«أخويا النار شاعلة، فالسوق ما عرفنا احنا واش فمدينة واحدة ولا كل واحد كيدير اللي بغى» بنبرة لا تخلو من الامتعاض خاطب « بوشتى» تاجرا بأحد الأسواق بمدينة برشيد. «بوشتى»هذا القادم من « حي الراحة» ستيني أحيل على التقاعد لم يخف استياءه من تجاوز الأثمان المعمول بها ، باستثناء اللحوم في بعض المحلات الموجودة على مستوى وسط المدينة. فقد عرفت أسواق مدينة «برشيد « على امتداد الأسابيع والأيام القليلة الماضية ارتفاعا ملحوظا في الأسعار مما زاد من محنة المواطنين الذين يستاؤون من الفوارق البينة التي توجد على مستوى أثمان الخضر والفواكه وكذا اللحوم من سوق إلى آخر، فضلا عن المواد الأخرى المرتبطة بالتجهيزات المنزلية. ويرى «محمد» ، وهو شاب يعمل بالسوق» أن البعض ممن بيدهم القرار يتستر على التجاوزات الموجودة لجبر الضرر ولإسكات الأصوات التي تنادي بضرورة إيجاد حلول للتجار من جراء الخسائر التي تكبدوها عقب السياسة الفاشلة التي تم نهجها من طرف الذين أوكلت لهم مهام السهر على تنظيم أسواق التجارة في مختلف المجالات، خاصة منها التي لها ارتباط وثيق بالحياة الاستهلاكية العادية للمواطن البسيط»، مما جعل المتبضعين تحت رحمة التجار الذين يتحكمون بمزاجهم في الأثمان، و لا يهمهم سوى الاغتناء ولو على حساب جيوب المواطنين. والزائر لأسواق المدينة ، قد يقف على تناقض صارخ بين سوق وآخر،رغم أن مصادر التموين عادة ما تكون موحدة، عدا تلك المواد الاستهلاكية المهربة والتي تكون قد تسللت إلى الأسواق المحلية قادمة من مدن الشمال ، و تعرض في أماكن معروفة ومعلومة من طرف الذين ينتعشون منها. «فسوق الخضر والأسماك « و الذي يعد من أكبر الأسواق ببرشيد ، هو أيضا لم يسلم من هذه الزيادات في الأثمان فأصبح نعمة على البعض ونقمة على البعض الآخر، نظرا للأثمان الصاروخية التي أصبحت تعرفها مختلف المواد التي تعرض فيه . « إلى كان اخويا اللفت كيدير 6 دراهم، اشنوا غادي ندير مع التفاح» يتأفف «بوشعيب» أستاذ بإحدى مدارس المدينة وأب لأربعة أبناء حيث اعتبر أن ما يعرفه السوق من غلاء، يزيد من المعاناة ومن الاستمرار في التقشف، في وقت أنهكت العطلة الصيفية أغلبية الأسر المغلوبة على حالها، كما أن تزامنها مع الدخول المدرسي و شهر رمضان ونهاية العطلة الصيفية، بسبب المتطلبات الكبيرة التي يلزم توفيرها للدخول المدرسي، زاد من المعاناة . ويرجع السبب في هذه الزيادات إلى أن التجار يرون أن العطلة الصيفية هي المتنفس الوحيد لأغلبية التجار الذين يبقون طيلة العشرة أشهر الأخرى «كينشو الذبان أوصافي». مصدر من إحدى جمعيات التجار بعاصمة» أولاد حريز» أفاد بأن الجهات المسؤولة تعلم جيدا تلك الاختلالات التي تعرفها الأسواق المحلية وكذا تباين الأثمان من سوق لآخر ، لكنها تصمت وتتجاهل ذلك مخافة أن «تجني على نفسها براقش» في ظل الاحتجاجات وحرب البيانات التي عرفتها المدينة طيلة السنة، على خلفية تلك المعارض التجارية التي يتم الترخيص لها والتي غالبا ما يعترض عليها التجار ، لكن «جات الفرصة باش يضربو التجار ضربتهم» وأساسا منهم بعض المختصين في بيع مواد التجهيزات المنزلية، والذين يقومون بابتزاز المواطنين على حد قول أحد «الأساتذة» الذي امتعض من التباين بين الثمن الذي يتم عرضه في لوحات الإشهار وبين الذي يجب على المقتني أن يؤديه ، ويتضاعف عند اللجوء للاقتراض في ظل أساليب الدعاية التي تسيل اللعاب وفي باطنها «كي» لجيب المواطن. إلى ذلك وفي ظل التناقض الصارخ في أثمان مختلف المواد الاستهلاكية والتجهيزية في أسواق «مدينة برشيد» ، يبقى المواطن تحت رحمة المسؤولين لأجل حماية القدرة الشرائية له، والحفاظ على سلامته، بمحاربة التلاعبات والغش في جودة السلع والبضائع ، وذلك من خلال الزيارات المنتظمة للأسواق وخارجها، واتخاذ التدابير اللازمة كتفعيل لجن المراقبة والزيادة في عدد المراقبين وتزويدهم بكل الوسائل للقيام بعملهم أحسن قيام.