من حين لآخر، يذكرنا موظفو ما يسمى بالجمهورية الصحراوية، بأن الدولة الجزائرية تواصل حالة الحرب، مع وقف إطلاق النار، ضد المغرب، حيث ذكر وزير دفاع الجمهورية الوهمية، عبد الله الحبيب البلال، أن قواته جاهزة للقتال من أجل تحرير الأراضي الصحراوية، على حد زعمه، وهو منهج تٓعَوّدَ عليه مثل هؤلاء الأشخاص، بتوجيه من المخابرات العسكرية الجزائرية، في إطار البروباغاندا. ومن المعلوم أن الوضعية القانونية الشكلية الحالية بين المغرب والجزائر، التي ينوب عنها البوليزاريو، هي حالة وقف إطلاق نار، أي حرب معلّقة، قد تشتعل في أي لحظة، غير أن هذا الأمر يظل نظريا، لأن الواقع شيء آخر، حيث إن البوليزاريو هُزِمٓ عسكرياً بعد أن غيّرٓ المغرب خطته، بشكل شمولي، سواء من خلال بناء الجدار الرملي أو اعتماد وحدات متحركة، مما أجبر البوليزاريو على الدفع بأعداد كبيرة من قواته، بدعم عسكري ولوجيستيكي ضخم من الجيش الجزائري، لكن كل هذا كلفه خسائر غير مسبوقة في الأرواح، استحالت معها مواصلة الحرب. وقد جاء موضوع وقف إطلاق النار، في إطار خطة السلام الأممية، لينقذ المشروع الانفصالي، ويسمح له بتواجد أكبر على الصعيد الديبلوماسي والدعائي، وبالإضافة إلى الدعم الرئيسي الذي تقدمه دولة الجزائر لهذا المشروع، فقد ضاعفت الأوساط السياسية والإعلامية الإسبانية، وبعض المنظمات الدولية، مساعدتها للمشروع، حتى لا يموت. فحصل أمر غريب، ضد منطق النزاعات المسلحة، وهو أن القوة المنهزمة عسكرياً، وجدت نفسها في وضع مريح ديبلوماسيا وإعلاميا، بفضل التواطؤ الذي حظيت به من طرف عدة جهات دولية، هدفها استمرار النزيف والصراع والتوتر في المنطقة. لذلك، فالاستعراضات العسكرية والتصريحات النارية، لموظفي الجمهورية المزعومة، ليست سوى فقاعات إعلامية، لمواصلة العمل الدعائي، حيث تصبح الصورة الحربية ، والزي العسكري واستعراض بعض الأسلحة، جزءا من فيلم سينمائي، يؤثث وسائل الإعلام الداعمة للمشروع الانفصالي، لا أقل ولا أكثر، ومن مصلحة الجزائر وتابعها، البوليزاريو، استمرار وقف إطلاق النار، لخدمة هذا السيناريو السينمائي.