تحت شعار «البلوزة، تاريخ وآفاق» احتضن فضاء متحف للا مريم بمدينة وجدة أخيرا، فعاليات مهرجان «لبلوزة» في دورته الأولى، من تنظيم جمعية «الشرق للتنمية» بشراكة مع مجلس الجهة الشرقية والجماعة الحضرية لمدينة وجدة ووكالة تنمية أقاليم الجهة. وقد تميز هذا المهرجان بتنظيم معرض ضم 14 رواقا عرض أشكالا مختلفة من البلوزة الوجدية، أبدعت في تصميمها وتزيينها أنامل صانعات تقليديات ينتمين لجمعيات وتعاونيات من مدن وجدةبركان أحفير بني ادرار وفجيج، كما شمل المعرض رواقا لعارضة فرنسية من إكس بروفانس، عاشت طفولتها بمدينة وجدة، حيث عرضت أزياءا تقليدية وصورا تؤرخ للزي التقليدي الوجدي. كما عرف حفل اختتام المهرجان تقديم عرض أزياء بتصاميم مختلفة من البلوزة الوجدية أبهرت الجمهور الحاضر وجعلته يتعرف على الخصوصيات الجمالية والتاريخية التي تطبع هذا اللباس التقليدي. وعن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة الثقافية والحرفية، أفادت رئيسة جمعية ?الشرق للتنمية? لطيفة منتبه، بأنه يروم حماية «البلوزة» من الاندثار ورد الاعتبار لها باعتبارها موروثا ثقافيا للمرأة الوجدية بصفة خاصة ولنساء المنطقة الشرقية عموما، وأضافت في كلمة لها بمناسبة افتتاح مهرجان «البلوزة» بأن هذا الأخيرة يعد بداية للاحتفاء بالموروث الثقافي اللامادي للمدينة الألفية، مبرزة بأنهم في الجمعية عازمون على أن تصبح هذه التظاهرة حدثا سنويا كما يطمحون إلى الانفتاح على الدول المغاربية كالجزائر وتونس وليبيا للمشاركة فيه مستقبلا وذلك لتشابه اللباس بينهم. وتجدر الإشارة إلى أن «البلوزة الوجدية» هي لباس تقليدي يتقاسمه شرق المغرب مع مدينة وهران الجزائرية، شكل إلى نهاية التسعينات وبداية الألفية الثانية الزي المفضل للمرأة بمختلف مدن وقرى الجهة الشرقية وحتى عند بعض نساء المنطقة من المهاجرات بالديار الاوربية، بحيث لا تفوتن مناسبة عائلية أو دينية إلا وأبرزن زيهن التقليدي متباهيات به كتراث ثقافي للجهة التي ينتمين إليها. وبالرغم من تراجع الإقبال على «البلوزة» أمام تطور القفطان والتكشيطة، إلا أن بعض نساء الجهة ظلت متشبثات بلباسهن التقليدي وظل راسخا وحاضرا حتى في جهاز العرائس، وذلك بمساعدة صانعات تقليديات اجتهدن وأدخلن تعديلات على الأكمام وتفنن في إنجاز ?الرشمات? انطلاقا من نوع وشكل الثوب وترصيعها بأنواع مختلفة من العقيق الملون والجوهر و?الصقلي? لتزين بها صدر البلوزة وظهرها وأكمامها. تراجع الإقبال على «البلوزة» وعزوف المرأة الوجدية عن ارتدائها في المناسبات المختلطة كالأعراس وحفلات العقيقة والختان كما كانت في السابق، عزته إحدى السيدات في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» إلى صدرها المفتوح وأكمامها التي عادة ما تكون قصيرة، بينما أرجعته سيدة أخرى إلى مواكبة النساء لجديد اللباس التقليدي المغربي، في حين رأت سيدة ثالثة سبب تراجع الإقبال على «البلوزة الوجدية» في كونها أصبحت تضاهي من حيث الثوب وثمن الخياطة القفطان المغربي، وهو الأمر الذي جعل المرأة تفضل الأخير لأنه الأكثر تألقا ويناسب جميع الأذواق. أما خضرة الطاهري (صانعة تقليدية من مدينة أحفير) فترى بأن «البلوزة» مازالت حاضرة بقوة بإقليم بركان، وذلك من خلال تجربتها كخياطة لهذا النوع من الملابس التقليدية منذ سنة 1997، وتقول بأنها مازالت مميزة وتشد إليها الأنظار لجماليتها ورونقها ولا ينقصها سوى عزيمة ورغبة الصانعات في النهوض بها من جديد، والمشاركة بها في معارض الصناعة التقليدية للترويج لها ورد الاعتبار إليها كتراث أصيل، وهذا ما تسعى إليه جمعية «الشرق للتنمية» من خلال تنظيمها لمهرجان «البلوزة» كبداية لفرض حضور هذا الزي التقليدي ورد الاعتبار إليه.