغلون بما تعلموا أو ما يعرفون، يجب الانفتاح على مدارس تكوين المعلقين وأن يكون هناك تخصص معلقين رياضيين في المعاهد الإعلامية كيفما هو موجود في معاهد العالم حيث توجد معاهد خاصة بتكوين المعلق الرياضي. التعليق الرياضي في نظري هو فاكهة العمل الإعلامي وهو الذي يساعد على تسويق المنتوج الرياضي، وهو حلقة الوصل بين المشاهد و بين ما يقع في المركبات الرياضية، ومن الضروري الانفتاح على تجارب أخرى، تجارب رائدة ليس فقط في العالم العربي بل يجب الانفتاح على المدارس العالمية في التعليق الرياضي كالمدارس الفرنسية والإسبانية والبلجيكية والإنجليزية لكونها سبقتنا بكثير ومن الضروري الاقتداء بها لتطوير مؤهلاتنا في التعليق الرياضي. لكن لابد من الإشارة إلى أن من يدعي أن المغرب لا يتوفر على معلقين من طراز رفيع فهو مخطئ، والدليل أن هناك معلقين مغاربة كانوا مغموربن، لكن عندما التحقوا بالقنوات الخليجية والأوربية أصبحوا متألقين، حيث تم تسويقهم بشكل أفضل، بمنحهم الظروف الملائمة و منهم من كان يشتغل بقناة الرياضية أو الأولى أو القناة الثانية. لابد من الإشارة إلى أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية تقوم بتوفير الظروف الملائمة للمعلق الرياضي، لكن حال المركبات الرياضية يعيق دائما عمله.