قال عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إن القضية الوطنية في حاجة منا لمضاعفة الجهود ومواصلتها من أجل دحض كل المغالطات والمخططات التي يحيكها خصوم الوحدة الترابية في كل بقاع العالم، ثم التعريف بها بشكل علمي ومعرفي وتاريخي وجغرافي، مستعملين كل المعطيات المتوفرة لدينا لإقناع الآخر بعدالة قضيتنا الوطنية ومشروعيتها. وفي هذا الإطار، وقع كل من عبد الكريم بنعتيق وعبد الله بوصوف رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج اتفاقية شراكة وتعاون على هامش أشغال الجامعة الشتوية الأخوين بإفران، من أجل تمكين الشباب المغربي بنوع من التكوين على عدة مستويات بهدف الدفاع عن القضية الوطنية بشكل علمي ومعرفي وتاريخي عميق. وبهذه المناسبة، قال بنعتيق إن الشباب المغربي ببلدان الإقامة كجيل للمستقبل المغربي، يعتبر كجزء من الحل للقضية الوطنية، وذلك بالتصدي لكل المغالطات وفضحها، والتي ما فتئ ينهجها خصوم وحدتنا الترابية. و أشار بنعتيق إلى أن القضية الوطنية تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى تواصل كبير للتعريف بها وتوضيح تفاصيل هذا الملف الذي عمر أكثر من 40 سنة وفي عدد من الدول الأوروبية والأمريكية، وهذا يتأتى بالتعبئة الجماعية لكل شباب المغرب وأبنائه، لذلك سنعمل على توقيع هذه الاتفاقية من أجل تسليح الشباب والطلبة المغاربة بعدد من المعطيات التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية المرتبطة بمغربية الصحراء حتى يتمكنوا من الدفاع عن القضية الوطنية بشكل علمي ومعرفي وتاريخي عميق. ومن جهته، اعتبر عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية، أن الشباب المغربي هو القوة الحية المتميزة بالابتكار والإبداع، والمساهمة في إيجاد أجوبة للأسئلة الحارقة بالعالم. ولفت بوصوف نظر شباب الجامعة الشتوية للأخوين على أنهم يوجدون في بلدان إقامة تعرف آخر ما وصل إليه العقل البشري انطلاقا من التكنولوجيات إلى عالم السياسة والتنمية مرورا بالثقافة والفن والإبداع، لذلك بات من الضروري أن يتحصن الشباب المغربي بالتكوين المتين والأسلحة العلمية. وذكر بوصوف أن توقيع هذه الاتفاقية المذكورة حول الصحراء المغربية ما بين الوزارة والمجلس أملته عدة اعتبارات موضوعية تؤكد على أن الضرورة ملحة لتمكين الشباب المغربي من معرفة كاملة لملف القضية الوطنية. وفي المقابل، أشار بوصوف إلى أن الصحراء المغربية تعرف تعتيما كبيرا ومغالطات على مستوى الشبكة العنكبوتية العالمية، ودعا الشباب لاكتساب وسائط التكنولوجية ووسائط الإعلام من أجل الدفاع عن القضية الوطنية. وتجدر الإشارة إلى أن اليوم الثاني من برنامج الجامعة الشتوية الأخوين عرف مداخلة لعبد الله بوصوف حول موضوع « العيش المشترك» استعرض فيه عناصر الهوية المغربية والثقافة المتعددة والمتنوعة التي يمتاز بها المغاربة والقيم النبيلة التي يتصفون بها والتي تمكنهم من العيش المشترك في إطار منفتح على الآخر في ود ووئام وتعايش وسلام واحترام تام لكل المقومات والمكونات الثقافية والدينية للآخر. وساهم منار السليمي، أستاذ العلوم السياسية، بمداخلة حول نفس موضوع العيش المشترك في تفاعل مع التطورات والتحولات العالمية السياسية والاقتصادية التي تعرفها عدد من المناطق وما تفرضه من تحديات ورهانات تتعلق بالاستقرار والأمن والعيش المشترك.